وعد الله عباد الله


الأول ... 3 4 5 6 7 
واحة المواضيع العامة - وعد الله عباد الله
ففروا الى الله 06:05 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

1- فذهبت طائفة إلى القول : أن الروايات التي فيها ذكر هذه المقالة : (ضعيفة شاذة وأخبار آحاد لا تفيد علماً ولا عملاً ، فأما أن تؤول بنحو من الاعتبار أو يضرب بها الجدار )[محمد حسين آل كاشف الغطا (أصل الشيعة 63-64)] .
والجواب عنه :
إن ذكر أن هذه الأخبار ضعيفة وشاذة وأخبار آحاد ، لا يستقيم مع ما ذكره علمائهم ومشايخهم المعتبرين عندهم كالمفيد والكاشاني والمجلسي الذين صرحوا باستفاضة هذه الروايات وتواترها عندهم وشهرتها وصحتها . واعتماد هذا القول من شيخهم المعاصر ينسف ما قرره أولئك الاوائل ! . فبأي قول تأخذ الشيعة ؟ أم أن الأمر يعود تقية ؟ هذا ما نخشاه ! .

2- وذهبت طائفة إلى القول بأن القرآن الذي بأيدينا ليس فيه تحريف ، ولكنه ناقص قد سقط منه ما يختص بولاية علي ( وكان الأولى أن يعنون المبحث تنقيص الوحي أو يصرح بنزول وحي آخر وعدمه حتى لا يتمكن الكفار من التمويه على ضعفاء العقول بأن في كتاب الإسلام تحريفاً باعتراف طائفة من المسلمين ) [أغا برزك الطهراني (الذريعة3-313)] . .
والجواب عنه :
ما الفرق بين أن يقال تحريف القرآن ، أو تنقيص القرآن ؟ . كلاهما تلاعب بالآيات. والدعوى بأن ما سقط هو ما يختص بولاية علي رضي الله عنه، هو تأكيد لما يقرره جمهور الشيعة من وجود النقصان في القرآن الذي بأيدينا ! . ولا يخفى عليك أخي ما تحمله كلمة (باعتراف طائفة من المسلمين ) . فهو يريد التلبيس على المسلمين بأن فيهم من قال بهذه المقالة، والحق أن هذا القول انفرد به الشيعة دون غيرهم من الطوائف .

3- وذهبت طائفة إلى القول : بأن القرآن الذي بين الدفتين هو كلام الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم بدون زيادة ولا نقصان ، ولكن : ( أننا معاشر الشيعة –الاثني عشرية – نعترف بأن هناك قرآناً كتبه الإمام علي رضي الله عنه بيده الشريفة، بعد أن فرغ من كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ وصاياه، فجاء به إلى المسجد النبوي فنبذه الفاروق عمر بن الخطاب قائلاً للمسلمين حسبنا كتاب الله وعندكم القرآن فرده الإمام علي إلى بيته ولم يزل كل إمام يحتفظ به كوديعة إلهية إلى أن ظل محفوظاً عند الإمام المهدي القائم عجل الله تعالى فرجنا بظهوره ) [الخراساني (الإسلام على ضوء التشيع : 204)] . .
والجواب عنه :
إن كان مصحف علي رضي الله عنه ، كما كان عند ابن مسعود مصحف خاص به، لا يختلف عن مصاحف المسلمين، فلا حاجة بنا إلى رد هذه المقالة لا تفاقنا وإياهم على ذلك . وإن كان مصحف علي رضي الله عنه الذي عهد به إلى الأئمة بعده يخالف ما عندنا وفيه زيادة على القرآن الذي بين أيدينا ، عاد الأمر إلى أصله وهو أننا نقرأ في قرآن ناقص، وأن قوله تعالى : {إنانحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ليس على حقيقته . –نعوذ بالله من ذلك - . ثم إن غياب هذا المصحف طوال هذه القرون إلى أن يظهر المهدي فيه إشقاق على الناس وضلالهم عن الهدى .

4- وطائفة تقول : (وقع بعض علمائنا المتقدمين بالاشتباه فقالوا بالتحريف ولهم عذرهم، كما لهم اجتهادهم ، وإن أخطأوا بالرأي، غير أنا حينما فحصنا ذلك ثبت عندنا عدم التحريف فقلنا به وأجمعنا عليه ) [الشيعة والسنة في الميزان، محاكمة بقلم س خ ، نشر نادي الخاقاني ص 48-49] .
والجواب عنه :
ونحن نقول بأن القرآن لم يحرف ، وأن جمهور علماء الشيعة كانوا في ضلال في هذا الباب، ونحن نطالب بأن يكون هذا هو الذي تجمع الشيعة عليه الآن لا تقية . ولكن الواقع يكذب ذلك ولا يصدقه، فما تزال بعض الكتب المعاصرة الشيعية تطفح بهذا المقالة وتنصرها، وإن كان الأعم الأغلب منها يقررها ولكن بطرق خفية .

والحاصل : أن المعاصرين من علماء الشيعة إن كانوا صادقين فيما يدعونه فليظهروا هذا الأمر وليطبقوه واقعاً وليشهروه علنا صريحاً بلا مواربة . أما سرد العبارات الملبسة أو الصريحة المغلفة بالتقية بدون عمل فلا . ويبقى الأمر في خلفهم كما هو في سلفهم .



11- السنة عند الشيعة، وطرق تلقي العلم والوحي عند الأئمة .

يذكر بعض علماء السنة أن الشيعة وبعض الفرق الأخرى رفضوا الأخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لتكفيرهم الصحابة رواة الأخبار . [انظر الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي ص322] . ولكن جاءت بعض الأخبار في كتب الشيعة لتنفي هذا الزعم الذي أُلصق بها ومن ذلك قولهم عن أئمتهم: (أن كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف ) [البهبودي/ صحيح الكافي : 1/11] .
ولكن الناظر في كتب الشيعة والمدقق لها يجد روايات أخرى كثيرة تخالف ما قرروه سابقاً، بل إنك لتعجب من مخالفتهم لما قرره علماء الإسلام في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - الأصل الثاني-من أصول التلقي- المفسر لكتاب الله الشارح له- على مدى قرون طويلة . وسوف نعرض لشيء من هذه المخالفة على وجه الإيجاز، وإلا فبسطه يطول جداً .
1- وأول شيء تطالعنا به كتبهم أن إتصال السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثهم ليست لازمة في صحة النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل يكفي أن يروي إمامهم المعصوم الحديث، فيُعلم بذلك صحته ونسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بل عندهم أن الإمام المعصوم إذا حدث بحديث يجوز لك أن تقول : قال الله !! .
يقول عبد الله فياض–أحد الشيوخ المعاصرين- : (إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما هو الحال عند أهل السنة ) [تاريخ الإمامية : 140] . ويصف محمد رضا المظفر ذلك بأنه ( استمرار للنبوة ) [عقائد الإمامية : 66] .
ويقول المازندراني شارح الكافي : (يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد الله-رضي الله عنه- أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى !!) [المازندراني: شرح جامع على الكافي : 2/272] .
قلت : وبهذا يُنسف كل ما قرره علماء الحديث وغيرهم لثبوت صحة الحديث المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتصال السند وعدالة رواته، وموافقته للأصول العامة في متنه، وعدم غرابته ونكارته، وعدم مخالفته للقرآن والأحاديث الصحيحة الأخرى...إلخ . كل هذا يُنسف برواية عن إمامهم المعصوم ! . ليس لها زمام ولا خطام .
وإن اعتقاد هذا يفتح باب الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الله . نسأل الله العافية .
2- جعل الشيعة الإمامية لأئمتهم سنة معتبرة كما لرسول الله صلى الله عليه وسلم !، وفي هذا يقول محمد تقي الحكيم : (وألحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن أئمتهم الا ثنا عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة ) [سنة أهل البيت : ص 9] .
ومن هذا ومما سبق يتضح أن الشيعة الإمامية جعلت كلام أئمتها حجة واجب الاتباع من طريقين : الأول كونها سنة معتبرة كسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم طريقها الوحي، والثاني : أنهم يأخذون علمهم من الأئمة المعصومين قبلهم . وبهذا فإن الشيعة لا مناص لها ولا محيد عنها من الأخذ بما يقوله أئمتهم وقبوله على وجه الإذعان والتسليم حتى ولو خالف النصوص القرآنية أو الأحاديث الصريحة الصحيحة، بل حتى ولو خالف إجماع المسلمين .
3- طرق تلقي العلم عند الأئمة يكاد يضاهي بل ضاهى ما يحصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند تلقيه للوحي من ربه . ويبين هذا رواية في الكافي عن موسى بن جعفر قال –كما يزعمون - : ( مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض ، وغابر ، وحادث . فأما الماضي فمفّسر، وأما الغابر فمزبور ، وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا ) [أصول لكافي : 1/264] .
قلت: يعنون بالماضي المفسر هو ما حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما الغابر المزبور : فهو ما كتبه علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيده إملاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من الملائكة مثل الجامعة . وأما الحادث : فهو علمٌ يحدث لأئمتهم المعصومين من الله مباشرة بلا واسطة ملك، ثم هذا الحادث متنوع فهو إما قذف في القلوب فيحدث العلم في قلب الإمام المعصوم بمجرد القذف، وإما نقر في الأسماع حيث يحدثه الملك بما كان أو يكون أو نحو ذلك .


ففروا الى الله 06:07 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ثم قال : (وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا ) . أقول: إن هذه الجملة الأخيرة تناقض ما ذُكر قبل ، وبيانه : أن النبي بشر كسائر الناس إلا أن الله اصطفاه وخصه بالرسالة وبالوحي لتبليغ شرع الله ودينه إلىالناس . قال تعالى آمراً نبيه أن يقول : {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي .. الآية } [الكهف : 110] . ولكن ما يحدث للأئمة المعصومين عند الشيعة الإمامية من تلقي الوحي والنكت في الأسماع والقذف في القلوب، لهو من خصائص النبوة والرسالة التي لا تكون لأحد غيرهم، وبهذا يظهر أن الذي وضع هذه الرواية لم يُحسن سبكها ! .
4- اعتقاد أن هناك علماً ووحياً إلهياً مودعاً عند الأئمة المعصومين . و لا يظهر إلى عند الحاجة إليه . يقول شيخهم محمد بن حسين آل كاشف الغطا –وهو من المعاصرين- : ( أن حكمة التدريج اقتضت بيان جملة من الأحكام وكتمان جملة ، ولكنه –سلام الله عليه - أودعها عند أوصيائه : كل وصي يعهد به إلى الآخر لينشرها في الوقت المناسب لها حسب الحكمة من عام مخصص، او مطلق أو مقيد، أو مجمل مبين، إلى أمثال ذلك . فقد يذكر النبي عاماً ويذكر مخصصه بعد برهة من حياته، وقد لا يذكره أصلاً بل يودعه عند وصيه إلى وقته ) [أصل الشيعة ص 77] . ويقول شيخهم بحر العلوم –وهو معاصر أيضاً - : (لما كان الكتاب العزيز متكفلاً بالقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها، احتاجوا إلى سنة النبي ... والسنة لم يكمل بها التشريع !، لأن كثيراً من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده صلى الله عليه وسلم ، احتاج أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عنه في أوقاتها ) [مصابيح الأصول: ص 4] . وذهب إلى مثل ذلك آيتهم العظمى شهاب الدين النجفي في تعليقه على إحقاق الحق : 2/288-289 .
قلت : سبق بيان كلام الغطا والرد عليه، وأما بحر العلوم: فنقول له ولشيعته : نعم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم جاءت بالقواعد العامة والضوابط والأصول ولم تدخل في كل جزئية إذ هذا متعذر ويصعب حفظه وضبطه – إلا ما دعت الحاجة إلى تفصيله- ، وهذا من عظمة التشريع وحكمة الباري إذ جعل قواعد وأصول تُرد إليها الجزئيات والتفصيلات الدقيقة في كل ما يستجد للناس من أحوال ، ولو أن الشريعة جاءت بتفصيلات فقط لوقعنا في حرج عظيم الآن لما يحصل من مستجدات ونوازل يحتاج معها إلى حكم يوافق الشرع . وقوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخر هذا العلم عند الأوصياء ، فنقول له : {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } . ولن تجد ذلك أبداً إلا في روياتهم عن أئمتهم ! . وقد سبق الكلام على ما تزعمه الشيعة من وجود علم لا يعلمه إلا آل البيت مما جعل أبو جحيفة يسأل علي بن أبي طالب عن ذلك، فعن أبي جحيفة قال: ( سألت علياً : هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال: لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن ، إلا فهما يعطيه الله الرجل في كتابه ... الحديث ) والحديث مخرج في البخاري .
5- بقي أن يقال ما موقف الشيعة الإمامية من السنة التي بين أيدينا، مع أنهم يستشهدون بها أحيانا في كتبهم . والجواب عن ذلك أن يقال: هم يستشهدون بها في كتبهم لإقناعنا بطروحاتهم وأفكارهم، ليس إلا ، وإلا فهل يعقل أن يؤخذ الحديث عن كافر ؟ لأنهم يعدون جل الصحابة كفاراً ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولهذا فهم لا يذكرون الأحاديث التي تُظهر بطلان عقيدتهم وإن ذكروها أولوها وبدلوا في معناها . اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه . آمين .

