نبذة عن الساحر والسحر والمشعوذين وتحضير الارواح (شعائر تحضير الارواح)


واحة المعالجين والرقاة - نبذة عن الساحر والسحر والمشعوذين وتحضير الارواح (شعائر تحضير الارواح)
الطب البديل 05:30 PM 15-09-2011

بسم الله الرحمن الرحيم

[justify]
السحر وشعائر تحضير الأرواح
* دوافع السحر ووظائفه
السحر في معظم الأحوال ظاهرة عملية، فهو قد يجلب المطر للزرع، والصيد للشباك، والاستقرار للبيوت، أو الضوء للظلام، أو يحمى من سوء الحظ ومن المرض ومن الموت، وقد يكسب المحبة، وقد يمنح القوة الجنسية لمن افتقدها. كما أنه قد يكسب المهارة في الحروب والسرعة في السفر، وقد يحمى مجتمعاً بأكمله، أو ثقافة، أو حضارة وآثارها.

والإنسان يلجأ للسحر في محاولة للسيطرة على ظروف لا يستطيع التحكم فيها، أو التنبؤ بها. ولذلك لا يُمارس السحر بمعزل عن مهارات أخرى مكملة له. فمن يُعالِج بالسحر لابد أن يعرف خصائص الأدوية والعقاقير النباتية والحيوانية. فالسحر صناعة بشرية، ويمارسه الإنسان من أجل أغراض نفعية، وهو في الوقت نفسه يعترف بالقوة الروحية الغيبية، ويُمكِّن الإنسان من السيطرة على العوامل الطبيعية الخارجية المحيطة به، وإخضاعها لرغباته من أجل سعادته ورفاهيته.

فالسحر قد يعطي قوة ونفوذاً، وجاهاً ومالاً لمن يمارسه. كما أن السحر، أو ادعاء السحر، قد يؤدي دوراً كآلية من آليات الضبط الاجتماعي من جهة، وآلية للابتكار والتجديد والخروج عما هو مألوف، من جهة أخرى. ولذلك نجد أن دوافع ممارسة السحر متفاوتة بين المجتمعات المختلفة، بل وفي داخل المجتمع الواحد نفسه. ومن دوافع السحر ما يلي:

حب الاستطلاع لإثبات أن الروح باقية لمن يخافون الموت، في حالة الرغبة في تحضير الأرواح ومزاولتها.يأتي طلب تحضير الأرواح، عادة، من شخص فَقَدَ صديقاً أو قريباً عزيزاً، فالحزن الشديد يبعث على الاعتقاد بأن هناك إمكانية لمواصلة الاتصال بروح من فقده جسداً.بعض الناس قلقون لمعرفة ما يحدث في الحياة الأخرى.عندما يجهل الإنسان كيفية وسائل السيطرة على البيئة الخارجية ووسائلها، يحاول السيطرة على عالم الأسرار عن طريق السحر.عندما لا يستطيع الإنسان أن يعزو الظواهر إلى مسبباتها، يلجأ إلى السحر لتفسيرها.يزاول السحر في بعض الأحيان أناس هجروا دياناتهم، ويبحثون عن أديان بديلة، كبعض المسيحيين في أوروبا وأمريكا مثلاً.الذين تعرضت أديانهم لهيمنة أديان أخرى وافدة عليهم، قد يمارسون السحر للإبقاء على دياناتهم، وللحد من قوة الهيمنة الوافدة عليهم.يتخذ السحر وسيلة لتحقيق النجاح على حساب الآخرين، عندما يعتقد طالب السحر أن نجاح الآخرين فشل له (وهو ضرب من الحسد).يمارس السحر دائماً لتحقيق أعمال محفوفة بالمخاطر، يعجز الإنسان عن ممارستها في الظروف الطبيعية.يمكن أن يخفف السحر من الضغوط النفسية والأمراض التي، لا تفسير لأسبابها.تمارس بعض ألوان السحر للتنبؤ بالمستقبل. وفي بعض المواقف قد يكون هدف الحديث عن السحر والسحرة، والشياطين والمردة، سواء بصورة مقصودة أو غير مقصودة، حماية فئة محددة من الناس لأنفسهم، وهم غالباً الأقلية، حتى لا يعتدي عليها الآخرون أو يواصلوا الاعتداء عليها. فالأقلية غالباً تحمى نفسها من وراء إشاعة القول بممارستها للسحر. ولذلك كان معظم السحرة في التراث العربي الإسلامي من الأقليات غير العربية، وغير المسلمة، أو حديثة العهد بالإسلام في ذلك الوقت. قال الفخر الرازي: السحر والعين لا يكونان من فاضل ولا يقعان ولا يصحان منه.. لا يصح السحر إلاّ من العجائز (…) ونحو ذلك من النفوس الجاهلة.

كما أن إشاعة جو من السحر حول هذه الأقليات، قد يكون القصد منه حماية حضاراتها. فالغرض من رسم هالة من السحر عن الآثار الفرعونية، لا يخلو من غرض حماية الآثار الفرعونية من التدمير ومن العبث بها. فالقول بقدرة الفراعنة على السحر، وطلاسمهم والروحانيات التي تحرس هذه الآثار، عوامل ساعدت جميعها في المحافظة على هذه الآثار، وعدم تحريكها من مواقعها. كما كان يشاع أن لبعضها قوى على كشف الكذابين والزناة والجناة وفضح اللصوص.

