مجموعة نظريات الادمان من وجهة النظر النفسية


قسم الامراض النفسية الاخرى - مجموعة نظريات الادمان من وجهة النظر النفسية
الطب البديل 03:30 PM 15-09-2011

بسم الله الرحمن الرحيم

[justify]


لا يعتمد فهم ظاهرة الإدمان على الارتباطات ذات الطبيعة الإحصائية وحسب، ولكنه يحتاج إلى نظرية تشرح ديناميات هذا السلوك نفسياً واجتماعياً ومن هذه النظريات:
أ. نظرية التحكم المعرفي الوجداني الكيميائي.
وترتكز هذه النظرية على التفاعل بين أسلوب الفرد مع الخبرة الوجدانية لاستعمال المواد النفسية مع التأثير الكيميائي للمادة، وأن الأسلوب المعرفي للمتعاطي هو العامل الرئيسي الذي ينقل شخصاً من مرحلة التجريب إلى مرحلة التعاطي. وعلى ذلك، فإن عملية التعاطي تبدأ بتأثير المآزق التي تواجه الفرد، فالأشخاص الذين يواجهون بصعوبات في تلبية المطالب، والارتقاء إلى مستوى التوقعات التي تفرضها عليهم بيئاتهم الاجتماعية، أو تلك التي يفرضونها على أنفسهم، يجدون أنفسهم في اشتباك أو صراع، ونتيجة هذا الاشتباك وما يمارسه من ضغط نفسي أو مشقة هو القلق. وتفسير الفرد نفسه للقلق عامل حاسم بالنسبة لهذه النظرية. فالقلق بالنسبة للمتعاطين هو اعتقادهم بأنهم لا يستطيعون تغيير الموقف أو التحكم فيه، ويتصورون أنهم لا حول لهم ولا قوة فيما يتعلق بالتأثير في بيئتهم وتخفيض مصادر الضغط النفسي أو المشقة، وهذا الاعتقاد في العجز عن التكيف مع مشاعر المشقة هو التشتت المعرفي الرئيسي لديهم. وخبرة القلق خبرة مزعجة ولا بد من وسيلة لتخفيفه، وأحد التأثيرات الكيميائية للهروين (مثلاً) هو تخفيض القلق، مع شعور انتشاء مؤقت. وتحت تأثير المادة النفسية يخبر الفرد (مؤقتاً) شعوراً بالقوة والتحكم وبتحسن الأحوال. بدلاً من الشعور بالعجز، فيتخلص من القلق، وهذا ما يجعله يشعر بأنه كفء ومتحكم وقادر على السيطرة على البيئة المحيطة. ولكن تأثير المادة مؤقت بالضرورة، وبعد زوال تلك المشاعر الإيجابية، تشتعل مرة أخرى مشاعر الصراع الداخلي والقلق، وتبدو أقوى من ذي قبل. وهذا الإحساس المتزايد بالعجز هو ما يؤدي بالفرد من مجرد تجريب العقار إلى الدخول في مرحلة التعاطي.
وبالاعتماد على المواد النفسية، من أجل الوصول لحالة من التكيف، يحرم هؤلاء المتعاطون أنفسهم من تعلم آليات أكثر فعالية للتكيف، ويصبحون أقل احتمالاً لآلام القلق. فهم يوقنون في هذه المرحلة أنه ليس من الضروري تحمل القلق، طالما أن تعاطي المادة النفسية قد نجح في إزالة التوتر وفي جعلهم يعيشون خبرات ومشاعر وجدانية ومعرفية إيجابية، عندها يصبح من المتوقع أن يتزايد تعاطي المواد النفسية، سواء في عـدد مـرات التعـاطي أو أنواع المواقـف التي تؤدى إليـه ـ وهكذا يؤدي الاعتماد على المواد النفسية إلى دائرة مفرغة.