12 - بداية تدوين الحديث عند الشيعة
ليس مقصودنا هنا تتبع بداية تدوين الحديث والكلام على كتب الحديث عندهم ومناقشتها من الناحية الحديثية، لا . وإنما غرضنا هو بيان للمعتقدات التي ارتكزت على هذه الكتب هل كانت تقوم على أسس وقواعد اصطلاحية كتتبع الأسانيد وبيان عدالة الرواة، ونقد المتن وهل هو موافق للأصول والقواعد الشرعية العامة، أو للقرآن ، أو للأحاديث الأخرى .
- فأول كتاب ظهر للشيعة وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي، وقد صرح بهذا ابن النديم في الفهرست [219] . والشيعة تعظم أمر سليم بن قيس، وكثير من كتبهم تعتمد على الأصول التي وردت في كتاب سليم بن قيس . ولكن بعض علماء الشيعة ينفي نسبة هذا الكتاب لهم وأظهروا فيه من التناقضات والأخطاء التي يظهر بها بطلان نسبة هذا الكتاب إلى الشيعة وأنه منحول عليهم . وقد تستغرب أن ينفي بعض علماء الشيعة نسبة هذا الكتاب إليهم مع أن كتبهم تذهب إلى بعض ما قُرر في هذا الكتاب . وحتى يزول عجبك اعلم أن سبب نفيهم للكتاب كان من أجل أن مؤلفه صرح بأن الأئمة ثلاثة عشر . بينما كتبهم ورواياتهم تنص على أنهم أثني عشر ، وهذا تناقض صارخ، فما كان منهم إلا أن ينقدوا الكتاب ويظهروا عواره للناس حتى لا يكون هناك تناقض بينه وبين كتبهم . ولكن يقال لمن نفى نسبة هذا الكتاب إليهم : أنتم فررتم من شيء ووقعتم في آخر أعظم منه، وهو أن بعض العقائد والأقوال والمرويات في كتاب سليم بن قيس الهلالي-وهو أقدم كتاب ينسب للشيعة-، تروى وتقرر في كتبكم، فكما أنكم نسفتم نسبة هذا الكتاب إليكم، ألا ينبغي أن يعاد النظر في المرويات والأقوال التي نادى بها كتاب سليم بن قيس وهو موجودة بنصوصها في كتبكم الآن ؟ ! .

- وبعد ذلك يأتي في التسلسل الزمني كتاب (بصائر الدرجات في علوم آل محمد وما خصهم الله به ) لأبي جعفر القمي محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي (ت290) هو أوسع كتاب يحوي أحاديثهم . وقد اعتبره بعض النقاد من المسلمين والشيعة و المستشرقين المؤسس الحقيقي لفقه الإمامية والناشر لمروياتها . [انظر أصول مذهب الإمامية : 1/352] .

- وفي القرن الرابع جدد الكليني تأليف كتابه الكافي ، ثم تتابعت الكتب عند الشيعة بعد ذلك .

13- كتب الحديث المعتمدة عند الشيعة .

الكتب الرئيسية المعتمدة عند الاثني عشرية ، ثمانية كتب ، وهي مصادر أخبارهم وآثارهم . وهي كالتالي :
- المصادر الأربعة المتقدمة وهي :

1- الكافي : لمحمد بن يعقوب الكليني . قال الشيخ ناصر القفاري : وهو يعد من أصح الكتب الأربعة المعتمدة عندهم ، وأنه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقاً إلى تحقيق منقولاته ... ، مع أنه الكتاب الوحيد من بين الكتب الأربعة التي ورد فيه أساطير الطعن في كتاب الله ، وبلغت أحاديث الكافي كما يقول العاملي : 16099 حديثاً .[أصول مذهب الإمامية 1/353 حاشية 4] .
قلت : أشدد على قول الشيخ : مع أنه الكتاب الوحيد من بين الكتب الأربعة التي ورد فيه أساطير الطعن في كتاب الله . اهـ . مما يوضح لك أن هذه الرويات في الطعن في كتاب الله مصنوعة منحولة ، وإلا لماذا لم تذكرها الكتب الأخرى وخصوصاً التي سبقتها ككتاب بصائر الدرجات للصفار !.

2-كتاب من لا يحضره الفقيه . لشيخهم محمد بن بابويه القمي . وقد اشتمل على 176 باباً و (9044) حديثاً ، وقد حذف أسانيدها لئلا تكثر الطرق عليه، وقال : بأنه استخرجها من كتب مشهورة عندهم وعليها المعول، ولم يورد فيها إلا ما يؤمن صحته . [انظر مقدمة الكتاب ] .
قلت : حذف الأسانيد لئلا تكثر الطرق ليس سبباً كافياً عند أهل الحديث لقبول الحديث، و لا نرتضي حديثاً بدون زمام ولا خطام، ثم ننسبه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نقيم عليه ديننا ! . فما يكون صحيحاً عند محدث قد لا يكون صحيحاً عند آخر . ولكنهم قوم أعجزهم الإسناد لعلمهم بأن هناك نقاداَ سبروا الرجال ومحصوهم، وعرفوا الطرق وخبروها، وبينوا صحيحها من سقيمها . فخافوا إن هم سموا رجالاً أن يُفضحوا ، فأتوا بأحاديثهم وروياتهم هكذا لا يعرف سندها ولا رجالها وذلك ليتسنى لهم أن يضعوا من الحديث ما شاءوا .

3- كتاب تهذيب الأحكام .
4- كتاب الاستصار : وكلاهما لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت 360هـ)
وقد أُلف تهذيب الأحكام لمعالجة التناقض والاختلاف الواقع في رواياتهم . وأما الاستبصار فهو يقع في ثلاثة أجزاء . وعدد أحاديثه حسب حصر المؤلف له (5511) وقال المؤلف : حصرتها لئلا يقع فيها زيادة أو نقصان . اهـ . ولكن جاء في كتاب الذريعة(2/14) أن عدد أحاديثه بلغت (6531) . مما يدل على أن الطبعات الأخيرة أضافت إليه أحاديث كثيرة لم يضعها المؤلف، مما يدل على أن أيدي التحريف بالزيادة والنقصان تلاعبت بكتاب الاستبصار .

- وهذه الكتب الأربعة قال عنها الفيض الكاشان (ت1091هـ)ي : (إن مدار الأحكام الشرعية اليوم على هذه الأصول الأربعة ، وهو المشهود عليها بالصحة من مؤلفيها ) [الوافي: 1/11] . وقال أغا بزرك الطهراني من المعاصرين : (الكتب الأربعة والمجامع الحديثية التي عليها استنباط الأحكام الشرعية حتى اليوم ) [الذريعة : 2/14] . [انظر أصول مذهب الإمامية /1/354-355] .

-ويلي ذلك المجاميع الأربعة أو المصادر الأربعة المتأخرة التي أُلفت في القرن الحادي عشر وهي :

1- الوافي : لمحمد بن مرتضى المعروف بملا محسن الفيض الكاشاني .
2- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار . لمحمد باقر المجلسي . قيل عنه إنه أجمع كتاب في الحديث .
3- كتاب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة : لمحمد بن الحسن الحر العاملي، . وهو من أجمع الكتب عندهم وقد جمعها من الكتب المعتبرة الأربعة عندهم وزاد عليها من كتب أخرى .
4- كتاب مستدرك الوسائل لحسين النوري الطبرسي . وهذا الكتاب من المعاصرين من أيده بشدة كأغا بزرك الطهراني، ومنهم من انتقده كصاحب أحسن الوديعة .

14- الملاحظات العامة على كتب الشيعة الإمامية الثمانية .

نسوق هنا بعض الملاحظات التي ظهرت على الكتب الثمانية المعتمدة أو المصادر المعتمدة عند الشيعة :

أولاً : أن بعض هذه الكتب الثمانية إما جمعاً لبعض الكتب الأخرى أو اختصاراً لها، أو تلاعبت بها أيدي الشيعة بعد وضعها وتصنيفها من مؤلفها .
فكتاب الوافي : وإن عدوه أصلاً معتمداً فهو لا يعدوا أن يكون جمعاً لأحاديث الكتب الأربعة (الكافي-التهذيب- الاستبصار- من لا يحضره الفقيه )

وكتاب الاستبصار للطوسي : هو في حقيقته اختصاراً لكتاب تهذيب الأحكام للطوسي ، وقد صرح بذلك الطوسي في مقدمة الاستبصار فكيف يُعد أصلاً متسقلاً . [انظر : الاستبصار 1/ 2 ] .

وكتاب بحار الأنوار للمجلسي : جعله مؤلفه في (25) مجلداً ، وكان المجلد الخامس والعشرين كبيراً، فجاء من بعده وقسموه إلى قسمين فأصبح (26) مجلداً . ولما جاء المعاصرون أضافوا له كتباً كثيرة ليست من وضع المؤلف كجنة المأوى للنوري الطبرسي وغيره . فأصبح هذا الكتاب الذي أصله (25) مجلداً ، (110) مجلداً ! . بل ومن العجب أن المجلد الأول يحمل الرقم (0) صفر .

ثانياً : تشابه كثير من مسائلهم الفقهية مع أهل السنة ، مما يؤكد ما ذهب إليه شيخ الإسلام من أن الشيعة أخذوا فقههم عن أهل السنة، وخالفوهم في أمور كثيرة . فما وافقوا أهل السنة فقد أصابوا ، وما خالفوهم فيه فقد ضلوا فيه وأخطأوا . قال شيخ الإسلام : (والحق أن أهل السنة لم يتفقوا قط على خطأ، ولم تنفرد الشيعة عنهم قط بصواب، بل كل ما خالفت فيه الشيعة جميع أهل السنة فالشيعة فيه مخطئون ... ثم قال : وإن كان كثير من المسلمين قد يخطئ ) [منهاج السنة النبوية : 3/98] . فنحن لا ننكر أن يكون من علماء أهل السنة من يخطئ ، ولكنهم إذا اتفقوا لايخرج الحق عنهم بحال أبداً .


ففروا الى الله 06:20 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ثالثاً : الأحاديث التي يرويها الشيعة سواء كانت منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى أئمتهم، لا يفرقون بينها في التلقي والعصمة ، فالكل حق عندهم .
وأما أهل السنة والجماعة فإنهم يفرقون بين الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبين من دونه . في العصمة والتلقي . فمن دون النبي صلى الله عليه وسلم دائرٌ بين القبول والرد، فإن وافق النصوص الشرعية قبل وإلا رد .

رابعاً : قلنا أن الكتب المعتمدة عندهم ثمانية أربعة منها متقدمة وهي الكافي ومن لا يحضره الفقيه ، وكتاب تهذيب الأحكام ، والاستبصار .
وأربعة منها متأخرة وهي : الوافي ، بحار الأنوار ، وسائل الشيعة، وكتاب مستدرك الوسائل .
وهذه الكتب المتأخرة لم تدون إلا بعد القرن الحادي عشر الهجري وآخرها تأليفاً هو كتاب مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي (ت 1320هـ ) .
والملاحظ على هذه الكتب أن فيها كماً هائلاً من الأحاديث لا توجد في الكتب الأربعة المعتمدة المتقدمة . وفيها ما يقرب من ثلاثة وعشرين ألف حديث عن الأئمة [انظر الذريعة : 21/7] .
والسؤال الذي يطرح نفسه : أين السند الذي يثبت صحة هذه المرويات علىمدى أحد عشر قرناً ؟! . ويجيب عن هذا السؤال بعض علمائهم وشيوخهم : بأنه توفرت عندهم كتب كثيرة غير الكتب الأربعة المتقدمة، وفيها أحاديث كثيرة، وبها أخرجنا هذه الأحاديث .
ولكن هذه الحجة رد عليها شيخهم وعالمهم -المتقدم-الطوسي، فإنه قال : أنه جمع في كتابه تهذيب الأحكام جميع ما يتعلق بالفقه من أحاديث أصحابهم وكتبهم وأوصولهم لم يتخلف عن ذلك إلا نادر قليل وشاذ يسير . [الاستبصار : 1/2] .