إن المشكلة الحقيقية التي تواجه الشعوب، هي أنها تُعطي السحر قدراً أكبر من قدره الحقيقي. فالسحر (أو تحضير الأرواح) ليس عملية ناجحة في كل الأوقات أو كل المحاولات، ولكن الناس، غالباً، ما تنسى فشل السحرة، ويحفظون لهم نجاحاً حدث محض الصدفة. وحتى عندما يفشل الساحر، فإن الناس قد لا يحملونه مسؤولية فشله، وإنما يعزونها إلى خطأ، ما يتعلق بمن أراد الاستفادة من السحر أو توظيفه. كما أن الناس قد يلجأون إلى لوم السّحرة ويعزون إليهم كل حادثة لا يجدون تفسيراً لأسبابها، كالمرض المفاجئ، والموت المفاجئ، أو فشل المحاصيل. وقد يبلغ السخط على السحرة مداه حين يعتقد بعض الناس أن السحرة متزوجون بجنيات، وأنهم ينجبون أطفالاً مشوهين، أو أن السحرة هم سر البلاء الواقع في حياة الناس، فيطاردون ويعدمون.

ويعكس موقف المجتمع من السحر موقفاً مزدوجاً، لذلك انقسمت نظرة المجتمعات البشرية إلى السحر، إلى محورين أساسيين: محور مؤيد للسحر ومزاولته، ومحور معارض له بما يصل إلى حرمته تجريم الممارسين له ومحاكمتهم.

يعتقد محضرو الأرواح أن الاتصال بين العالم المادي والروحي لا ينتهي بالموت، وأنهم قادرون على الاتصال بأرواح الأموات، أو أن هذه الأرواح قادرة من تلقاء نفسها على الاتصال بالأحياء من الناس. وأنهم، محضرو الأرواح، هم الذين يؤدون دور الوسيط في هذا الاتصال.

ويزعم محضرو الأرواح قدرتهم على الاتصال بالأرواح، سواء في جمع من الناس وفي العلن، أو في خلوة وفي الخفاء. ففي بعض الحالات يتحلق محضر الأرواح ومجموعة من الناس حول طاولة، متشابكي الأيدي، أو يلامس بعضهم بعضاً، مركزين تفكيرهم في الشخص الميت الذي يريدون استدعاء روحه. وهو في معظم الأحوال صديق، أو قريب لواحد أو أكثر من المشاركين في هذه الطقوس.

ومما يرويه محضرو الأرواح، ومن يشارك في جلساتهم، أن الروح تُعلن عن حضورها بأشكال متعددة، تارة بقرع على الطاولة، أو رفعها، أو تحريك الأواني وقطع الأثاث، أو تلقى بها إلى أرضية الغرفة، أو تجعلها تسبح في الهواء، أو أن تختفي من أماكنها، أو أن تظهر أوانٍ لم تكن موجودة أصلاً.

وفي كثير من الأحيان يروح الوسيط في غيبوبة، حين تتلبسه الروح حين حضورها، وتسيطر على عقله وبدنه. وفي مثل هذه الحالات قد تتحدث الروح أو تخاطب طالبها من خلال الوسيط، أو تكتب رسالة من خلال إمساك غير مرئي ليد الوسيط وتوجيهها. ويدّعى بعض محضري الأرواح أنهم على صلة بروح واحدة، يسيطرون عليها أو تسيطر عليهم.

ويتخذ تحضير الأرواح أشكالاً عدة، منها:

الاتصال الذهني، بالمخاطبة بين الوسيط والروح.إحضار أشياء مادية من العدم، أو سماع أصوات.تجَسّد روح الميت أو جزء منها، في شكل طيف أو شبح.وصف الروح علاجاً لمرضى استعصي علاجهم.إخبار الروح بما يحدث بعد الموت، فضلاً عن أخبارها بالمستقبل. (وهو رجمٌ بالغيب، لأن ما بعد الموت أو المستقبل بيد الله وحده).شعائر تحضير الأرواح
تجري شعائر تحضير الأرواح، وطقوسها، غالباً، في ظلمة دامسة، أو ضوء خافت، وقلمّا تُحضَرْ الأرواح في وضح النهار. وأثناء عملية تحضير الأرواح، يغيب الوسيط عن وعيه تماماً، ويفعل أشياء ويردد أقوالاً لا يتذكرها فيما بعد. وفي حالات قليلة قد يؤدى هذه الطقوس والشعائر وهو في كامل وعيه. والغيبوبة في هذه الحالة هي فقدان الوعي التام العميق، وليس من الممكن إعادة الأشخاص، الذين يكونون في مثل هذه الحالة، إلى وعيهم عن طريق المنبهات المألوفة.

وهناك اعتقاد سائد في التفكير الشعبي أو الأسطوري لدى الشعوب، بأن ثمة كنوزاً مخبأة في باطن الأرض، أو في أعماق البحار، أو في جوف الصخور، أو فوق قمم الجبال. وأن هذه الكنوز تحرسها طلاسم خاصة، سحرها بها سحرة الأمم القديمة البائدة لتظل مخبأة. وأن من يعرف سحر هذه الطلاسم ويحل رموزها، سواء كانت رسماً أو نحتاً أو كتابة أو كلمة تروى شفاهة، يستطيع أن يحصل على هذه الكنوز بنفسه، أو بواسطة الروحاني الذي يحرسها، وهو جنيّ مارد في غالب الأحوال. وأما من لا يعرف سر الطلسم وفكّ رموزه، فإنه قد لا يصل إلى موضع الكنز، وحتى إذا وصل إليه سيجده خالياً معموراً بالديدان، أو يشاهد الأموال والجواهر في مواقعها، والحرس دونها يحمونها بسيوفهم. أو تميد به الأرض حتى يظنه خسفاً. وقصة علي بابا والأربعين حرامي معروفة في التراث العربي حيث فتحت لهم أبواب الكنز عندما رددوا كلمة السر، وأغلقت عليهم الأبواب عندما نسوا تلك الكلمة.

