عرض مشاركة واحدة
alrawhane 10:03 AM 04-04-2006

بسم الله الرحمن الرحيم

[frame="7 90"]
قليلة هي فئة النساء اللواتي يطرقن أبواب عيادات النسائية ليبحن بشكواهن من سلس البول ( وهو عدم القدرة على التحكم في التبول ) وأنه لأمر يدعو إلى الاستغراب إذا ما عرفنا أن هذه المشكلة هي من أكثر المشاكل الطبية شيوعا وخاصة في فئة النساء اللواتي مررن بتجربة الولادة مرارا أو تعرضن لولادات أو ولادة عسرة أو تجاوزن سن اليأس ...وهذه الفئة التي نتحدث عنها تشكل نسبة كبيرة من نساء المجتمع والتي يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات :

الفئة الأولى : الفئة التي تشعر بالمشكلة وتبحث عن حلها.
الفئة الثانية : الفئة التي تشعر بالمشكلة وتخجل من البوح بها .
الفئة الثالثة : تعتقد أن سلس البول هو أمر طبيعي يحدث لدى جميع النساء ولا يعتبر مشكلة طبية يجب السعي لحلها .

أثبتت الدراسات بان ( 60 % ) من النساء اللواتي يعانين من سلس البول تأثرت حياتهن اليومية ونشاطاتهن الروتينية بشكل مباشر و (75%) أثرت هذه المشكلة على صحتهن العقلية في حين اعتبرت ( 20% ) من هؤلاء النساء بان الحياة أصبحت لا تحتمل .
لأولئك جميعا كان لزاما علينا أن نوضح الأمور ونضع النقاط على الحروف ، فسلس البول بأنواعه مشكلة طبية بل يمكن اعتباره حالة مرضية لأنه يؤثر على أداء المرأة لوظائفها الطبيعية ويقف عقبة في ممارستها لنشاطاتها اليومية .

لسلس البول أنواع متعددة أكثرها شيوعا :

أنواع السلس البولي
يقسم السلس البولي عند النساء إلى عدة فئات منها:
1- السلس نتيجة الضغط الباطني STRESS INCONTINENCE الذي يعتبر الاكثر شيوعاً بنسبة حوالي 60% من كل تلك الحالات والذي يتميز بتسرب البول غير الارادي عندما يرتفع الضغط في البطن كاثناء الضحك والعطس والرياضة والحمل الثقيل والامساك والنهوض المفاجىء والسعال ، من اسبابه الرئيسية الولادة الطويلة مع ضغط رأس الجنين على عضلات الحوض واعصابه لبضعة ساعات مما يؤدي إلى اتلافها مسبباً ارتخاء تلك العضلات والاربطة التي ترفع الاحليل مثل الارجوحة الشبكية نحو الحوض فينزلق الاحليل والمثانة إلى الاسفل ويؤدي ذلك إلى هبوطها وزيادة تحركها وتحدّ من انغلاقها الطبيعي عند زيادة الضغط في البطن. ولكن هنالك اسباب أخرى لتلك الحالة تشمل التشوهات النسيجية الخلقية والعمليات الجراحية الماضية في الحوض، والسعال المتزامن والضغط الشديد عند التغوط أي التبرز والسمنة وتقدم العمر ونقص الهرمون الانثوي.
الجدير بالذكر ان هنالك حالات سلس الضغط لا تقترن بزيادة تحرك الاحليل بل تحصل نتيجة تشوه في آلية الصمام الاحليلي الداخلي وقصوره في منع السلس وتحصل عادة بسبب تلف ذلك الصمام اثناء الولادة والجراحات السابقة على الاحليل أو في الحوض والمداواة بالاشعة والاعتلال العصبي ونقص تركيز الهرمون الانثوي والتقدم في العمر. وفي الكثير من حالات السلس تتواجد عوامل زيادة حركية الاحليل وقصور الصمام الاحليلي الداخلي معاً. وهنالك ايضاً اسباب أخرى قد تساعد على بروز تلك الحالة منها بعض العقاقير والتدخين والامراض الرئوية والالتهابات البولية والأمراض العصبية والعضلية والامساك وغيرها التي تؤهل المرأة إلى الاصابة به.
2- السلس نتيجة زيادة نشاط المثانة أو توترها العصبي
قد يحصل السلس البولي بنسبة حوالي 13% نتيجة توتر عصبي أو زيادة نشاط المثانة مع نقص في سعتها وتواجد تقلصات غير إرادية فيها بسبب أمراض عصبية أو داء السكري أو التهابات بولية ولاسباب لا تزال مجهولة.. ففي تلك الحالات تشعر المرأة فجأة بالرغبة في التبول ولكنها قد لا تستطيع التحكم به فيتسرب البول منها قبل وصولها إلى الحمام. وقد تتواجد هذه الحالة مع الفئة الاولى أي سلس الضغط لدى الكثير من النساء ولكنها تزول بعد المعالجة عند اغلبهن ولكن قد تحصل بعد العمليات الجراحية تلقائياً عند حوالي 15% منهن.
3- السلس المفيض OVERFLOW INCONTINENCE
في القليل من حالات السلس يكون العامل الرئيسي انسدادا في عنق المثانة أو الاحليل أو أمراضا عصبية تشّل نشاط عضلات المثانة أو وجود آفات أو اورام في الجهاز التناسلي أو رثج في الاحليل أو أمراض نفسية وغيرها التي تحدّ من تفريغ المثانة الكامل للبول مع ابقاء كمية كبيرة منه بعد الانتهاء من التبويل مع طفح غير ارادي للبول.
4- مزيج من تلك الفئات أو وجود ناسور بولي
في الكثير من الحالات تمتزج تلك الفئات معاً مسببة السلس فتحتاج إلى تشخيص دقيق للحصول على أفضل النتائج، ونادراً ما يحصل ناسور ما بين المثانة أو الحالب والمهبل تكون اسبابها خلقية أو مكتسبة.
ولتوضيح الصورة :
يمكن تشبيه ذلك ببالون ممتلئ بالماء وأنت تقبض على صمامه بإصبعيك لمنع تسريب الماء. فإذا ما تعبت عضلات إصبعيك أو عضلات يدك بشكل عام وارتخت فان التسريب يحدث مع اقل ضغط إضافي على جدار البالون وهذا هو سلس البول الذي يحرج النساء كثيرا ويجعل معظمهن يلزمن الصمت لتتفاقم المشكلة فتؤثر على حياتهن الاجتماعية والعملية مع العلم ان الحل في غاية البساطة ولا يحتاج إلا لاستشارة طبية لتنهي المشكلة تماما في معظم الأحيان.[/frame]