خامساً : اختلاف وتضاد الروايات والأحاديث التي في كتبهم اختلافاً كثيراً متضاداً ، ولقد تألم شيخهم محمد بن الحسن الطوسي من هذا كثيراً لما آلت إليه كتبهم وأحاديث من التضاد والاختلاف والمنافاة والتباين ، وقال : (لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه ) [انظر : تهذيب الأحكام : 1/ 2-3] . ثم حاول الطوسي أن يجد عذراً لقومه فأحال اختلاف الأمر إلى التقية ، ويالله كم ضيع دين الشيعة باسم التقية ! .
وكذا الفيض الكاشاني صاحب الوافي فقد اشتكى من ذلك كثيراً فقال عن علمائهم: (تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً أو ثلاثين قولاً أو أزيد؛ بل لو شئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا عليها أو في بعض متعلقاتها ) [الوافي ، المقدمة: ص 9] .
بل اشتكى قبلهم إمامهم . جاء في رجال الكشي –أحد كتبهم المعتبرة في الرجال- : اشتكى الفيض بن المختار إلى أبي عبد الله قال : (جعلني الله فداك ، ماهذا الاختلاف الذي بين شيعتكم ؟ فقال: وأي الاختلاف ؟ فقال: إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم .. فقال: أبو عبد الله أجل هو ما ذكرت أن الناس أولعوا بالكذب علينا ، وإن أحدث أحدهم بالحديث ، فلا يخرج من عندي ، حتى يتأوله على غير تأويله، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وحبنا ما عند الله، وإنما يطلبون الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأساً ) [رجال الكشي: ص 135-136 ، وكذلك بحار الأنوار: 2/246] .

سادساً : أول كتاب في الرجال عند الشيعة كان في المائة الرابعة الهجرية ، وهو رجال الكشي، وهو كتاب في غاية الاختصار، وفيه أخبار متعارضة في الجرح والتعديل ، وفيه أخطاء كثيرة وواشتباه في أسامي الرجال أو آبائهم أو كناهم أو القابهم . [انظر: الممقاني/ تنقيح المقال: 1/177] . بل قال الطوسي –وهو قد جمع ثلاثة كتب في رجال الشيعة- : (إن كثيراً من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة-ومع هذا يقول- إن كتبهم معتمدة ! ) [انظر الفهرست للطوسي : ص24-25] . وكلام الطوسي هذا يشعر بأن فساد المذهب ليس بلازم في تحقيق الرواية وقبولها ما دام أنه ينتنحل المذهب الشيعي ! .

قاصمة :
تعتمد كثيراً من مرويات الشيعة على رجال يكثر ذكرهم في الأسانيد، كجابر الجعفي وزرارة بن أعين . وهاذان قد أكثر الأئمة من ذمهما بل ولعنهما، ومع ذلك فإن كتب الشعية تروي لهما الكثير من الأحاديث . يقول الحر العاملي عن جابر الجعفي : ( روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روى بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام ) [وسائل الشيعة : 20/151] . وذكر الخوئي أن مجموع رواياته ف كتبهم الأربعة تبلغ : (2094) مورداً . [الخوئي / معجم رجال الحديث : 7/247] .
وإذا علمنا أن مجموع أحاديث الكتب الأربعة لم تبلغ سوى (44244) حديثاً [انظر : أعيان الشيعة : 1/280] . تبين لنا أن هذين قد رويا كثيراً من أحاديث الشيعة وهي معتمدة عندهم ولها قبول .
جاء في رجال الكشي : أن زرارة بن أعين قال : (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أحاديث جابر ؟ فقال ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط ) [رجال الكشي: ص191 ] . وطبعاً جنح شيوخ الشيعة إلى حمل هذه الرواية علىالتقية [انظر : معجم رجال الحديث : 5/25 للخوئي ] . وقال النجاشي عن الجعفي : (وكان في نفسه مخلطاً ) [رجال النجاشي/ ص100] . وقال هاشم معروف : (إن جابر الجعفي من المتهمين عند أكثر المؤلفين في الرجال ) [الموضوعات في الآثار والأخبار : 234] .
ومما قاله أهل السنة في جابر الجعفي ، قال أبو حنيفة : (ما رأيت أحداً أكذب من جابر الجعفي)، وقال ابن حبان : (كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ ..)، وقال جرير بن عبد الحميد : (لا استحل أن أحدث عن جابر الجعفي ، وقال هو كذاب يؤمن بالرجعة ) [انظر : العقيلي / الضعفاء الكبير : 1/196، وابن حبان / المجروحين : 1/208] .

وأما زرارة بن أعين : فقد تكلم فيه علماء الحديث من أهل السنة وأجمعوا على أن زرارة بن أعين لم يرى أبا جعفر فكيف يحدث عنه . [انظز لسان الميزان : 2/474] . وبالتأكيد أن الشيعة لاتقبل كلاماً من نقاد الحديث من أهل السنة . ونقول لهم جاء في الفهرست للطوسي : أن زرارة بن أعين من أسرة نصرانية وجده يدعى (سنسن ) كان راهباً في بلاد الروم، وكان أبوه عبداً رومياً لرجل من بني شيبان . [الفهرست للطوسي : 104] .
وفي رجال الكشي : قال أبو عبد الله : (ما أحدث أحد في الإسلام ما أحدث زرارة بن أعين من البدع عليه لعنة الله ) [رجال الكشي : 149] .
وقال: ( زرارة شر من اليهود والنصارى ، ومن قال : إن مع الله ثالث ثلاثة ) [رجال الكشي: 160] . ونقل الكشي أن ابا عبد الله لعنه ثلاثاً وقال: (إن الله نكس قلب زرارة ..) [رجال الكشي : 160] .

ونقول : ما مصير الروايات التي جاءت من طريق هذين ؟ سؤال ننترك الإجابة عليه لكل شيعي ! ؟
[انظر هذا المبحث بتوسع في : منهاج السنة المجلد الثالث .
و أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية للشيخ ناصر القفاري حفظه الله . ( 1/ 353-366 ]


ففروا الى الله 06:24 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

15- حقيقة الإجماع عند الشيعة ! .

الإجماع هو الأصل الثالث عند المسلمين بعد الكتاب والسنة .
يقول الله في محكم كتابه : {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } . استدل بهذه الآية علماء الإسلام على أن المخالف لما أجمع عليه المسلمون، متبع لغير سبيل المؤمنين، وخارج عنهم، وبهذا استدل الشافعي وغيره على تحريم مخالفة الإجماع . مع الرويات الكثيرة عنه صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة : لا تجتمع على ضلالة . والحديث تكلم عليه كثير من نقاد الحديث . واستشهد به كثير من أصحاب الأصول إحتجاجاً به .
والشيعة هل تقول بهذا الأصل كأهل السنة والجماعة ؟
كعادتنا لن نسوق كلام أهل السنة في بيان ما ذهب إليه الشيعة في هذا الجانب، ولكن سوف نحاجهم بكتبهم وكلام علمائهم ومشايخهم .
يقول ابن المطهر الحلي : (الإجماع إنما هو حجة عندنا )، وليت هذا الأمر يقف عند هذا الحد فنسلم لهم بموافقة أهل السنة على ذلك؛ بل إن الشيعة تنحو منحىً آخر في تفسير معنى الإجماع .
فالاجماع عندهم لا ينعقد و لايصح إلا إذا كان موافقاً لقول المعصوم . فيقول المطهر بن الحلي : (الإجماع إنما هو حجة عندنا لا شتماله على قول المعصوم، فكل جماعة كثرت أو قلت كان قول الإمام في جملة أقوالها ، فإجماعها حجة لأجله، لا لأجل الإجماع ) [تهذيب الوصول إلى علم الأصول : ص 70] .
وعلى هذا لو اجتمع علماء المسلمين كلهم من السنة والشيعة لم ينعقد الإجماع إلا إذا وافق قول الإمام المعصوم ، ولو اجتمع اثنان من العلماء لكان اجماعاً معتبراً !! . وبهذا يتبين أن الأجماع عند الشيعة ليس من شرطه إجماع الأمة؛ بل بوجود نص المعصوم . ففي معالم الدين قالوا: (أما الإجماع فعندنا هو حجة بانضمام المعصوم ، فلو خلا المائة، من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ، ولو كان في اثنين لكان قولهما حجة ، لا باعتبار اتفاقهما بل باعتبار قوله ) [ص405] .
وقد أوضح محمد جواد مغنية –وهو من شيوخهم المعاصرين – عن مذهب الشيعة في الإجماع فقال : (أن ثمة تبايناً بين موقف متقدمي الشيعة وبين موقف متأخريهم من مسألة الإجماع، حيث اتفق المتقدمون (من الشيعة) على أن مصادر التشريع أربعة: الكتاب، والسنة، والإجمع، والعقل، وغالوا في الاعتماد على الإجماع حتى كادوا يجعلونه دليلاً على كل أصل وكل فرع، وعد المتأخرون لفظ الإجماع مع هذه المصادر ولكنهم أهملوه، بل لم يعتمدوا عليه إلا منضماً مع دليل آخر في أصل معتبر ) [أصول الفقه للشيعة الإمامية بين القديم والحديث/ بحث بمجلة رسالة الإسلام، السنة الثانية، العدد الثالث: ص 284-286] .
قلت : ولم يسلم بعض مشايخ الشيعة بما تضمنه كلامه عن المتأخرين ، فهذا الشعراني في تعاليق علمية على شرح جامع المازندراني[2/414] : يؤكد على أن الإجماع حجة مستقلة ثم ساق نصوصاً عن بعض مشايخهم و علمائهم . وهذا يوضح أن علماء ومشايخ الشيعة المعاصرين مختلفون في هذا الأصل . وأرجع الشيخ القفاري حفظه الله ، الخلاف في هذا بين الأصوليين والإخباريين من الشيعة ، فالأولون ذهبوا إلى حجية الإجماع . والأخباريون جعلوا وجود قول المعصوم شرطاً في قبوله .
وقبل أن نختم هذا المبحث لا بد أن نوضح حقيقة مهمة جداً وهي : أن الإجماع الذي يسوقه مشايخ الشيعة وعلمائهم يضاد بعضه بعضاً ، بل إن إجماعهم أصبح كروياتهم تضارب بعضها بعضاً !! . وقد اشتكى بعض مشايخ الشيعة من استفحال هذا الأمر .
فهذا الطريحي صاحب جامع المقال يقول عن ابن بابويه القمي الملقب عنده بالصدوق إنه : (... ليدعي الإجماع في مسألة ويدعي إجماعاً آخر على خلافها وهو كثير ) [جامع المقال فيما يتعلق بأحوال الحديث والرجال : ص 15] .
وهذا النوري الطبرسي يقول : ( ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع الإمامية على أمر وإن لم يظهر به قائل !!!) [فصل الخطاب : ص34] . قلت : وهذه طامة كبرى . فإنه من الممكن أن يُدعى الإجماع على أمر قال به إثنان أو ثلاثة ونحو ذلك، أما أن يُدعى الإجماع على أمر لم يقل به أحد فهذه شنيعة كبرى !! .


16- حقيقة توحيد الألوهية عند الشيعة .

بسم الله الواحد الأحد .
توحيد الألوهية وهو توحيد الله بأفعالنا، وصرف العبادات كلها لله عز وجل، ومن أجله أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، قال تعالى : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ) وقال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) . فهل هذا هو التوحيد عند الشيعة ؟
إن من تأمل كتب الشيعة وصحاحهم ليجد أن توحيد الألوهية عند الشيعة مخالف للتوحيد الذي أرسل الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم . وسوف نعرض شيئاَ من ذلك :

أ- التوحيد عندهم هو الإيمان بإمامة علي رضي الله عنه والأئمة من بعده، والشرك : هو الشرك في ولاية علي والأئمة .
ويتضح هذا بالنصوص التالية :
- ففي قوله تعالى: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك } . جاء تفسيرها في الكافي (1/427): (يعني إن أشركت في الولاية غيره ) . وفي تفسير القمي (2/251) : (لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك ) . وانظر البرهان (4/83) ، وتفسير الصافي : (4/328) .
والآيات قبلها وبعدها لا تساعد الشيعة إلى تأويلهم المخالف فإن الله قال : {قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون . ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } .
وهي واضحة جلية في توحيد الله وعبادته ، ونبذ الشرك بالله . بل إنك لا تجد ذكراً لعلي لا من قريب ولا من بعيد . انظر قوله في أول الآيات {قل أفغير الله تأمروني ...} وقوله في آخرها : {بل الله فاعبد وكن من الشاكرين } . فأين ذكر علي ؟ إلا أن يكون مرادهم بالله هو علي ؟ ! نعوذ بالله من الضلال بعد الهدى .
- وفي قوله تعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون } . جاء في تفسير العياشي (3/134) : (ما بعث الله نبياً قط إلا بولايتنا والبراءة من أعدائنا) ، وفي أصول الكافي (1/437) : (ولا يتنا ولاية الله التي لم يبعث نبياً قط إلا بها ) .