ولذلك كانت بعض جلسات تحضير الأرواح، خاصة باستعادة أرواح حُراس الكنوز من الأمم البائدة، لمعرفة سر الطلسم الخاص بالكنز وكيفية فكّه. والأمر كما يبدو، ضرب من الدجل والشعوذة لا يقبله عقل سليم أو منطق معقول، فضلاً عن مخالفته لتعاليم الإسلام، الذي ينهى عن الاستعانة بالجنّ والقوى الغيبية في مثل هذه الأمور.

وقد تناقل أهل المغرب قديماً قصيدة ينسبونها إلى حكماء المشرق، تُبين كيفية الاستعانة بالأرواح على استخراج ما في باطن الأرض من كنوز. وجاء منها في "التغوير"، أي تنقيب الآثار قولهم:
اســمع كلام الصدق من خبيـر
يا طالبا للسر فــي التغويــر
حارت لها الأوهـام في التدبيـر
فإذا أردت تغور البئر التـــي
والرأس رأس الشبل في التغويـر
صور كصورتك التي أوقفتهــا
في الدلو يُنشـل من قرار البيـر
ويـداه ماسكتان للحبل الــذي
عـدد الطلاق احذر من التكـرير
وبصدره هاء كما عاينتهـــا
مشـي اللبيب الكيـس النحـرير
ويطا على الطاءات غير ملامس
تربيعة أولـى مـن التكـويــر
ويكون حـول الكل خط دائــر
واقصد عقـب الذبـح بالتبخيـر
وأذبح عليه الطير والطخـه بـه
والقسـط والبسـه بثـوب حرير
بالسنـدروت وباللبان وميعــةٍ
لا أخضـر فيـه ولا تكديـــر
من أحمـر أو أصفـر لا أزرق
أو أحمـر من خالـص التحميـر
ويشـده خيطـان صـوف أبيض
ويكون بدءُ الشـهر غيـر منيـر
والطالع الأسـد الذي قـد بينـوا
في يـوم سبت ســـاعة التدبير
والبدر متصل *بسعـد *عُطـارد
وتعكس هذه القصيدة طرفاً من علوم السحر، التي كانت معروفة في ذلك الوقت.
وهكذا بعد أن استعرض البحث المصطلحات والمفاهيم الخاصة بتحضير الأرواح، والتي لا يمكن عزلها بحال من الأحوال عن أعمال السحر والسحرة، يتناول في الجزء التالي الأبعاد الاجتماعية لتحضير الأرواح، وموقف الأديان منها في مختلف المجتمعات البشرية، قديماً وحديثاً، خاصة المجتمعات العربية والإسلامية.
السحر في الحضارات القديمة
تحضير الأرواح ممارسة قديمة، فالكتب المقدسة وما ورد فيها من نصوص تشير إلى أولئك الوسطاء من محضري الأرواح، في قصص أنبياء بني إسرائيل. كما أن صناعة السحر ارتبطت في التاريخ القديم بالحكمة، مما يدل على أنّ السحر وتحضير الأرواح عملان مارستهما البشرية منذ عهود سحيقة موغلة في القِدم. وقد كشفت حفريات الآثار أن إنسان ما قبل التاريخ كانت لفنونه أغراض سحرية، خاصة رسوم الصيد على جدران الكهوف، التي قد يكون القصد منها مساعدته على صيد هذه الحيوانات.
ووجود السحر في أهل بابل، وهم الكلدانيون من النبط والسريانيين، أمرٌ معروف، نصّ عليه القرآن الكريم، وجاءت به الأخبار. وكان للسحر في بابل ومصر أيام بعثة موسى –عليه السلام- سوق نافقة، ولهذا كانت معجزة سيدنا موسى في تحديه للسحرة والحواة، وكشف زيف دعواهم الباطلة بالمقارنة مع قدرة الله الحقيقية على يد سيدنا موسى. وترد في الكتب المقدسة جميعها نصوص تحكي قصصاً عن السحر والسحرة، وغاياتهم وأفعالهم. وقد اتخذت هذه النصوص الدينية أساساً لعقد محاكمات للسحرة، وسجنهم أو إعدامهم في تلك العصور أو في عصور لاحقة.

السحر في مصر القديمة[1]
استخدم المصريون القدماء السحر والتمائم[2] والأشكال والشعائر السحرية. وكانوا يعتقدون أن الأشياء أو المخلوقات هي في الأصل واحدة، فانشطرت إلى نصفين. وأن النصفين موجودان بعيداً أحدهما عن الآخر، ولكنهما يملكان التأثير في بعضهما. فالشبيه يؤثر في الشبيه، فإلحاق ضرر بدمية شخص أو رمز له، سيلحق الضرر بالشخص نفسه؛ وعمل الخير والإحسان للدمية، له المفعول نفسه على الشخص أيضاً. وكثرة التماثيل تجسيد حي لهذا المعتقد، لدى قدماء المصريين.

وكان الكهنة في مصر، الذين يدرسون ويقرأون الكتب المقدسة، يمارسون السحر. وهو لا يستخدم عندهم لتجنب الموت فحسب، ولكن للحماية من المرض، وللوقاية من عين الحسود وكفها، وليُشْفى من عضة الثعبان ولدغة العقرب، وليمنع العواصف، وليخرج الجرذان من الحقول، ولجلب الرحمة والبركة والتوفيق.