ويصف أحد المدمنين نفسه حاكياً خبرته مع الإدمان، مؤكداً لهذه النظرية، (منذ وقت بعيد كان يراودني دائماً الشعور بأنني أريد أن أكون جزءاً ضمن مجموعة من الناس، وأريد أن انتمي إلى مجموعة، فقد كنت وحيداً، ولم أعرف كيف أحقق ذلك وكان الخوف والشعور بالنقص جزءاً مني منذ طفولتي، ولم أكن اشترك في الرياضة أو أي نشاط آخر بسبب شعوري بأنني لن أنجح، وكنت أخاف من الناس وخاصة في وسط المجموعات، فعشت في عالمي الخاص وسط خيالاتي، وقد كان لي عدد محدد جداً من الأصدقاء في طفولتي فحاولت أن أستأثر بهم من أن يخطفهم أحد مني. كنت طفلاً وحيداً توفي والدي وأنا في سن الثالثة، فقامت والدتي وجدتي بتربيتي، وكنت شديد الحساسية، ولكني لم أرد أن يعرف الآخرون ذلك، فحاولت أن أخفي هذا الشعور، ولم أكن أحب نفسي، بل حاولت دائماً أن أظهر بمظهر آخر على غير طبيعتي، وفي سن مبكرة كنت أهرب من الواقع إلى المستقبل حسب خيالي، وكنت أظن أنه إذا أمكنني تغيير نفسي فسوف أكون سعيداً. وكنت دائماً أحاول أن أسيطر على الناس الذين حولي مما أدى إلى ابتعادهم عني وشعوري بالعزلة، وعندما كبرت بعض الشيء، بدأت أثور على المجتمع من حولي، فقد كنت اعتقد أنه السبب في شعوري بعدم السعادة، وفي نفس الوقت كنت ألوم نفسي في أعماقي.
وتحكي مدمنة أخرى مؤكدة: (لم أكن معتزة أو راضية عن نفسي، بل كنت أكره نفسي وأتمنى أن أكون أي شخص آخر غير نفسي، لقد كنت أشعر بأنني فاشلة، وبالنظر إلى الوراء الآن اعتقد أن هذا هو السبب الذي جعل الآخرين يعاملونني على أني فاشلة، لقد كنت ضحية باختياري، لكنني لم أعرف ذلك.
ب . نظرية التوافر والاستهداف:
وتقرر هذه النظرية أن التعاطي السيئ للمواد النفسية يحدث عندما يتعرض شخص مستهدف إلى درجة عالية من التوافر على المادة المتعاطاة، وهي ترى أن درجة هذا التوفر أو سهولة الوصول للمواد كلها يتباين بشكل هائل، كما يتباين الاستهداف لتعاطي هذه المواد لأسباب نفسية أو اجتماعية ـ ويرى هذا التوجه أنه تتباين ميول الأفراد للتعاطي بتباين درجتي استهدافهم وتوفرهم على المواد النفسية، ولذلك فإن هذين العاملين ينبغي أن يجتمعا لتكوين نظرية عن الإدمان.
ولمفهوم التوافر معان متعددة ـ فهو يحيل (أو يشير) إلى مجموعة الظروف الفيزيقية والاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى سهولة أو صعوبة الحصول على المادة، خاصة بالنسبة لتكاليفها ومقدار الجهد المبذول من أجل الحصول عليها. كما يمكن أن يحيل التوافر أيضاً إلى الجوانب الاجتماعية نظراً لكون المواد تتوافر في جماعات وطبقات وبيئات اجتماعية أكثر من غيرها.
أما بالنسبة للاستهداف فهناك أكثر من نمط، فمثلاً تشير بعض الدراسات أن لمدمني الأفيون مشاكل نفسية عديدة فيما قبل تطور إدمانهم، من بين هذه المشاكل، الاندفاعية، والسمـات السيكوباتية (Psycho pathic) أو السوشيوباتية (Socio pathic) (غير المتكيفة نفسياً أو اجتماعياً بشكل عام)، ومستوى منخفض من تحمل الإحباط، وكذلك الاكتئاب والاغتراب، وهنا يعد الإدمان آلية تكيفية للتعامل مع هذه المشاكل النفسية.
نمط آخر من الاستهداف يظهر خاصة، في الظروف الانحرافية، فقد أظهر كثير من البحوث أن التعاطي ليس مجرد نشاط هروبي، ولكنه يمكن أن يوفر فرصة حياة مرفهة وأنيقة ومثيرة. فهناك مؤشرات، مثلاً، لكون مدمني الهيروين النمطيون معرضين لاحباطات العالم السفلي (ذي المستوى المتدني) المنحرف بشكل خاص لأن لديهم أهدافاً أعلى، فإن فشلهم يكون أكثر إحباطاً لهم، مولداً نوعاً من الاستهداف النفسي الاجتماعي لإدمان الهيروين، يصعب أن يعد من النوع الهروبي، ولذلك فإنه من المرجح أن العديد من مدمني الهيروين، ربما بالإضافة إلى دوافع الهروب، يبحثون عن أسلوب حياة توفر لهم هدفاً وانتماء وإثارة.