ولقد صرح صاحب مرآة الأنوار (202) فقال: (إن الأخبار متضافرة في تأويل الشرك بالله الشرك بعبادته بالشرك في الولاية والإمامة، أي يشرك مع الإمام من ليس من أهل الإمامة، وأن يتخذ مع ولاية آل محمد رضي الله عنهم (أي : الأئمة الاثنا عشر ) ولاية غيرهم ) .

والتناقض في كتب الشيعة كثير، وإليك هذه الرواية التي تبطل مزاعمهم : جاء في تفسير البرهان (4/78) : (عن حبيب ابن معلى الخثعمي قال: ذكرت لأبي عبد الله رضي الله عنه ما يقول أبو الخطاب، فقال: أجل إليّ ما يقول . قال : في قوله عز و جل {وإذا ذكر الله وحده } أنه أمير المؤمنين ، {وإذا ذكر الذين من دونه} فلان وفلان [أي أبو بكر وعمر] . قال أبو عبد الله : من قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل ثلاثاً أنا إلى الله منهم بريء ثلاثاً ... ) .


ففروا الى الله 06:26 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ب- الولاية عند الشيعة الإمامية هي أصل قبول الأعمال .
فالعمل إن سلم من الشرك رُجي لصاحبه الجنة، برحمة الله وعفوه وغفرانه : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
ولكن قبول العمل عند الشيعة الإمامية، لا يكون إلا بالإيمان بولاية الأئمة ! . فمن كان مؤمناً بولاية الأئمة ولو جاء بقراب الأرض خطايا فهو مقبول مغفور له عند الشيعة . ومن جاء بأعمال صالحة كالجبال ولكنه لم يؤمن بولاية الأئمة فهو حابط العمل في النار ! وإليك شيئاً من أخبارهم :
- ففي بحار الأنوار (27/169) زعموا أن الله قال لنبيه : (يا محمد لو أن عبداً يعبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي ) .
- وفي أمالي الشيخ الطوسي (1/314) قال: (لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمال كأمثال الجبال ولم يجيء بولاي علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل بالنار ) .
قلت : والشواهد على هذا كثيرة من كتب الشيعة، وينقض دعوىالشيعة الإمامية، أن القرآن بين أيدينا وليس في ذكرٌ للإمامة لامن قريب ولا من بعيد، ومسألة عظيمة كهذه لا يمكن أن تخفى علىالمسلمين ، ولم يكن الله ليجعل خلقه في ضلال لا يعرف هذا الأصل العظيم وهو الإمامة ، فإن هذا لا يليق بالله جل جلاله، ولما لم يذكر في القرآن ، ولم تحوه كتب السنة المعتبرة ، عُلم أنه مما وضعته الشيعة لإيجاد سبيل إلى تعظيم الأئمة وتثبيت عقيدة الإئمة الاثني عشر .
ت- الأئمة هم الواسطة بين الله وبين خلقه .
أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الأنبياء والرسل وسائط بين الله وبين الخلق في تبليغ الشرائع، وأمر الناس بما أوجبه عليهم، ونهيهم عما حرمه عليهم .
أما أن تكون الوسائط لها ما لله من جلب النفع ودفع الضر، وتفريج الكربات، وإجابة الدعوات، وتحليل الحرام ، وتحريم الحلال ...إلخ . فهذا هو الكفر و الشرك بالله عز وجل .
والشيعة الإمامية تقول : أن أئمتهم وسائط بين الله وبين خلقه في تبليغ الشرائع، وتفريج الكربات، ورفع الشدائد، وتحصيل المنافع ودفع المضار .
يقول المجلسي عن أئمته (بحار الأنوار 23/97) : (فإنهم حجب الرب، والوسائط بينه وبين الخلق ) .
ث- الدعاء عند الشيعة الإمامية لا ينفع ولا يُرفع إلا إذا كان باسم الأئمة ! .
جاء في البحار (23/103) و وسائل الشيعة (4/1142) : (من دعا الله بنا أفلح، ومن دعا بغيرنا هلك واستهلك ) . وفي بحار الأنوار (26/325)، و وسائل الشيعة (4/1143) عن الرضا عليه السلام قال : (لما أشرف نوح عليه السلام على الغرق دعا الله بحقنا فدفع الله عنه الغرق، ولما رمي إبراهيم عليه السلام في النار دعا الله بحقنا فجعل الله النار عليه برداً وسلاماً، وإن موسى عليه السلام لما ضرب طريقا في البحر دعا الله بحقنا فجعله يبساً ، وإن عيسى عليه السلام لما أراد اليهود قتله دعا الله بحقنا فنجي من القتل فرفعه الله ) .
قلت : هذه الروايات تنسف ما يقرره القرآن، وما تقرره السنة الصحيحة من إخلاص الدعاء لله وحده . {وقال ربكم ادعوني استجب لكم}، وقال تعالى : {وادعوه مخلصين له الدين} ، وقال تعالى : {فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون} . وغير ذلك من الآيات .
وإن صرف الدعاء لغير الله شرك، وصاحبه من أهل النار . {وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } .
ثانياً : هل كان الأنبياء والرسل في حاجة إلى يسألوا الأئمة الذين لم يوجدوا بعد في إجابة الله سؤلهم ودفع الضر عنهم وهم أقرب الخلق إلى ربهم ومليكهم ؟
وهذه الروايات والنصوص جعلت كثيراً من الشيعة تعلق قلوبها بأئمتها دون الله، فهو إن دعا كان أول ما يخطر بعقله وقلبه إمامه المعصوم، فيظن أنه لن تُجاب دعوته إلا عن طريق إمامه، فوقع في الشرك من حيث يشعر ومن حيث لا يشعر .

ج - جواز الاستغاثة بالأئمة عند الشيعة الإمامية .
الاستغاثة في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله شرك أكبر، كجلب النفع أو دفع الضر، أو رفع البلاء، أو استنزال النصر . {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} . {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } .
ولكن الشيعة الإمامية تجوز أن يستغاث بالأئمة؛ بل إنها جعلت لكل إمام وظيفة عند طلب الغوث ! . فقد جاء في بحار الأنوار (94/33) : (... أما علي بن الحسين فللنجاة من السلاطين ونفث الشياطين، وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل، وأما موسى بن جعفر فالتمس به العافية من الله عز وجل، وأما علي بن موسى فاطلب به السلامة في البراري والبحار، وأما محمد بن علي فاستنزل به الرزق من الله تعالى، وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الإخوان وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل، وأما الحسن بن علي فللآخرة، وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف الذبح فاستعن به فإنه يعينك ) .
وانظر ما جاء في بحار الأنوار -أيضاً- (94/37) في وصف الإمام المنتظر قال: (.. أركان البلاد، وقضاة الأحكام، وأبواب الإيمان،... منائح العطاء، بكم إنفاذه محتوماً مقروناً، فما شيء منه إلا وأنتم له السبب وإليه السبيل.. فلا نجاة ولا مفزع إلا أنتم، ولا مذهب عنكم يا أعين الله الناظرة .. ) . فانظر إلى هذا التأليه وما ذا أبقوا لله عز وجل .
وفي الرقاع التي يكتبها الشيعة الإمامية ويضعونها عند قبور أئمتهم ! دعاء باسم الأئمة واستغاثة بهم، فمن ذلك : (بسم الله الرحمن الرحيم، كتبت إليك ما مولاي صلوات الله عليك مستغيثاً...، فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف، وقدم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف وشماتة الأعداء، فبك بسطت النعمة علي، واسأل الله[خطاب للإمام صاحب القبر] جل جلاله لي نصراً عزيزاً ..) (بحار الأنوار : 94/29-30) .

ح- الحج إلى المشاهد أعظم من الحج إلى بيت الله الحرام .
فمن أركان الإسلام الحج . وهو حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً ، ولم يخالف في ذلك أحد إلا الشيعة وغلاة الصوفية .
فالشيعة الإمامية جعلت التقرب إلى مشهد الإمام أعظم من الطواف ببيت الله الحرام ، ففي الكافي (1/324)وتهذيب الأحكام للطوسي (2/16)، وفي وسائل الشيعة للحر العاملي : (10/348) : ( إن زيارة الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة ) .
ولما قال أحد الشيعة الإمامية لإمامه : (إني حججت تسع عشرة حجة، وتسع عشرة عمرة ) أجابه الإمام بأسلوب يشبه السخرية – قائلاً - : (حج حجة أخرى، واعتمر عمرة أخرى، تكتب لك زيارة قبر الحسين عليه السلام ) !! . [ ( تهذيب الأحكام للطوسي : (2/16)، وبحار الأنوار : (101/38)، ووسائل الشيعة : (10/348) ] .
فانظروا إلى أي درجة وصل تعظيم القبور ، أن جُعل زيارة قبر الحسين أعظم من حج بيت الله الحرام والعمرة فيه بعشرين مرة !! .
وعلى هذا فنقول للشيعة الإمامية : أن المعظم للقبر الراجي من صاحبه النفع ، أو دفع الضر، أو الغوث .. قد خلع على صاحب القبر صفة الألوهية، فمن يجلب النفع إلا الله، ومن يدفع الضر إلا الله، ومن يجيب دعوة الداعي إلا الله، ومن يجيب المضطر إذا دعاه إلا الله . فإذا كان الله هو الخالق، الرازق، المالك، المتصرف، المحيي، المميت، كان من الواجب أن يصرف له الدعاء، ويسأل الرحمة والمغفرة، ويطلب منه دفع الضر، وجلب النفع ... ، وصرف تلك العبادات لغيره ظلم شرك بالله عز وجل . ثم هو ظلم للمخلوق المدعو في قبره الذي يرجو رحمة ربه وتجاوزه عنه ، ثم إنهم عباد فقراء إلى الله فكيف تسألونهم من دون الله ؟ {إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم } .
ومع كثرة الروايات في كتب الشيعة من هذا الشرك إلا أنك تجد في بعض الروايات ما يضادها، وهذه عادة مستمرة في كتب الشيعة أنك تجد التناقض في كثير من مسائلهم .
( ...فعن حنان قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسين صلوات الله وسلامه عليه ، فإنه بلغنا عن بعضكم أنه قال: تعدل حجة وعمرة ؟ قال ، فقال: ما أضعف هذا الحديث، ما تعدل هذا كله؛ ولكن زوروه ولا تجفوه فإنه سيد شباب أهل الجنة ) [بحار الأنوار: 101/35] .


ففروا الى الله 06:28 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

قلت وكعادة مشايخ الشيعة ردت هذا الأمر إلى التقية عند تأويل كلام أبي عبد الله ! ، فها هو المجلسي يقول : (لعل المراد أنها لا تعدل الواجبين من الحج والعمرة، والأظهر أنه محمول على التقية ) [بحار الأنوار: 101/35] .