وقد اعتقد أهل مصر أن أبا الهول[3] طلسم الرمل، يمنعه عن النيل، وأن تمثال "سريته"، وهو تمثال لامرأة مشابه لأبي الهول، دمره الباحثون عن الكنوز، وهو طلسم النيل لئلا يغلب على البلد فيغرقها. وفي عصور متأخرة، اعتقد المسلمون في مصر أن سبب غلبة الرمل على الأراضي الزراعية فساد وجه أبي الهول، الذي قام بتشويهه وشَعَثَه أحد صوفية "الخانقاه" الصلاحية (دار الصوفية). كما كان المسلمون يرددون قول "القبط" أن البرابي (الآثار الفرعونية) فيها كنوز، وزبر عليها علوم، وبها روحانيات تحفظها ممن يقصدها. وأن لكل هرم خادماً، فخادم الهرم الغربي صنم من حجارة صوّان، وهو واقف يحمل شبه حربة، وعلى رأسه حيّة تطوق بها. وأن من يقترب منه، تثب إليه الحية وتطوق عنقه وتقتله، ثم تعود إلى مكانها.
وخادم الهرم الشرقي صنم من جزع أسود، مجزّع بأسود وأبيض، له عينان مفتوحتان برّاقتان، جالس على كرسي وفي يده حربة، إذا نظر أحد إليه سمع من جهته صوتاً يفزع منه، فيخرُّ على وجهه ولا يبرح حتى يموت.

وخادم الهرم الملوّن صنم من حجر البهت، على قاعدة منه، من نظر إليه جذبه إليه فلا يفارقه حتى يموت.

والأهرامات محصنة بالأرواح الروحانية، ويروي المؤرخون المسلمون أن القبط حكوا في كتبهم أن روحانية الهرم الشمالي غلام أمرد أصفر اللون عريان، في فمه أنياب كبار. وروحانية الهرم الجنوبي امرأة عريانة بادية الفرج، حسناء، في فمها أنياب كبار، تستهوي الإنسان إذا رأته، وتضحك له حتى يدنو منها، فتسلبه عقله.

وروحانية الهرم الملوّن شيخ في يده مجمرة من مباخر الكنائس يبخر بها. ويروى المؤرخون المسلمون، أن عدداً من الناس رأى هذه الروحانيات مراراً، وهي تطوف حول الأهرام وقت القائلة وعند غروب الشمس.
وقال المسعودي: "واتخذت دلوكة ـ اسم لساحرة عجوز بمصر ـ البرابي (آثار الفراعنة) والصور، وأحكمت آلات السِّحر، وجعلت في البرابي صور من يرد من كل ناحية ودوابهم، أبلا كانت أو خيلا، وصورت فيها من يرد من البحر في المراكب من بحر العرب والشام، وجمعت في هذه البرابي العظيمة المشيدة البنيان أسرار الطبيعة وخواص الأحجار والنباتات والحيوانات، وجعلت في ذلك أوقات فلكية واتصالها بالمؤثرات العلوية، وكانوا إذا ورد إليهم جيش من نحو الحجاز واليمن عوّرت تلك الصور التي في البريا من الإبل وغيرها، فيتعوّر ما في ذلك الجيش وينقطع عنهم ناسه وحيوانه، وإذا كان الجيش من نحو الشام فعل في تلك الصور التي من تلك الجهة التي أقبل منها جيش الشام ما فعل بما وصفنا، فيحدث في ذلك الجيش من الآفات في ناسه وحيوانه ما صنع في تلك الصور التي من تلك الجبهة، وكذلك من ورد من جيوش الغرب، ومن ورد في البحر من رومية والشام، وغير ذلك من الممالك، فهابهم الملوك والأمم، ومنعوا ناحيتهم من عدوّهم، واتصل ملكهم بتدبير هذه العجوز واتقانها لزمّ أقطار المملكة وأحكامها السياسية ... وهذا الخبر من فعل العجوز مستفيض لا يشكون فيه". وربما لذلك وغيره سميت مصر "بالمحروسة".

السحر في الحضارة الإغريقية والرومانية
ظهرت الأرواح الخيرة والشريرة في آداب الإغريق والرومان وفنونهم، من نحت ورسوم وشعر ومسرحيات. فأساطيرهم تجعل من الأبطال والملوك، وزوجاتهم وبناتهم وأولادهم، كواكباً أو نجوماً أو آلهة أسطورية، فتخلدهم على مر العصور. فهناك آلهة للغابات والمراعي، وآلهة للجمال، وآلهة للحرب، وآلهة للسلم، وهناك سحرة وساحرات وعرّافون وعرّافات. وكل ذلك يبدو في قالب أرواح تتصارع حول الخير والشر. فالملك أو البطل الذي قُتل ظلماً لا بدّ أن تبقى روحه وتخلد لكي تعود وتنتقم من قاتله، والبطل القوي الخير لابد من أن تبقى روحه مصدراً دائماً للخير والعطاء. كما أن أرواح الأجداد تبقى للتحكم في الحياة من حول الناس.

وقـد صيغت كل هذه الأسـاطير[4] على أسـاس أن الموت يمكن تجنبه أو تأخير حلوله. وأن الأرواح الخيرة تمثل القيم التي يريدها الناس أن تبقى وتسـتمر وتخلد، والأرواح الشريرة تمثل القيم التي يرفضونها، والتي تتصارع على الدوام مع الأرواح الخيرة. وقـد أصبحـت هـذه الصـراعات الأسطـوريـة منبعـاً ثراً لكثيـر من الآداب والفنـون، فأطلقت العنان لإبداع الشعراء والكتاب والنحاتين والرسـامين والسينمائيين والمسـرحيين والروائييـن والموسيقيين، سواء في الآداب القديمة أو المعاصرة، مروراً بالعصور الوسطى[5]. ومن ذلك مسرحية "العاصفةThe Tempest"لشكسبير[6].