ويتيح كتاب المدمنون المجهولون (1990) عدداً من الخبرات الشخصية، يحكيها المدمنون تشير إلى تأثير عامل التوافر كعامل مهم بالفعل. يقول أحدهم كنت دائماً أقول أنني لن أتعاطى مخدرات أبداً، وبالنظر إلى الوراء وجدت أن كل ما كنت أقول أنني لن أفعله، انتهيت بأن فعلته. وذات يوم بينما كنت انتظر في قاعة البلياردوا قبل العمل، بدأت أشعر بالتعب، فقال لي أحدهم "لم لا تجرب بعض هذه الحبوب؟ فإنها سوف تساعدك لتظل مستيقظاً في العمل هذه الليلة". لم أسأل ماذا كانت هذه الحبوب وفتحت فمي فوراً، وفي خلال عشرين دقيقة، شعرت بأني إنسان جديد، كنت أستطيع الكلام مع أناس كنت أخشاهم من قبل، وأحسست بأني أحسن منهم، وذات يوم في قاعة البلياردوا جاء صديق حميم وقال لي "تعال جرب بعض هذا، إنه للحقن في الوريد". ومرة ثانية قلت لا لن أفعل هذا، ولكن بعد حوالي ساعة جربته، ومنذ ذلك اليوم تعلقت بهذه الحقن ولم أفارقها أبداً. كنت على استعداد لعمل أي شيء في سبيل الاستمرار في تعاطيها لدرجة أني تركت عملي كي لا أتركها. كنت دائماً أريد أن أنسى مشاكلي، وعن طريق الهيروين استطعت ذلك. وعندما بدأت في شراء الهيروين وقعت ضحية للنصب عدة مرات، وكنت أحتقر أولئك الذين ينصبون على أصدقائهم، ولكن لم تمض ستة شهور حتى بدأت أنا في النصب على الآخرين. وفي مرة من المرات اشتريت كمية من الهيروين وقمت ببيعها كلها بعد أن احتفظت بحقنة لنفسي، وقد بيعت كل الكمية بسرعة، وهكذا جمعت مبلغاً من المال بسرعة، وفي نفس الوقت حصلت على جرعة مجانية كبيرة. هكذا شعرت بأني ملك ولي قوة وسيطرة، وكان الجميع يأتون إليّ لشراء الهيروين، لأني عرضت سعراً منخفضاً، ولكن بعد ذلك بدأت في استعمال الهيروين أكثر من بيعه، لم أكن أريد ذلك، ولكن لم يكن أمامي أي اختيار. وفي أحد الأيام سألني التاجر الذي اشتري منه الهيروين، إن كنت أرغب في أن انتهز الفرصة للذهاب معه إلى بورتوريكو لشراء صفقة هيروين، ووافقت على ذلك.
وهكذا تستمر قصة هذا المدمن من استدراج إلى آخر، يدفعه إلى ذلك أساساً، توافر المادة التي يتم عرضها عليه من أصدقائه، واقترابه المتزايد خطوة خطوة من العالم المنحرف الذي تشير إليه النظرية.
ولا تتوفر المادة في عالم الانحراف فحسب، ولكن هناك ظروف أخرى عديدة تؤدي ببعض المدمنين إلى التوفر على تلك المواد النفسية بشكل أو بآخر. فها هو جراح من المدمنين المجهولين يحكي عن خبرته، (إنني أتذكر نفسي أثناء جلوسي في عيادتي في إحدى الأمسيات، وأنا استمع إلى قصة أحد مدمني الهيروين وهو يستشيرني بخصوص مشكلة يعاني منها بحرارة، وكنت أخبره عن ضرورة دخوله المستشفى لإجراء عملية جراحية، وأذكر أنني شعرت بالاشمئزاز منه عندما أخبرني عن إدمانه، وعن مخاوفه من حدوث أعراض الانسحاب أثناء وجوده بالمستشفى، فنصحته بطريقة ساذجة، أن يتوقف عن تعاطي الهيروين (لمدة أسبوعين قبل العملية). وكنت أنا نفسي أتخيله، لو أنه أصيب بأعراض الانسحاب في المستشفى، وأخذ يتلوى على الأرض طالباً حقنه هيروين. وبعد انصراف المريض، أخذت أفكر في حالته وفي الطريقة التي يدمر بها نفسه، وأثناء ذلك فتحت أحد أدراج مكتبي وأخذت منه حقنة وملأتها بأمبول من عقار مهدئ، وحقنت نفسي في الوريد لأدخل إلى عالم من الاسترخاء بعد عناء يوم طويل. ومثل معظم الأطباء لم يكن لي أي فهم عن طبيعة الإدمان في الآخرين ولا أي إدراك عن الإدمان في نفسي أنا. لقد كنت جراحاً ماهراً مشغولاً بعملي، حتى أنني لم ألحظ ذلك المرض الذي بدأ يتغلغل في جسدي، فالإدمان والمدمنون كانا شيئاً غريباً بالنسبة لي، وتدريبي في الطب لم يكد يتناول هذا الموضوع إطلاقاً، وكنت بجهلي، الموزع الرئيسي لآلاف الأقراص المهدئة والمنومة لمرضاي، الذين تحول الكثير منهم إلى مدمنين نتيجة لذلك، وقد بدأت مشكلتي باستعمال شراب الكودإبين الخاص بالسعال أثناء خدمتي بالقوات الجوية، ثم انتقلت إلى استعمال عقاقير أقوى للصداع والقلق والتوتر، فتكونت لدي رغبة مستمرة لتعاطي أي شيء يخفف من شعوري بمصاعب المعيشة.