وحتى لا نطيل في الكلام عن عقيدة الشيعة الإمامية في الأئمة المقبورين، نسرد لكم بعض عبادتهم عند قبور أئمتهم بشكل موجز :
1- الطواف بقبور أئمتهم :
لم يبح الله لأمتهم طوافاً قط إلا ببيته المعظم (الكعبة )، والشيعة الإمامية من دينها الطواف على قبور أئمتها ، مع أنه جاء عن بعض أئمتهم تحريم ذلك فقال : (... لا تشرب وأنت قائم، ولا تطف بقبر، .... فإن من فعل ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ومن فعل شيئاً من ذلك لم يكن يفارقه إلا ما شاء الله .. ) [علل الشرع لا بن بابويه ص 283، وبحار الأنوار : 100/126] . ولم يرتض المجلسي هذا الكلام من إمامهم فأجهد نفسه في تأويل قوله (ولا تطف بقبر) حتى أخرجه عن معناه الصحيح إلى معنى يُضحك المجانين فقال : (يحتمل أن يكون المراد بالطواف المنفي هنا التغوط !!) . [بحار الأنوار : 100/127] . قلت : في أي قاموس تجد أن من معاني الطواف، التغوط . نسأل الله السلامة والعافية .
2- الصلاة عند القبر :
وهذه مخالفة أخرى تسجلها كتب الشيعة الإمامية، حيث وضعوا أحاديث في فضائل الصلاة عند قبور الآئمة، ففي بحار الأنوار (100/137-138) : (من زار الرضا أو واحد من الأئمة فصلى عنده ، فإنه يكتب له بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة، واعتمر ألف عمرة، وأعتق ألف رقبة وكأنما وقف في سبيل الله ألف ألف مرة مع نبي مرسل، وله بكل خطوة مائة حجة، ومائة عمرة ، وعتق مائة رقبة في سبيل الله، وكتب له مائة حسنة، وحط عنه مائة سيئة ) .
قلت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) [البخاري مع فتح الباري: 1/532] وفي رواية : وصالحيهم .
والناظر لتركيب هذه الأجور العظيمة على مجرد زيارة لقبر إمام من الأئمة ليعلم علم اليقين أن هذا الحديث مصنوع، صنعه ووضعه من أراد صد الناس عن مساجد الله ، وإيقاعهم في البدع والشرك والخرافات .
3- الانكباب على القبر .
يقول الطوسي في وصفه لأعمال زيارة يوم الجمعة : ( .... ثم تنكب على القبر وتقول : مولاي .. الخ ) [مصباح المجتهد للطوسي : ص 195]. وفي بحار الأنوار (101/257) قال : ( فإذا اتيت فقف خارج القبة، وأوم بطرفك نحو القبر وقل: يا مولاي .... ثم قال : ثم انكب على القبر وقل: يا مولاي أتيتك خائفاً فآمني ، وأتيتك مستجيراً فأجرني ) . اهـ .
أقول : و والله إن اللسان ليعجز أن يقول مثل هذا الكلام لغير الله سبحانه وتعالى ، فما بال الشيعة أوغلت في الشرك ، وهل هذا الانكباب على القبر إلا سجود لغير الله ، وهل هذا الكلام والتضرع إلا دعاء غير الله ! .
4- إتخاذ قبور الأئمة قبلة .
سئل الإمام المهدي الغائب المنتظر ! عند الشيعة عن الصلاة عند القبور فقال : (أما الصلاة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه، ولا يجوز أن يصلي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره، لأن الإمام صل الله عليه لا يتقدم عليه ولا يساوى) [الاحتجاج للطبرسي : 2/312] .
قلت : ومع أن قبلة المسلمين واحدة، وهي الكعبة المشرفة ، إلا أن الشيعة الإمامية جعلت من قبور أئمتهم قبلة أينما كانوا ! .
وفي المقابل جاءت بعض الروايات التي تضاد هذه الاتجاه ، كقول أبي جعفر محمد الباقر : (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً، فإن الله عز وجل لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) [ابن بابويه في علل الشرائع ص 358، وبحار الأنوار : 100/128] .
وكعادة المجلسي حمل قول الباقر على التقية ورجح القول النص السابق . فنعوذ بالله من الخذلان .



17- حقيقة توحيد الربوبية عند الشيعة .

بسم الله الديان .
توحيد الربوبية هو توحيد الله بأفعاله، فهو الرازق المحيي المميت المالك المتصرف ... . وصرف شيء من صفات الرب للمخلوق شرك بالخالق . ولم يعرف عن أمة من الأمم أنها أنكرت أن يكون هناك رباً سوى الله، وإنما جعلت بعض الأمم المشركة أن ثم خالقاً خلق بعض الخلق . ولكن ماهي نظرت الشيعة الإمامية تجاه الرب، وهل صرفت له ما يستحقه من الصفات ؟ هذا سوف يتبين في المسائل التالية :
أ- خلعهم على بعض الأئمة صفة الربوبية :
جاء في [مرآة الأنوار (ص59)، وهو بصائر الدرجات للصفار ] : أن علياً -زعموا- قال : (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به ) .
قلت : وأين هذا القول من قوله تعالى : {... فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا} . أو قوله تعالى : { قل من رب السموات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا..}الآية .

ب- قولهم : بأن الدينا والآخرة كلها للإمام يتصرف بها كيف يشاء .
ففي أصول الكافي : (1/407-410) : باب : (أن الأرض كلها للإمام ) . ومما جاء فيه من الروايات (1/409): عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ..) .
قلت : من دعاء المؤمنين أنهم يقولون : {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } . فمن هو الرب الذي يدعى ؟ أهو الله الخالق الرازق المحيي المميت ؟ أم هو علي رضي الله عنه –تعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً - ؟ .
ثم إنك تلحظ في تلك الرواية قوله : (ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله ) . حيث ترى تستراً خفياً ، الغرض منه إيجاد مسوغ لمثل هذه الرويات، التي تنشر الكفر الصريح !! .

ت- قولهم : بإسناد الحوادث الكونية إلى الأئمة .
حيث تطالعنا الرواية المشهورة : (فعن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأرعدت السماء وأبرقت ، فقال أبوعبد الله عليه السلام : أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فهو من أمر صاحبكم ، قلت : ومن صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين عليه السلام ) [المفيد/ الاختصاص ص 327، وبحار الأنوار : (27/33)، والبرهان : (2/482) ] .
قلت : هذا مما تنطق به كتب الشيعة، فأمر السماء والرعد والبرق ليس بيد الله ، بل هو بيد أمير المؤمنين !! . ولذا تجدهم إذا أرعدت السماء أو أبرقت ينادون باسم علي !، فكفر بالله صريح، وخروج عن الصراط المستقيم، وبعد عن سنة المصطفى الذي أمر بالتسبيح عند سماع الرعد { ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}. فبالله عليكم كيف يتجرأ قلم أو ينطق لسان بمثل هذا ، ألم يقرأوا قوله تعالى: {هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشيء السحاب الثقال } .
بل لم يق الأمر عند هذا الحد حتى جعلوا تسيير السحاب بأمر علي رضي الله عنه ! ، ففي أحد رواياتهم : (... ما كان من سحاب فيه رعد صاعقة وبرق فصاحبكم يركبه ، أما أنه سيركب السحاب، ويرقى في الأسباب أسباب السموات والأرضين السبع ، خمس عوامر وثنتان خراب ) [الاختصاص: ص199، وبحار الأنوار : 27/32] .
قلت : وإنا لنجد حرجا في سوق مثل هذه الروايات، ولكن ما لنا من بيان الحق بد، ولعل الشيعة يرجعون، ولعلهم يعلمون ما في كتبهم من الكفر المبين . أسأل الله أن يهديهم إلى الحق المبين . آمين .

ث- قولهم بحلول جزء من الإله في الأئمة :
تزعم الشيعة الإمامية أن أئمتهم أُعطوا قدرات مطلقة من الله ، جعلت لهم ما لله من القدرات . قال أبو عبد الله : (ثم مسحنا بيمينه فأفضى نوره فينا )[أصول الكافي: 1/440] ، وأخرى : (... ولكن الله خلطنا بنفسه ) [أصول الكافي : 1/435] .
ولذا تجد عند الشيعة الإمامية كم هائل من الروايات التي تضفي علىالأئمة صفات الخالق ، ثم هي مدعمة ببعض العبارات التي توهم القارئ بأن تلك القدرات من الله، وهذا أسلوب مخادع موهم، وإلا فالنصوص المحكمة لم تدع مجالاً للشك بأن لله صفاته التي لا ينازعها فيها أحد من الرزق والإحياء والإماته ...إلخ . ولعلك تعجب مثلي أن ترى أن من الصفات التي خُعلت على علي رضي الله عنه زوراً وبهتاناً ، أن جعلوا له صفة إحياء الموتى . فهم يزعمون أن علياً أحييى موتى مقبرة الجبانة بأجمعهم [بحار الأنوار : 41/194] ، وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة [بحار الأنوار : 41/198]، وقال سلمان –كما يفترون- : (لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيى الأولين والآخرين لأحياهم ) [بحار الأنوار : 41/201 ]. ومع أن له تلك الصفة إلا أنه لم يقدر إلى إنجاء نفسه من الموت !! ، أليس هذا عجيباً وغريباً ؟ .فأين عقولكم يا شيعة ! .


ففروا الى الله 06:31 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

وكالعادة تجد روايات أخرى تناقض هذا الكفر الصريح ، ففي رجال الكشي أن جعفر بن محمد قال : (فو الله ما نحن إلا عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضر ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته، وإن عذبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجة ، ولامعنا من الله براءة وإنا لميتون ومقبورون ومنشورون ومبعوثون وموقوفون ومسؤولون . ويلهم ما لهم لعنهم الله فقد آذوا الله، وآذوا رسول الله في قبره ، وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليه ...) [رجال الكشي : ص 225-226] .
ولا حاجة بنا أن نقول ما ذا فعلوا بمثل هذه الروايات ، فباب التقية لم يدع للحق مقالاً . نسأل الله السلامة .
ج- التطير عند الشيعة الإمامية .
ثبت عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (الطيرة شرك، الطيرة شرك، ثلاثاً ) [رواه أبو داود (3910) وغيره] . والطيرة من الشرك، وهو ينافي التوكل على الله، الذي هو عبادة لله .
وكتب الشيعة فيها التشاؤم والتطير ببعض الأيام والرويات فيها متناقضة متضاربة . فقد جاء في من لا يحضره الفقيه (1/95، ووسائل الشيعة 8/253) قال أبو عبد الله : (لا تخرج يوم الجمعة فإذا كان يوم السبت وطلعت الشمس فاخرج في حاجتك ) ، وقال : (السبت لنا ، والأحد لبني أمية) [من لا يحضره الفقيه : 2/342، وسائل الشيعة : 8/253] .
قلت : واضع هذه الرواية لا شك أنه يهودي حيث فضل يوم السبت وعظمه، واليهود تعظم يوم السبت . وجعل الجمعة يوماً مشئوماً ، وهو عيد المسلمين ! .
ويناقضها من حيث الوضع الرواية التالية : قال أمير المؤمنين -زعموا- : ( يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شؤم يتطير فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح ) [علل الشرائع : ص 199، والخصال : 2/82، عيون الأخبار: ص 137] .
قلت : وعلى هذا لا يكون عند الشيعي سوى أربعة أيام يجد فيها الراحة والأنس والعمل، لأن الرواية السابقة جعلت يوم السبت والثلاثاء والأربعاء أيام شؤم ! .
لكن ومع هذا جاءت روايات أُخر تنفي هذا التطير وتحذر منه : قال أبو عبد الله : (لا طيرة) [روضة الكافي : 196، وسائل الشيعة : 8/262]، وقال: (كفارة الطيرة التوكل ) [روضة الكافي: 198، وسائل الشيعة : 8/262] . وهناك روايات أخرى لما أرى ذكرها خشية الإطالة . ولا نحتاج مع هذا أن نذكركم أنهم يفسرون هذا التناقض بالتقية !! فما ذا بعد الحق إلا الضلال .


18- حقيقة توحيد الأسماء والصفات عند الشيعة الإمامية .

بسم الله الرحمن الرحيم { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }

أ- القول بالتجسيم .
وصف الله بأنه جسم بدعة ، وهي من الألفاظ التي يوقف قائلها حتى يعرف مراده منها، فإن أراد معنى صحيحاً قبل، وإن أراد معنى فاسداً رد، وعلى هذا درج المحققين، فلا بد من الاستفصال .
وأول من أحدثها اليهود، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى حاكياً عن إفكهم : {وقالت اليهود عزير ابن الله } . وأول بدء ظهورها في الإسلام كان من قبل هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي، وأبي جعفر الأحول [انظر اعتقادات فرق المسلمين والمشركين : ص97] . والنصب الأكبر لهشام بن الحكم فتلك المقالة سمعت عنه أولاً [انظر فتاوى ابن تيمية : 13/154، 305،ومنهاج السنة : 1/20، ومقالات الإسلاميين للأشعري : 1/106-109] . ويقول ابن حزم : (قال هشام : إن ربه سبعة أشبار بشبر نفسه ..) [الفصل : 5/40]، [وانظر الفرق بين الفرق لعبد القاهر البغدادي : ص 65، 68،69] حيث نقل عن هشام بن سالم الجواليقي بأنه كان يقول بأن معبوده على صورة إنسان ، وأنه ذو حواس خمس كحواس الإنسان ! . ويقول ابن المرتضى اليماني وهو من الزيدية : ( بأن جل الروافض على التجسيم إلا من اختلط منهم بالمعتزلة ) [المنية والأمل : ص 19] .
ولقد دافع شيوخ الإمامية ومنهم المجلسي عن الهشامين في بحار الأنوار : (3/288) فقال: (ولعل المخالفين نسبوا إليهما هذين القولين معاندة ) ويقصد بالقولين : القول بالتجسيم والصورة .
قلت : الروايات في أصول الكافي وغيره لا تساعد المجلسي على إنكار هذه المقولة عن الهشامين، ففي أصول الكافي : ( يروي القمي [الصدوق] عن سهل قال : كتبت إلى أبي محمد سنة (255هـ) قد اختلف يا سيدي أصحابنا في التوحيد منهم من يقول هو جسم ، ومنهم من يقول هو صورة ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه فعلت متطولاً على عبدك ؟ ...إلخ ) [أصول الكافي : 1/103، والتوحيد لابن بابويه: 101-102] . وعن محمد بن الفرج الرخجي قال : (كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم وهشام بن سالم في الصورة ، فكتب : دع عنك حيرة الحيران واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان ) [أصول الكافي : 1/105] . قلت : وهذا دليل على أن هذه المقولة كانت موجودة عندهم، ومحاولة المجلسي وغيره من شيوخ الشيعة الإمامية لإنكارها ترده النصوص التي ذكرناها وغيرها مما لم نذكرها؛ ولكن كان الأولى بدل أن يحاول بعض مشايخ الشيعة من طمس هذه الحقيقة عن بعض متقدميهم ، أن ينكروا هذه المقالة ويشنعوا على قائلها، ولكن هو التعصب لشيوخ المذهب أعماهم عن قول الحق ! . مع أنه هناك روايات كثيرة عن الشيعة الإمامية تنفي هذه المقالة وتذم قائلها . وأصبح المذهب الشيعي يتنازعه إتجاهان ، الاتجاه الأول إتجاه تنزيه المولى جل في علاه ، وهذا هو مذهب أهل البيت وهو الحق ، والاتجاه الثاني هو مذهب التجسيم والقول بالصورة ، وهذا يتزعمه الهشامان وهو الباطل . وللشيعة الإمامية أن تختار ؟ .