السحر في العصور الوسطى، وفي عصر النهضة[7]
كانت أوروبا تعتقد اعتقاداً جازماً في السحر وأعمال السحرة، التي انتقلت إليهم من الحضارة الإغريقية والرومانية، ومن ديانات أوروبا الوثنية قبل أن تعتنق شعوبها الدين المسيحي. وعلى الرغم من أن رجال الكنيسة كانوا يعتبرون مزاولة السحر خطيئة، إلا أنهم كانوا يعتقدون في قوته. وكانوا يعتبرون أعمال السحر منافية لتعاليم المسيحية ومعارضة لها، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالشيطان، فمن يريد أن يصبح ساحراً، ربما كان عليه أن يبيع روحه للشيطان مقابل منحه قوى سحرية خارقة. وكانوا في أوروبا يعتقدون ـ شأنهم شأن المسلمين في ذلك الوقت ـ أن علم الكيمياء يحتوي على قدر كبير من أعمال السحر.

وكان يُعْتقد أن الكيمائيين يسعون إلى اكتشاف حجر الفيلسوف أو "حجر الحكمة"، كما كانوا يحاولون اكتشاف إكسير الحياة، الذي يستطيعون من خلاله شفاء المرضى وإطالة العُمر. وقد نشطت بعض الجمعيات السرية وضمنت طقوسها وشعائرها بعض الأعمال السحرية. ونتيجة لانتشار السحر والشعوذة، عقدت الكنائس محاكمات للسحرة والساحرات، وحكمت بحرقهم حتى الموت، في إنجلترا وفرنسا وألمانيا وأسكتلندا وأسبانيا، وقد أصدرت المحاكم الكَنسية حكماً بإعدام ما يصل إلى ثلاثمائة ألف من النساء المتهمات بمزاولة أعمال سحرية، ومورست عليهن مختلف أنواع التعذيب لانتزاع اعترافات جنائية بمزاولتهن السحر.


وكانوا يستدلون على الساحر أو الساحرة من مظاهر جسدية، تشبه في حد ذاتها أعمال السحرة. فقد كانوا يعتقدون أن للساحر علامات جسدية تميزه عن غيره من الناس، كتقاطيع الوجه أو تجاعيد الجلد.

وكانوا، في بعض الأحيان، يلقون بالساحرة في أحواض مليئة بالماء وهي موثوقة اليدين، فإذا طفت فوق الماء، جُرّمت وأعدمت، وإذا غاص جسدها في الماء حكم لها بالبراءة. وكانت المحاكم تعتمد في إصدار حكمها على الإشاعات والأقاويل، وتتخذ منها بينات وأدلة قاطعة. وفي حُمّى السحر والسحرة، التي شملت كل أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، شهد الأبناء ضد الأباء واتهموهم بمزاولة السحر، فأرسلوا للمقاصل. وفي الولايات المتحدة طورد السحرة بناء على الشبهات وأعدموا، أو سجنوا في عدد من الولايات في تلك الحقبة. وكان رجال الكنيسة يحرّضون العامة ضد السحرة وأفعالهم.

ومن يتتبع أصول السحر أو جذوره في أوروبا، يجدها ضاربة في الديانات الوثنية، التي عاشت في أوروبا، أو في إنجلترا على الأقل، إلى القرن الثامن عشر الميلادي. كما توجد مثل هذه الممارسات في فرنسا وفي إيطاليا. إن إعدام مئات الآلاف من الناس بتهمة مزاولة السحر، في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، تدل على أن هؤلاء الناس لم يكونوا سحرة، ولكنهم أناس يعتنقون ديانات مختلفة غير الدين المسيحي. وليس أدل على ذلك من أنه حين عمّت المسيحية أوروبا وترسخت فيها، انزوى السحر والسحرة. وهذا وضع مشابه لما كان سائداً في البلدان الإسلامية، حيث كان معظم من يزاولون السحر من غير المسلمين، سواء كانوا من الصابئة[8]، أو من القبط، أو من السودان، بمفهومه العرقي الواسع، أو الترك، أو الهنود، أو غيرهم من الأمم التي دخلت حديثاً في الإسلام، أو فتحها المسلمون.

السحر في العصور الإسلامية
كان السحر في مصر الإسلامية متوارثاً عن الممارسات التي سبقته في عالم السحر. ويروي بعض المؤرخين أنه شاهد المنتحلين للسحر وعمله، "ومنهم من يشير إلى كساء أو جلد ويتكلم عليه في سره، فإذا هو مقطوع، ويشير إلى بطون الغنم في مراعيها بالبعج، فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها على الأرض. وبالمغرب الإسلامي صنف من هؤلاء المنتحلين لهذه الأعمال كانوا يعرفون بـ "البعاجين"، لأن أكثر ما ينتحلون من السحر بعج الأغنام، يرهبون بذلك أهلها ليعطوهم من فضلها. وهم مستترون خوفاً على أنفسهم من الحكام، وأن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية. وإشراك الروحانيات من الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى "الخزيرية" يتدارسونها".