ب- الشيعة الإمامية تقول بالتعطيل .
في أواخر المائة الثالثة اتجه معتقد مذهب الشيعة الإمامية إلى القول بالتعطيل بعد أن كان يقول بالتجسيم، وبين القولين تضاد ! ، فكيف نفسر ذلك ؟ والجواب: هو أنه في تلك الفترة أخذ علماء الشيعة الإمامية يقررون ما يقرره المعتزلة في مسائل الصفات، وكذلك تبعوهم في كثير من مسائلهم كقولهم بالقدر، وخلق القرآن وغير ذلك؛ بل إنك لتجد كتب الشيعة الإمامية في الصفات مطابقة لكتب المعتزلة حذو القذة بالقذة، حتى الشبهات التي يثيرها المعتزلة على أهل السنة هي نفس الشبهات التي يثيرها متأخري الشيعة؛ ولكن مع فرق واحد وهو : أن الشيعة الإمامية دعمت قولها بروايات تدل على صدق دعواهم ! ، وهي لا تعدوا كونها روايات موضوعة ومصنوعة .
ومما يدل على فساد هذا المذهب : أن صفات الله واسمائه تقريرها عن طريق السمع ، أي عن طريق النصوص من القرآن والسنة، ولا مدخل للعقل في إثبات صفة أو نفي صفة عن الله، كما هو ديدن أهل الكلام من المعتزلة والأشاعرة والجهمية وغيرهم .
والطريقة التي اعتمدها المفيد في النكت الاعتقادية، والمطهر في نهج المسترشدين، وغيرهم في تقرير صفات الله وإثباته أو نفيها هي طريقة المعتزلة الكلامية ، ولكنهم –أي علماء الشيعة الإمامية الذين خاضوا في الصفات - فارقوا المعتزلة بإيراد روايات عن الأئمة المعصومين تشد من قولهم وتقويه . ولذلك سوف نسوق بعض الروايات المفتراة في تقرير عقيدة التعطيل .
يقول الزنجاني –شيخ معاصر- في عقائد الإمامية الاثني عشرية (ص 28) تحت عنوان طريقة معرفة الصفات: (هل يبقى مجال للبحث عن الصفات، وهل له طريق إلا الاذعان بكلمة أمير المؤمنين رضي الله عنه : كمال الإخلاص نفي الصفات عنه ) اهـ . و والله ما كان لعلي بن أبي طالب أن يكذب بكلام الله : {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فربنا يثبت لنفسه أنه سميع بصير ، ثم يأتي متقول على علي بن أبي طالب بكلام كذب ! . سبحانك هذا بهتان عظيم .
والشيعة الإمامية تبعت المعتزلة في تعطيل صفات الله ، ووصفه بالصفات السلبية ، فهذا شيخهم محمد الحسيني القزويني[قلائد الخرائد في أصول العقائد ص 50، وانظر كذلك : نهج المسترشدين ابن المطهر: ص 45-47]، يقول في وصف الله سبحانه وتعالى : (... لا جزء له، وما لا جزء له لا تركيب فيه، وما ليس بمركب ليس بجوهر ولا عرض ، وما ليس بجوهر ... )إلخ هذه العبارات التي تخالف طريقة القرآن في إثبات الصفات . فإن القرآن جاء بإثبات مفصل ونفي مجمل : {ليس كمثله شي ء} نفي مجمل {وهو السميع البصير} إثبات مفصل .


ففروا الى الله 06:32 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

ت- الأئمة هم اسماء الله وصفاته عند الشيعة الإمامية ! .
أوغلت الشيعة الإمامية وغلت في هذا الباب غلواً كبيراً ، وخلعت على أئمتها أوصاف الألوهية، وتجرأت على كتاب ربها وأولت معانيه ليوافق ما ذهبت إليه . وتوحيد الاسماء والصفات من أبواب التوحيد العظيمة الذي به يعرف الخالق جل في علاه، وتعرف اسمائه الحسنى وصفاته العلى، فتطمئن النفس إلى بارئها، وتتعلق القلوب بخالقها الخلاق العليم السميع البصير الأول الآخر الظاهر الباطن العزيز الجبار الحي القيوم .. إلخ من الأوصاف والنعوت الحميدة التي لا تكون إلا لله . ولكن ما سطرته كتب الشيعة الإمامية يجل عن الوصف ، ولولا بيان الحق ما سقنا رواياتهم.
في أصول الكافي عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل : {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } قال: نحن والله الأسماء الحسنى، التي لا يقبل الله من العباد عملاًَ إلا بمعرفتنا ) [أصول الكافي: 1/143-144] .
وهذا من التفسير الباطني الذي الذي لا يعرف بحال، وإلا ففي أي معجم من معاجم اللغة يأتي مثل هذا التفسير ؟ إلا على مذهب الباطنية . ولم تكتف الرويات بهذا؛ بل تعدته إلى أمور أخرى أشنع وأعظم .
فعن أبي عبد الله –كما يزعمون- : (إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار، وأينعت الثمار، وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض ، وبعبادتنا عبد الله ولو لانا ما عبد الله ) [أصول الكافي: 1/144، ابن بابويه / التوحيد : 151-152، بحار الأنوار: 24/197] .
وزعموا أن علي بن أبي طالب قال : (أنا عين الله، وأنا يد الله، وأن جنب الله، وأنا باب الله ) [اصول الكافي : 1/145، بحار الأنوار : 24/194] . وقال –كما يزعمون- : (أنا علم الله، وأنا قلب الله الواعي، ولسان الله الناطق، وعين الله الناظرة، وأنا جنب الله، وأنا يد الله ) [ابن بابويه / التوحيد ص 164، بحار الأنوار : 24/198] .
قلت : ولو أنهم يخشون أن تثور عليهم (العامة)[وصف أطلقه الشيعة على أهل السنة]، لأتموا الرواية بقولهم : (وأنا الله ) . أما الشيعة فهم قد أغلقوا عقولهم وأوصدوا الأبواب في طريق التفكير في مصدر هذه الرويات ومخالفتهم للدين والعقل والحس؛ بل جاء في وصفهم لإمامهم علي بن أبي طالب وهو منهم براء، أن علياً قال : (أنا وجه الله ، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن ..) [رجال الكشي : ص211، وانظر بحار الأنوار : 94/180] .
قلت : قال الله تعالى : { هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} [سورة الحديد : 3]. فالله يصف ذاته المقدسة بهذا الوصف، ثم يأتي الشيعة الإمامية ويجعلون هذا الوصف الذي لا يكون إلا للخالق، ويجعلونه للمخلوق ! .سبحانك هذا بهتان عظيم .
وفي أصول الكافي : (1/261) قال أبو عبد الله –افتراء عليه-: (إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون ..) !
قلت : قال الله تعالى : { وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} [الأنعام :59].
وقال تعالى : { قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون} [النمل : 65] .
والروايات في ذلك عن الشيعة الإمامية كثيرة، ولبعض شيوخهم محاولات في اللجوء إلى المجاز كباب من أبوب التأويل أو إيجاد العذر لمثل هذه الروايات التي تؤله الأئمة صراحة [انظر على سبيل المثال : بحار الأنوار للمجلسي : (24/202)] .
ولكن ما تقول الشيعة الإمامية في الروايات الموجودة في كتبهم، والتي ترد هذه الروايات وتنسفها، أفلا قالوا بها وتبرأوا من الركام الهائل من الروايات التي تؤله الأئمة ؟ . وإليكم بعض تلك الروايات التي تبين بطلان الروايات السابقة :
قال أبو عبد الله : (يا عجباً لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني، فما علمت في أي بيوت الدار هي ..) [أصول الكافي: 1/257] . فها هو أبو عبد الله لا يعلم أين اختفت جاريته ؟ فكيف يعلم غيب السموات والأرض ! .
وفي بحار الأنوار :[ 25/301، ورجال الكشي : 323] أن أبا عبد الله حينما قيل له : ( إن المفضل بن عمر يقول: إنكم تقدرون أرزاق العباد . فقال : والله ما يقدر أرزاقنا إلا الله ، ولقد احتجب إلى طعام لعيالي فضاق صدري وأبلغت بي الفكرة في ذلك حتى أحرزت قوتهم فعندها طابت نفسي، لعنه الله –يريد بذلك المفضل- وبريء منه ) .


19- متابعة الشيعة الإمامية للمعتزلة في بعض مسائل العقيدة .

رضي بعض متأخري الشيعة بما رضي به المعتزلة لأنفسهم من مخالفة جمهور المسلمين، فخالفوهم في كثير من مسائل الاعتقاد، جرياً وراء العقل وإحاطته بالقدسية والعلو على نصوص الشرع . وسوف نعرض في هذا المبحث عن مسألتين من مسائل الاعتقاد الكبيرة، والتي حصل فيها كلام كثير وردود مستفيضة مشهورة، وهما : مسألة القول بخلق القرآن ، ومسألة رؤية الله جل جلاله.

المسألة الأولى : القول بخلق القرآن .
اشتهر عن المعتزلة تبعاً للجهمية القول بخلق القرآن ،وأن القرآن مخلوق ليس كلاماً لله تكلم به . ونحن هنا في هذا المبحث لن نخوض في تفصيل هذه المسألة وإنما نريد إثبات هل الشيعة الإمامية يقولون بخلق القرآن متابعة للمعتزلة الجهمية أم لا .
وقبل أن نذكر الروايات التي تذكر هذه العقيدة عن الشيعة الإمامية، نود أن نلفت القاريء إلى أن المتقدمين من أئمة الشيعة من آل البيت نفوا ذلك . فقد جاء في تفسير العياشي (1/8) : (عن الرضا أنه سئل عن القرآن فقال .... إنه كلام الله غير مخلوق .. ) . وعند الكشي في رجاله (ص490) : (...إن الكلام ليس بمخلوق ..) .
وفي التوحيد لا بن بابويه القمي، قيل لأبي الحسن موسى رضي الله عنه (يا بن رسول الله ما تقول في القرآن : فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم : إنه مخلوق، وقال قوم إنه غير مخلوق ، فقال رضي الله عنه : أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون ، ولكني أقول : إنه كلام الله عز وجل ) .
قلت وفي العبارة الأخيرة : (إنه كلام الله عز وجل ) بيان ما عليه السلف أهل السنة والجماعة .

وأما روايات متأخري الشيعة الإمامية فقد جاءت على عكس ما عُهد عن آل البيت ، فقد عقد المجلسي في البحار باباً بعنوان : (باب : أن القرآن مخلوق ) [بحار الأنوار : 92/117-121] . وساق فيه روايات كثيرة، ومعظمها تخالف ما عنون له ، ولكن للشيعة الإمامية تأويل في معنى القول بخلق القرآن وسوف يأتي .
ومما يثبت نسبة هذه المسألة إلى الشيعة، ما ذهب إليه آية الشيعة محسن الأمين حيث قال : (قالت الشيعة والمعتزلة القرآن مخلوق ) [أعيان الشيعة : 1/461] . بل جعل الكلام الذي كُلم به موسى ليس من الله بل من الشجرة ! وهذا هو عين ما تذهب إليه المعتزلة، فقال محسن الأمين : ( ... يوجد الكلام في بعض مخلوقاته كالشجرة حين كلم موسى، وكجبريل حين أنزله الله بالقرآن ) [أعيان الشيعة : 1/453] .

ومع هذا ومع ثبوت نسبة هذه المقالة عن الشيعة الإمامية إلا أن ابن بابويه القمي حاول أن يجد عذراً لمن قال بأنه مخلوق ،حيث نهج في هذا مسلكان :
الأول : جعل معنى مخلوق أي : مكذوب . قال : (وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوباً ، ويقال : كلام الله مخلوق أي مكذوب ) [التوحيد : 225، وكذا البحار : 92/119] . قلت : محاولة التأويل هذه يردها الاختلاف الكبير الذي حصل بين أهل السنة والجماعة (السلف)، وبين المعتزلة والجهمية حول هذه المسألة وهي معروفة ومشهورة.
والثاني: جعل هذه المقالة من باب التقية، فقد نقل آيتهم البرو جردي في كتابه تفسير الصراط المستقيم (1/304) عن ابن بابويه قوله : ( ولعل المنع من إطلاق الخلق على القرآن إما للتقية مماشاة للعامة ، أو كونه موهماً لمعنى آخر ..) .


ففروا الى الله 06:34 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

قلت : هذه من المسائل المستشنعة التي تفوه بها المعتزلة والجهمية قبلهم، وتابعهم عليها الشيعة الإمامية، وحقيقتها نفي صفة الكلام لله ، والله سبحانه يتكلم كيف شاء متى شاء حيث شاء ، ونفي هذه الصفة أعني صفة الكلام ، فيه نسبة النقص إلى الله . فإن المخلوق الأخرس ناقص الخلقة ، والله جل في علاه - وله المثل الأعلى - تنزه عن المشابهة وهو الكامل المنزه من كل نقص وعيب . ثم إن نفي كون القرآن كلام الله، يلزم منه عدم قدسية القرآن ويؤدي إلى إهمال نصوصه لكونه مخلوقاً كأحد مخلوقاته وليس كلامه ! .


المسألة الثانية : رؤية الله عز وجل .

أخبر الله في كتابه أن عبادة المؤمنين يرونه في الآخرة فقال :{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة }. وفي قوله تعالى : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } . حيث فسر جمهور المفسرين الزيادة بأنها النظر إلى وجه ربهم جل جلاله والتلذذ به . وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم في أيما حديث بأنهم سوف يرون ربهم ، فعن جرير بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر فقال: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) [رواه البخاري: 554].
وأما في هذه الدنيا فإننا لا نرى ربنا ولا نستطيع، وقد سأل موسى عليه السلام ربه أن يراه فقال له ربه : {لن تراني }، ولم يقل ربنا لا تراني، والمعنى أنك يا موسى لن تراني في هذه الدنيا، وبسط هذه المسألة يطول ليس هذا موضعها ، إنما القصد هو بيان ما عليه الشيعة الإمامية تجاه رؤية ربها في الدنيا والآخرة .
والشيعة الإمامية تابعت المعتزلة فيما ذهبت إليه في رؤية الله عز وجل ، فنفت أن يرى المؤمنون ربهم في الآخرة، وحججهم هي نفس حجج المعتزلة، ولكن زادوا عليهم أن لهم روايات وأخبار تؤكد هذه العقيدة، فيروون عن أبي عبد الله جعفر الصادق بأنه سئل : (عن الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد ؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيراً .. إن الأبصار لا تدرك إلا ما له لون وكيفية، والله خالق الأكوان والكيفية ) [بحار الأنوار : 4/31- وعزاه إلى أمالي الصدوق ] . قلت : كأنك تلحظ في هذه الرواية نفي وجود الرب، والسلف وأهل السنة والجماعة، لا ينفون ذات الله ، ولكن ينفون معرفة كيفيته، وكيف هو . كما في قول مالك في الاستواء : (الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ...) ، أي أننا نعلم كيف الاستواء وما معنى الاستواء، ولكن استواء ربنا كيف هو لا نعلمه وهو مجهول لدينا، لا ننا لا نعرف ذات الله فكيف نصف استواءه كيف هو . وفي الرواية السابقة : (.. إن الأبصار لا تدرك إلا ماله لون وكيفية، والله خالق الأكوان والكيفية)، فيه تعرض لكنه ذات الرب، وهذا لا يعلمه إلا الله ! .
ويناقض الرواية السابقة ما رواه الكليني في الكافي (1/85) عن أبي عبد الله أنه قال : (... ولكن لا بد من إثبات أن له كيفية لا يستحقها غيره ، ولا يشارك فيه ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره ) .
قلت : فهذا رد على الرواية السابقة، وبيان خطأ ما روي في بحار الأنوار .
وقد غلا جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء في هذه المسألة كثيراً وكفّر من قال بالرؤية ، قال : (ولو نسب إلى الله بعض الصفات ... كالرؤية حكم بارتداده ) [كشف الغطا ص 417] . وجعل الحر العاملي هذه المسألة من أصول الدين، فعقد لهذه المسألة باباً في وسماه : (أن الله سبحانه لا تراه عين ولا يدركه بصر في الدنيا ولا في الآخرة ) [الفصول المهمة في أصول الأئمة ص 12] .
قلت يكفينا في ذلك ما رواه ابن بابويه القمي عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت : له أخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمنون يوم القيامة ؟ قال : نعم ) [ابن بابويه/ التوحيد ص 117، وبحار الأنوار : 4/44] .
وخلاصة القول : إن الشيعة الإمامية إما أن تقول بمقالة المعتزلة وتنفي رؤية الله عز وجل في الآخرة، فتكون مكذبة لما روته كتبهم عن أئمتهم في رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة . أو تتبرأ من مقالة المعتزلة وتكون متبعة لمنهج السلف وجمهور المسلمين .

20- الإيمان ومفهومه عند الشيعة الإمامية .

الإيمان عند أهل السنة والجماعة، هو قول وعمل واعتقاد، قول باللسان وعمل بالأركان واعتقاد بالجنان ، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان . وأركانه ستة هي :
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .

فهل هذا هو مفهوم الإيمان عند الشيعة الإمامية ؟
لعلنا نستعرض سريعاً بعض ما تذهب إليه الشيعة الإمامية في ذلك .

أولاً : أحدثت الشيعة في الإيمان أمراً لم يأت في قرآن ولا سنة، وهو الإيمان بالأئمة الاثني عشر، وأدخلوه في مسمى الإيمان . وبالإيمان بالأئمة فسرت الشيعة قوله تعالى : {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم ... إلى قوله : فإنما هم في شقاق } . [انظر تفسير العياشي : 1/62، وتفسير الصافي : 1/92] .
ولهذا يقول المطهر ابن الحلي : (إن مسألة الإمامة (إمامة الاثني عشر )... هي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن )[منهاج الكرامة في معرفة الإمامة: ص1] . ويقول محمد جواد العاملي : (الإيمان عندنا إنما يتحقق بالاعتراف بإمامة الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، إلا من مات في عهد أحدهم فلا يشترط في إيمانه إلا معرفة إمام زمانه ومن قبله ) [مفتاح الكرامة : 2/80] .
قلت : لم يرتب الله على دخول الجنان، الإيمان بالأئمة الاثني عشرية، ولم يرد ذكرهم في القرآن والسنة ولا حتى إشارة إلى ذكرهم فضلاً على الإيمان بهم . ولا نجد ذكرهم إلا في نصوص القرآن المحرفة عند الشيعة الإمامية، فإنهم أكثروا من ذكرهم في كتاب الله دساً وتحريفاً، ونسجوا من الأساطير عن أئمتهم روايات كثيرة في الإيمان بهم وتعظيمهم والحث على العناية بهم .

ثانياً : أحدثت الشيعة الإمامية شهادة ثالثة ، فلا يكمل الإيمان حتى يشهد المسلم بأن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، وأن علياً ولي الله ! . ولذا تراهم يرددون في أذانهم ويلقون موتاهم الشهادة بأن علياً ولي الله وكذا الولاية للأئمة .
فعن أبي بصير عن جعفر عليه السلام قال : ( ... لقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله والولاية ) [ فروع الكافي : 1/34، تهذيب الأحكام : 1/82] .
وأما شهادتهم بالولاية لعلي بن أبي طالب ورفعها على المنابر والمآذن ، فهذا أشهر من أن يجهل الآن ، ولا نبعد كثيراً حتى نسمع هذا الذكر فمآذن القطيف وما جاورها تشهد بذلك..! .

ثالثاً : القول بالإرجاء مما تذهب إليه الشيعة الإمامية .
يتبين هذا بالمرويات الكثيرة التي توضح هذه النزعة ، فقد جاء في الكافي باب : (أن الإيمان لا يضر معه سيئة ، والكفر لا ينفع معه حسنة ) [أصول الكافي : 2/463] . وأورد فيها مجموعة من الرويات نأخذ منها على سبيل المثال قول أبي عبد الله : (الإيمان لا يضر معه عمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل ) [أصول الكافي : 2/464] .
قلت : هذا هو عين مذهب المرجئة وطريقتهم ، وبه يتبين أن الشيعة أخذت من عقائد الطوائف ما يحلو لها ، فضربت من كل طائفة بسهم . وهذا المنهج هو سمة غالبة فيهم؛ بل ولما قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : (إن أكثر الشيعة يعتقدون أن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة ) [منهاج السنة : 1/31] ، رد عليه محمد مهدي الكاظمي –شيخ معاصر- فقال : (ما نسبه إلى كثير من الشيعة من القول بأن حب علي حسنة ليس يضر معها سيئة، فإنه بهتان منه ، فإنهم جميعاً متفقون على ذلك، فتخصيصه الكثير منهم بهذه العقيدة ليس له وجه سوى الكذب ) [منهاج الشريعة في الرد على ابن تيمية : 1/98] .


رابعاً : قولهم في الوعد والوعيد :
وعد الله المؤمنين المتقين بالجنة، وتوعد الكافرين بالنار .
ورتب على الطاعات قولية كانت أم عملية أجوراً ثواباً وفضلاً من عنده . ولكن الشيعة الإمامية كعادتها أحدثت ورتبت على بعض الأعمال أجوراً لم ينزل الله بها من سلطان فجعلت لعن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل الطاعات والقربات [انظر بحار الأنوار: 27/218] وسيأتي مزيد بسط لهذه المسألة إن شاء الله . وجعلت شق الجيوب ولطم الخدود وضرب الصدور وتعذيب الجسد لأجل الحسين من أعظم الطاعات[انظر عقائد الإمامية للزنجاني: 1/289] . وجعلت الحج إلى الأضرحة والطواف بها أعظم وأكثر أجراً من حج بيت الله الحرام ! . وأعظم الأجر عندهم أن يضمن لك الإمام الجنة، فمن نصوصهم ما جاء في رجال الكشي (... عن زياد القندي عن علي بن يقطين، أن أبا الحسن قد ضمن له الجنة) [رجال الكشي : ص430-432] قلت : الضمان لرجل لم يشهد الرسول له بالجنة يذكرنا بصكوك الغفران عند النصارى! ، والسؤال هل أخذ الشيعة الإمامية هذه العقيدة من النصارى ؟ ! .

وأما الوعيد : فهم وافقوا أهل السنة والجماعة في الظاهر وخالفوهم في الباطن ، فيقول المفيد : (اتفقت الإمامية على أن الوعيد بالخلود في النار متوجه إلى الكفار خاصة دون مرتكبي الذنوب من أهل المعرفة بالله تعالى والإقرار بفرائضه من أهل الصلاة ) [أوائل المقالات : ص14] . حيث لم تقف الشيعة الإمامية عند هذا الحد بل توسعوا في مفهوم الكفر وشملت أصحاب البدع ، ومن المعلوم أن البدع منها ما هو كفر ومنها ماهو دون ذلك، فيقول المفيد : (اتفقت الإمامية على أن أصحاب البدع كلهم كفار، وأن على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصوار وإلا قتلهم لردتهم عن الإيمان، وأن منمات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار ) [أوائل المقالات : ص16] .
بل أن كل من حارب علياً رضي الله عنه فهو كافر مخلد في النار ! : وأنهم (كفار ضلال ملعونون بحربهم أمير المؤمنين وأنهم بذلك في النار مخلدون ) [أوائل المقالات للمفيد : ص 10] . وهذا خلاف قول أهل السنة والجماعة في معاوية رضي الله عنه وفئته،والتي حاربت علياً رضي الله عنه. بل إن من كل من خالف الشيعة الإمامية ضال مضل، ولذا يقول ابن بابويه : (واعتقادنا في من خالفنا في شيء واحد من أمور الدين كاعتقادنا في من خالفنا في جميع أمور الدين ) [الاعتقادات : ص 116، وانظر الاعتقادات للمجلسي :ص100] .
قلت: وعلى هذا فأهل السنة والجماعة كفار في نظر الشيعة الإمامية، وإن اتقونا ونفوا ذلك عنهم وعن أئمتهم، ونقول لدعاة التقريب : كيف يكون التقارب بين مؤمن وكافر ! .


ففروا الى الله 06:38 PM 19-01-2009

بسم الله الرحمن الرحيم

21- الإيمان بالملائكة في عقيدة الشيعة الإمامية .
بسم الله رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل .

سبق وأن تكلمنا عن معتقد الشيعة الإمامية في توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، ولا حاجة بنا ههنا إلى تسطيره مرة أخرى، وسوف نستكمل بعون الله الذي نعبده، ما تبقى من أركان الإيمان لنرى هل الشيعة الإمامية تابعت المسلمين في الإيمان بالملائكة كما جاء في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أم حادت عن الصراط المستقيم .
والملائكة خلقهم الله من نور، ولهم أعمال كثيرة، منها ما أخبرنا الله عنها في كتابه، ومنها ما أخبرنا عنها رسوله صلى الله عليه وسلم .
فجبريل أعظم الملائكة قدراً وأعظمهم شأناً عند الله، كان رسول الله إلى رسله وانبيائه من البشر لتبليغ دين الله ونشره في الأرض، وميكائيل موكل بالقطر والنبات، وإسرافيل للنفخ في الصور، وملك الموت لقبض أرواح الخلق، وملائكة موكلة بإحصاء أعمال العباد، وملائكة لحفظ بعض الخلق، وملائكة ركعاً سجداً لله، وملائكة لحمل العرش، وملائكة خزنة للجنة والنار.... إلخ .

ولكن ما هو معتقد الشيعة الإمامية في الملائكة ؟ .
- فمما ذهبوا إليه قولهم أن الملائكة خلقت من نور الأئمة ! ، ففي كنز جامع الفوايد [ص:334، وبحار الأنوار : 23/320 ] : (خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة ) . وفي المعالم الزلفى [ص249] : (خلق الله الملائكة من نور علي ) .
قلت : هذه الرواية وما شاكلها ترفع علي بن أبي طالب من مرتبة البشرية إلى مرتبة الألوهية . وهي فتح لطريق عبادته من دون الله .

- ومن معتقدهم في الملائكة قولهم : بأن الملائكة تتردد على زيارة قبر الحسين والبكاء عليه، وزيارة قبره أمنية ملائكة السماء . ففي وسائل الشيعة [10/318ن وفروع الكافي: 1/325] : (وكل الله بقبر الحسين أربعة الآف ملك شعث غير يبكونه إلى يوم القيامة !) ، وفي التهذيب للطوسي [2/16، ووسائل الشيعة : 10/322] قال : وليس شيء في السموات إلا وهم يسألون الله أن يؤذن لهم في زيارة الحسين ففوج ينزل وفوج يعرج ) .
قلت : وهذه العقيدة تغذي شرك القبور ، وإقامة المآتم على الحسين رضي الله عنه .
- ومن معتقدهم في الملائكة قولهم : بأن الملائكة خدم لأئمتهم ومحبيهم ، ففي بحار الأنوار [26/335] قالوا: (إن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا) . وفي بحار الأنوار [26/356] قال أبو عبد الله : (إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا ، وتحضر موائدنا، وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس... إلخ ) .
قلت : رد هذه الفرية شيخ الإسلام ابن تيمية فقال : (فتسمية جبريل رسول الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم خادماً عبارة من لا يعرف قدر الملائكة وقدر إرسال الله لهم إلى الأنبياء ..) [2/158] . ثم هو مخالف لكلام الله ، فالله يصفه بأنه رسول كريم، والشيعة الإمامية تصفه بأنه خادم ! فأي الوصفين أحق بالأخذ والاعتبار ؟ .
- ومن معتقدهم في الملائكة : أنها لم تشرف –أي الملائكة- إلا بولاية علي [الاحتجاج للطبرسي:ص31، وبحار الأنوار : 26/338] . وأن لا هم لها إلا الصلاة والسلام على الأئمة : فـ : (ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على علي بن أبي طالب ومحبيه ، والاستغفار لشيعته المذنبين ) [بحار الأنوار : 26/349] .
هذا بعض ما لدى الشيعة الإمامية نحو ملائكة الله الكرام الكاتبين، جعلوهم خدم لهم ولا هم لها إلا الاستغفار للشيعة والعناية بها وزيارة أئمتها والبكاء على قبورها ! . فنسألك اللهم لزوم صراطك المستقيم حتى نلقاك .


22- الإيمان بالكتب في عقيدة الشيعة الإمامية .

بسم الله منزل الكتاب .
أنزل الله جل وعلا كتباً على بعض رسله، وقد قص الله علينا من أخبارها ونبأنا عن بعضها، فأنزل الزبور على داود، والتوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والصحف على إبراهيم، والقرآن على محمد عليهم الصلاة والسلام .
وجعل الله القرآن مهيمناً على الكتب التي قبلها، أي: حاكماً عليها وناسخاً لها، فبطل بذا دعوة أهل الضلال، وأمة الغضب بأن كتبهم معتبرة سالمة من التحريف والتبديل .
وكملت الشريعة بهذا القرآن، وتمت نعمة الله على عباده، وحفظ كتابه بحفظ الله له، فبطل بذا دعوة أهل الزيغ والعناد الذين يزعمون أن هذا القرآن عملت فيه الأيدي بالدس والتحريف والتبديل –قاتلهم الله أني يؤفكون- .
والشيعة الإمامية خالفت نهج أهل السنة والجماعة، نهج السلف، وارتضت لنفسها مقولة : (ما خالف العامة ففيه الرشاد!!) . فاعتقدت في كتاب الله عقائد ما أنزل الله بها من سلطان . و ادعت تنزل كتب إ لهية على الأئمة :
وقبل بيان هذه العقيدة، لا بد أن يلحظ القارئ مسلك الشيعة الإمامية ومحاولاتهم في ربط كل عقيدة بالإمامة، تثبيتاً لها ورغبة في تعلق عامة الشيعة بها .
أقول: بدأت هذه الدعوى في زمن علي رضي الله عنه، حيث انتشر بأن علي بن أبي طالب وأهل بيته لديهم علمٌ اختصوا به لا يشركه فيه غيرهم، وعلى إثر هذا سأله أبو جحيفة فقال :
: ( سألت علياً : هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال: لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن ، إلا فهما يعطيه الله الرجل في كتابه ... ) وفي رواية : (هل عندكم كتاب ؟ قال : لا إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة . قال : قلت: فما في هذه الصحيفة ؟ قال : العقل وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر ) وفي رواية : (هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله )[والرويات جميعها عند البخاري] . وإشاعة هذه المقالة في زمن علي رضي الله عنه كانت من السبئية، ومقدمهم عبد الله بن سبأ الذي زعم أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن [انظر الجوزجاني/ أحوال الرجال ص 38] . وفي رسالة الإرجاء لمحمد بن يحيى العدني قالوا: (هدينا لوحي ضل عنه الناس، وزعموا أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن ) [هذه الرسالة ضمن كتاب الإيمان ص 249-250(مخطوط)] .

وسوف نعرض في عجالة بعض المزاعم الموجودة في كتب الشيعة الإمامية عن كتب لها من القدسية كقدسية القرآن :

أولاً : مصحف فاطمة :
جاء في الكافي : ... إن الله تعالى لا قبض نبيه صلى الله عليه وآله، دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل الله إليها ملكاً يسلي غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضي الله عنه فقال: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفاً.. أماإنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون ) [أصول الكافي: 1/240، وبحار الأنوار: 26/44، وبصائر الدرجات : ص 43] .
قلت : هذا الذي يزعمونه ويدعونه يسمى بمصحف فاطمة . ثم هذه الرواية تناقض كلام الله ، فالله يقول لرسوله قل لهم : {ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير }الآية . وهذه الرواية تقول : أن هذا المصحف فيه علم ما يكون !! .
وفي الكافي -أيضاً- تصور هذه المحاورة بين أبي بصير وأبي عبد الله حجم هذا المصحف . قال أبو عبد الله : (وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام . قلت [القائل:أبو بصير] وما مصحف فاطمة عليها السلام ؟ قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ما فيه من قرآنكم حرف واحد ) [أصول الكافي: 1/239] .

ولكن ثمة رويات أخر تخالف ما جاء في الكافي في أن علياً كتب مصحف فاطمة إملاءً من الملك ، ففي دلائل الإمامة : أن (جبرائيل وإسرافيل وميكائيل .. . فهبطوا به [أي مصحف فاطمة] وهي قائمة تصلي، فما زالوا قياماً حتى قعدت، ولما فرغت من صلاتها سلموا عليها وقالوا: السلام يقرئك السلام ووضعوا المصحف في حجرها )... وفي آخر الرواية : قال : (قلت : جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيها ؟ قال : دفعته إلى أمير المؤمنين، فلما مضى صار إلى الحسن ثم الحسين، ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب الأمر ..)[محمد بن جرير بن رستم الطبري / دلائل الإمامة: ص 27-28 (ابن جرير الطبري هذا غير الطبري صاحب التفسير وصاحب التاريخ فليتنبه له، فإن بعض كتاب الشيعة قد موه على أهل السنة لأجل التشابه بين الأسماء فنسبوا إلى ابن جرير الطبري السني أموراً لم يقلها إنما هي من كلام ابن جرير الشيعي )] .


ثانياً : كتاب أنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته وعُهد به إلى علي بن أبي طالب .
ثم عهد به علياً رضي الله عنه إلى الأئمة من بعده .
يوضح هذه رواية بحار الأنوار (36/192-193): (عن أبي عبد الله الصادق قال : إن الله عز وجل أنزل على نبيه كتاباً قبل أن يأتيه الموت فقال: يا محمد هذا الكتاب وصيتك إلى النجيب من أهل بيتك ، فقال: ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟ فقال : علي بن أبي طالب عليه السلام ، وكان علىالكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي عليه السلام وأمره أن يفك خاتماً منها ويعمل بما فيه، ففك عليه السلام خاتماً وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن ....) ...ثم دفعه الحسن إلى الحسين..... ثم دفعه إلى علي بن الحسين : (ففك خاتمه فوجد فيه اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل ...) وهكذا إلى قيام المهدي .
قلت : هذه الرواية فيها إغضاء من قدر النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى أنه لا يعلم من هو النجيب من أهل بيته إلا عند وفاته ! .
ثم إن الوصية لعلي بن الحسين تناقض ما أثر عنه ، فقد جاء في طبقات ابن سعد(5/214) : أن علي بن الحسين قال مخاطباً الشيعة : (أحبونا حب الإسلام فو الله ما زال بنا ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس ) . فهذه مقالة علي بن الحسين فلم يصمت ولم يلزم بيته بل قال الحق الذي كان يجب أن يقال .

ثالثاً : لوح فاطمة :
وهو غير مصحف فاطمة، وهذا اللوح أهدي إلى فاطمة رضي الله عنها –كما يزعمون – في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما مصحف فاطمة فروياتهم تدل على أنه كان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سبق . وسوف نسوق مقطع من رواية ذكرها الكليني في الكافي [1/527-528، وكذلك عند الفيض الكاشاني في الوافي: المجلد الأول: 2/72] . حيث دار بين أبي عبد الله وجابر بن عبد الله الأنصاري، فقال أبو عبد الله : ( ... يا جابر أخبرني عن عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، وما أخبرتك به أمي أنه في ذلك اللوح مكتوب، فقال جابر: أشهد بالله أني دخلت على أمك فاطمة عليها السلام
في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله، فهنيتها بولادة الحسين، فرأيت في يديها لوحاً أخضر ظننت أنه من زمرد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه لون الشمس فقلت لها : بأبي وأمي أنت يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا اللوح فقالت: هذا لوح أهداه الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني واسم الأوصياء من ولدي أعطانيه أبي ليبشرني بذلك ... ) ونص هذا اللوح موجود في كتب الشيعة وأوله : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم ، لمحمد نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ...[نص اللوح تجده في : الكافي: 1/527ي،و انظر الطبرسي / الاحتجاج : 1/84-87] .
قلت : هذه الرويات وأشبابها الغرض منها تعميق عقيدة الأئمة في أنفس الشيعة الإمامية، وإيجاد الشرعية لها من خلال كثرة النصوص الورادة في ذلك . وإلا فالإمامة والأئمة لم يرد لهم ذكر لا في الكتاب ولا في السنة، وخفاء مثل هذا الأمر وعدم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، مع عظمته عند الشيعة دليل على انتحاله من قبل بعض رواتهم، والكذب سيماهم والنصوص عن بعض أهل البيت تذكر أن كثيرا من الرواة يكذبون عليهم .



في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.


الرقية الشرعية هي استخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية المأثورة والأذكار الشرعية في علاج الأمراض الروحانية والنفسية والجسدية، وذلك بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتعتبر الرقية الشرعية أسلوبا معتمدا وفعالًا للتداوي والحماية والتحصين من الامراض الروحانية مثل السحر والحسد والعين والمس، والكثير من الاضطرابات النفسية.



الأول ... 3 4 5 6 7