ويروي بعض المؤرخين أنهم سمعوا أن بأرض السودان وأرض الترك، من يُسخِّر السحاب فيمطر الأرض المخصوصة. وأنهم رأوا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة، وقد نُقل عن أصحاب تلك الطلسمات أن لهذه الأعداد أثراً في الألفة بين المتحابين واجتماعهما، إذا وضع لهما مثالان مقترنان بطوالع النجوم وبشروط معينة.

ومنهم من سمع أن بأرض الهند من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه (يتفتت) ويقع ميتاً، ويُنقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه. وقد ذكروا أن هناك طلاسم، قولية وعينية، وأعداد وأعمال تنجيم أخرى مصاحبة، لها صلة مباشرة بكيفية محافظة السلاطين على عزهم وملكهم، وتسخير الرعية لهم وخدمتهم، وما يصلح من مواليد الملوك، وما يساعد على صحبتهم، وملازمتهم ومعاشرتهم.

وفي بعـض البلـدان الإسلامية كان هناك عدد من ضعفاء العقول في الأمصار ـ وربما لا يزالون ـ مِمَن يحرصون على استخراج الأموال من تحت الأرض، ويبتغون الكسب في ذلك، ويعتقدون أن أموالَ الأمم السالفة مختزنةٌ كلها تحت الأرض، مختومٌ عليها بطلاسم سحرية، لا يَفُضُّ ختامها ذلك إلا من عثر على علمه، واستحضر ما يحله من البخور والدعاء والقربان.

ويقول ابن خلدون إن كثيراً من طلبة البربر بالمغرب، العاجزين عن المعاش الطبيعي وأسبابه، يتقربون إلى أهل الدنيا بالأوراق المحتزمة الحواشي، إما بخطوط عجيبة، أو بما ترجم بزعمهم منها من خطوط أهل الدفائن، بإعطاء الأمارات عليها في أماكنها، يبتغون بذلك الرزق منهم، بما يبعثونه على الحفر والطلب، ويموهون عليهم بأنهم إنما حملهم على الاستعانة بهم طلب الجاه في مثل هذا...

وربما تكون عند بعضهم نادرة أو غريبة من الأعمال السحرية يموِّه بها على تصديق ما بقي من دعواه، ويتسترون بظلمات الليل مخافة الرقباء وعيون أهل الدول، فإذا لم يعثروا على شيء ردوا ذلك إلى الجهل بالطلسم الذي ختم به على ذلك المال.

يقول ابن خلدون: "والذي يحمل على العمل بصناعة السحر وانتحالها في البلدان الإسلامية كان في الغالب، زيادة على ضعف العقل، إنما هو العجز عن طلب المعاش بالوجوه الطبيعية، فيطلبونه بالوجوه المنحرفة، فيسكنون المنازل المشهورة والدور المعروفة، ويوهمون أهلها أن بها دفيناً من المال ويطالبونهم بالمال لاشتراء العقاقير والبخورات لحل الطلاسم، ويعدونهم بظهور الشواهد التي قد أعدوها هنالك بأنفسهم، فيخدعون بذلك أهل الدور ويلبسوا عليهم بما يتلونه من طلاسم، وما يشعلونه من بخور، وما يقدمونه من ذبح غريب لحيوانات أو طيور، والتصرف الأغرب في دمائها وقِطع لحومها وجلودها أو ريشها".

وفي مثل هذا الجو انتشرت قصص السحرة وحكايات الجن والشياطين، كما تعكس ذلك قصة علاء الدين والمصباح السحري[9]. ومن هذه القصص والحكايات، حكاية في شأن الجن والمردة والشياطين المسجونين في القماقم من عهد سليمان، حيث كان يسجن العصاة منهم في قماقم النحاس ويسبك عليهم بالرصاص ويختم عليهم بخاتمه ويرميهم في البحر، وقد يصطادهم صياد، فيكسر القمقم فيخرج منه دخان أزرق يصل عنان السماء، ويُسمع صوت منكر يقول: التوبة، التوبة يا نبي الله، ظناً من الجني أن نبي الله سليمان هو الذي أخرجه من القمقم، علماً بأن سليمان قد توفاه الله منذ ما يقارب الألفي عام.

ومن هذه القصص الخرافية، ما يزعمه الرواة من أنه أُحضر للخليفة عبد الملك بن مروان إثنا عشر، قمقماً، فجعل يفتح قمقماً بعد قمقم والشياطين يخرجون منها ويقولون: التوبة التوبة يا نبي الله، وما نعود لمثل ذلك أبداً. وهذا عفريت من الجن اسمه "داهش بن الأعمش" محبوس إلى عامود من الحجر، بالقدرة معذب إلى ما شاء الله، غائص في الأرض إلى إبطيه، وله جناحان عظيمان وأربع أيادٍ، يدان منها كأيدي الآدميين، ويدان كأيدي السباع فيها مخالب، وله شعر في رأسه كأنه أذناب الخيل، وله عينان كأنهما جمرتان، وله عين ثالثة في جبهته كعين الفهد، يلوح فيها شرار النار، وهو أسود طويل، وينادي: ربّي حكم عليّ بهذا البلاء العظيم، والعذاب الأليم، إلى يوم القيامة.

ومن الحكايات المشهورة حكاية الصياد مع عفريت أخرجه من أحد قماقم سليمان، رأسه في السحاب، ورجلاه في التراب، برأس كالقبة، وأيد كالمداري، ورجلين كالصواري، وفم كالمغارة، وأسنان كالحجارة، ومناخير كالأبريق، وعينين كالسراجين، أشعث أغبر.

ومن قصص ألف ليلة وليلة حكاية الساحرة العاهرة التي جعلت من نصف ابن عمها وزوجها حجراً، ونصفه الآخر بشراً، فكانت تجلده يومياً وتعذبه ليخلو لها الجو مع عشيقها، ولكنها تحت الإغراء والتهديد، وبأفعال سحرية وتعاويذ أرجعته إلى صورته الآدمية الأولى، ولكنها قتلت جزاء على بغيّها ودعارتها وخيانتها لزوجها.

السحر في المجتمعات المعاصرة
أضعف تقدم العلم من اعتقاد الناس في السحر وأعمال السحرة، ولكن على الرغم من ذلك ما يزال السحر يؤدي دوراً في حياة كثير من الجماعات العرقية والثقافية. وفي المجتمعات الصناعية المتقدمة لا يزال هناك من يهتمون بممارسة الشعوذة وقراءة الحظوظ والتنجيم، وقراءة ما يمكن أن يجلب لهم الحظ من أبراجهم التي ولدوا فيها، بمطالعة الصحف يومياً، وقراءة الفنجان وقراءة الكف.

وبدأت حركة تحضير الأرواح تشغل الرأي العام العالمي منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، حيث ادعت فتاتان في الولايات المتحدة الأمريكية أن روح رجل قُتِل في منزلهما قد اتصلت بهما، وتحدثت إليهما، وأن روح الرجل تتخاطب معهما وتجيب على أسئلتهما من خلال أصوات قرعات (يمكن فك رموزها) على طاولة بالمنزل.

وقد اشتهرت هذه الواقعة وأصبحت حدثاً عالمياً جذب اهتمام عامة الناس والباحثين. ثم بدأت بعد ذلك انتشار بعض القصص والحكايات عن مشاهير الأموات، من الشعراء والأدباء والموسيقيين المعاصرين، الذين اتصلت أرواحهم ببعض الأحياء، حيث ادعى نفرٌ من الرجال والنساء أنهم سجلوا مقطوعات موسيقية، أو شعرية، عن هؤلاء المشاهير وبأصواتهم.

ويذهب بعض الباحثين إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعتقدون أن للسحرة دوراً في الحياة، وأنهم يستطيعون التأثير في حياة الناس. فالاتصال بالأرواح من خلال وسطاء، لا يزال يؤدي دوراً مهماً وأساسياً في ديانات كثير من الشعوب في أفريقيا، وفي الجزر الباسيفيكية، وجماعات من الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية. كما تؤدي الأشباح دوراً رئيسياً لدى هذه الشعوب أيضاً، فتُمارس طقوس لاسترضائها لتُساعدهم على النجاح في حياتهم اليومية. وهناك معتقدات لا تزال ماثلة لدى بعض الشعوب، ترى أن الأرواح يمكن أن تتخذ أشكالاً مختلفة في ظهورها. فالأرواح الخيرة الخارقة، أو الأرواح الشريرة، قد تستبطنها حيوانات أو أماكن معينة، أو مخلوقات أخرى يُحَرّم لمسها أو إلحاق الأذى بها، وإلا خرجت الروح وتعقبت الشخص وألحقت به ضرراً، سواء في شكل جروح أو أمراض، أو قد تلحق به الموت والدمار.

إن السحر بمفهومه الشامل ليس نوعاً من الاعتقاد فحسب، أو رياضة ذهنية يُلجأ إليها للتسلي بها، بل هو ممارسة مقدرة تترجم من خلالها كثير من وظائف المجتمع، سواء بصورة مباشرة أم غير مباشرة. ومن ثم يمكن أن نستخلص مجموعة من الوظائف، التي يمكن أن يؤديها، أو كان يؤديها، السحر في المجتمعات البشرية.
*

[1] مصر القديمة: كانت أرض مصر قديماً مهداً لحضارة من أولى حضارات العالم، نشأت منذ نحو 5000 سنة مضت على ضفاف وادي النيل في شمال شرقي إفريقيا. وقد عاشت هذه الحضارة لأكثر من ألفي سنة، ولهذا أصبحت أطول حضارة معمرة في التاريخ. حكمت مصر القديمة إحدى وثلاثون أسرة حاكمة، وكان من أهم منجزات المصريين القدماء بناء الأهرامات. قد أسهموا مساهمة بارزة في تطور الحضارة، وكونوا أول سلطة مركزية في العالم، وابتدعوا الأشكال الأساسية للرياضيات، إضافة إلى تقويم سنوي من 365 يوماً، واخترعوا شكلاً للكتابة بالصور يسمى الهيروغليفية واخترعوا ورق البردي. وبنوا مدناً عظيمة. وكانت ديانتهم من أقدم الديانات التي أكدت الاعتقاد بالحياة بعد الموت.

[2] التمائم جمع تميمة، وهي: خرزات كان الأعراب يعلقونها على أولادهم يزعمون أنها تمام الدواء والشفاء، وأنها تنفي عنهم النفس والعين، فأبطلها الإسلام

[3] أبو الهول: تمثال ضخم من الحجر الجيري مقام في الجيزة بمصر على مقربة من الأهرام. يرجع تاريخه إلى عهد الملك خفرع (حوالي 2250 ق.م)، له راس إنسان وجسم أسد يبلغ طوله 74 متراً وأقصى ارتفاعه يبلغ 21 متراً تقريباً.

[4] الأسطورة: حكاية تقليدية، تروي أحداثاً خارقة للعادة، أو تتحدث عن أعمال الآلهة والأبطال. وهي تعبر، عادة، عن معتقدات الشعوب في عهودها البدائية، وتمثل تصورها لظواهر الطبيعة على اختلافها.') والخرافات ('الخرافة: معتقد لا عقلاني، أو ممارسة لا عقلانية. والخرافات قد تكون، دينية أو ثقافية أو اجتماعية، فمن الخرافات الدينية، إيمان بعض المعتقدين بقدرة قديس بعينه على شفائهم. ومن الخرافات الثقافية أو الاجتماعية، إيمان كثير من الناس بأن الخرزة الزرقاء تدفع الشر، وبأن حدوة الفرس تجلب الخير، وتطيرهم بالغراب وتشاؤمهم بالرقم 13. وغير ذلك كثير.

[5] العصور الوسطى: فترة من التاريخ الأوروبي تقع بين العصور القديمة وعصر النهضة الأوروبية *وهي تمتد ـ في رأي المؤرخين ـ من سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية عام 476 للميلاد إلى استيلاء الأتراك العثمانيين على القسطنطينية عام 1453م.

[6] هي مسرحية رومانسية إلى حد ما، ومستقاة من مصادر عديدة، وربما عرضت أول مرة على خشبة المسرح في عام 1611م، ونشرت أول مرة عام 1623م. وبطل المسرحية `بروسبيرو` هو دوق ميلانو في إيطاليا، وقد نفي ظلماً، وعاش في جزيرة مسحورة مع ابنته الجميلة `ميراندا` حيث يقوم بخدمته الشيطان `أريل` والمارد `كاليبان`. و`بروسبيرو` ساحر ماهر استخدم السحر في تسخير عاصفة هوجاء تسببت في جنوح سفينة أعدائه، وتحطيمها على ساحل الجزيرة المسحورة، وكانت السفينة تحمل أيضاً الأمير الفتى `فيردناند`. ومن النظرة الأولى وقعت `ميراندا` في حب فيردناند، وصرخت عندما رأته `ما أروع هذا العالم الجديد الشجاع، الذي يوجد فيه مثل هذا المخلوق!، وبسحره وفق `بروسبيرو` بين قلبي العاشقين وجمع بينهما، وأفشل كل المؤامرات التي حاكها أعداؤه من أصحاب السفينة الجانحة. وفي النهاية، يظهر `بروسبيرو` أمام أعدائه ويتصالح معهم، ويقلع عن ممارسة السحر. ويعودون جميعاً إلى إيطاليا، حيث يمكن لـ `فيردناند` و`ميراندا` أن يتزوجا. وفي مشهد مسرحي رائع يخاطب `بروسبيرو` المشاهدين بأبيات من الشعر منها: كما سبق وأن أخبرتكم أننا كلنا روحانيون. *وقد ذُبنا في الهواء، الهواء الشفاف .. الخ. وكانت هذه الأبيات آخر ما كتبه `شكسبير`، وكأنه أراد أن يودع عالم المسرح إلى أبد الآبدين.

[7] عصر النهضة: حركة الانبعاث الفني والأدبي والعلمي التي نشأت في إيطاليا في القرن الرابع عشر للميلاد، ومن ثم امتدت إلى أنحاء مختلفة من أوروبا. وبذلك كانت مرحلة انتقالية بين العصور الوسطى والعصر الحديث في خلال عصر النهضة اهتم عدد كبير من العلماء والفنانين ـ في إيطاليا خاصة ـ بدراسة الحضارات القديمة وآثارها الأدبية والفنية والفلسفية. وتميز عصر النهضة بالعودة إلى المفاهيم والقيم الكلاسيكية الإغريقية والرومانية، وانتشار الاتجاه الإنساني، وازدهار الفن والأدب، واختراع الطباعة. كما حققت نتائج باهرة في حقل الفلك. وتقدماً في علم التشريح

[8] لصابئة: ديانة أصل أتباعها من حران (في تركيا). عبدوا الكواكب والنجوم وعظموها، وتبنوا لاحقاً بعض الطقوس النصرانية. لديهم عدد من الكتب المقدسة مكتوبة بلغة سامية قريبة من السريانية.
[9] حكاية من حكايات (ألف ليلة وليلة) وفق بطلها في الحصول على مصباح وخاتم سحريين، استطاع بواستطهما تحقيق مطالبه جميعاً.') وقصص ألف ليلة وليلة ('مجموعة من الحكايات الشعبية، بعضها عربي الأصل وبعضها فارسي وبعضها هندي أو يوناني الأصل، وكلها تندرج تحت سياق قصة إطارية خلاصتها أن الملك شهريار *يكتشف خيانة زوجته فيقتلها ويقتل الذين خانته معهم، وينقم على النساء جميعاً ويقرر أن يتزوج كل ليلة امرأة ثم يقتلها مع بزوغ الفجر. وقد ظل هذا دأبه حتى تزوج من شهرزاد ابنة وزيره، فأخذت تروي له كل ليلة حكاية خرافية، ثم تسكت عندما يدركها الصباح عند موقف مشوق، مما جعل الملك يستبقيها لسماع حكاياتها الباقية إلى أن أتى عليها ألف ليلة. وبفضل هذه الحكايات تحول شهريار من شخصية شريرة إلى شخصية خيرة. وقد ترجم هذا الكتاب إلى معظم لغات العالم.

[/justify]


في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.


الرقية الشرعية هي استخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية المأثورة والأذكار الشرعية في علاج الأمراض الروحانية والنفسية والجسدية، وذلك بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتعتبر الرقية الشرعية أسلوبا معتمدا وفعالًا للتداوي والحماية والتحصين من الامراض الروحانية مثل السحر والحسد والعين والمس، والكثير من الاضطرابات النفسية.