ج. معطيات التوجه الظاهراتي
ولا نستطيع هنا الكلام عن نظرية أو فروض، بقدر ما يمكننا الحديث عن الإمكانات المطروحة لفهم ظاهرة الإدمان في منهج وتوجه معرفي مختلف هو الظاهراتية (الفينومنولوجيا Phenomenologia). والاهتمام الأول لهذا التوجه هو فهم الظواهر بوصفها حالات للوعي، وفي ظل هذا الإطار وفي ظل أصل النشأة الفلسفية للظاهراتية، يمكن توسيع دائرة الإدمان إلى أقصى حدودها. وهكذا يصبح الاعتماد، ليس مجرد الاعتماد على المواد النفسية، بما تحمل من إمكانية التأثير في حالات الوعي المختلفة فحسب، ولكنه كل اعتماد نفسي يؤدي إلى حالات اللهفة وأعراض الانسحاب المؤلمة، وللدرجة التي تشغل الإنسان عن تنمية قدراته وتوسيع آفاق علاقته الإيجابية بنفسه وبالعالم، وتحل محلها. ومن الأمثلة على ذلك: كثير من العلاقات الزوجية تدخل في هذا الإطار تحديداً، ففي حالات الطلاق أو الوفاة أو السفر، يدخل الطرف المتروك في حالة هي أشبه بأعراض الانسحاب، سواء من حيث حالات الاكتئاب وفقدان الشهية أو حالات الألم النفسي الشديد لغياب العنصر الخارجي، الذي كان يتم الاعتماد عليه. وقد توجد بشكل أكثر وضوحاً، في حالات الحب الغرامي الأول، حيث يكون الأطراف أقل تضجاً، ومن ثم أقل قدرة على تحمل غياب العامل الذي يعتمدون عليه.
نفس المنطق يمكن تطبيقه على حالات كثيرة من حالات التطرف في حب المال أو الشهوات حيث يوجد تعلق شديد، يعمي عن إمكانيات الاستغناء الكامنة في الفطرة البشرية، سعياً للنمو الحقيقي الداخلي للشخصية ونضجها. وقد يبلغ هذا التعليق الشديد درجة عدم تصور الفرد لأي درجة من درجات التنازل عن الموضوع المعتمد عليه، مما يفيد باقي جوانب حياته النفسية والاجتماعية، وهذه كلها أنواع من الهروب من مواجهة مطالب التنمية الذاتية النفسية، أو هي كلها نوع من أنواع الاعتماد.
هل يعني هذا أن كل جوانب حياة البشر (خاصة المعاصرة). محكومة بمنطق الاعتماد؟ وأنه في هذه الحالة لا فرق بين الاعتماد الإدماني على المواد النفسية وبين غيره من أنواع الاعتماد؟ وأن ذلك من الممكن (نظرياً) أن يمتد مثلاً للطعام والماء، اللذين هما من ضروريات الحياة (حتى على المستوى البيولوجي). فيصبح الاضطرار لهما من الاعتماد المعطل نفسياً؟
أما عن كون كل جوانب حياة البشر محكومة بمنطق الاعتماد، فإنه بالمعنى الظاهراتي هذا صحيح، فحاجة الفرد للعالم الخارجي حاجة مقيدة لحريته المطلقة (المطلق موضوع فلسفي أصيل كما هي الظاهراتية). وبنفس المعنى تصبح حاجات الإنسان للطعام أو الشراب أو المال أو المسكن أو الملبس، والتي تجعله مضطراً للعمل، حتى دون إرادته، على حساب حريته في العمل والكسل، حاجات اعتمادية بمعنى من المعاني.
أما أنه لا فرق بين هذه الاعتمادات والاعتماد على المواد النفسية، فالفارق شاسع من حيث نوع الحرية التي يصل إليها كل معتمد منها. فطالما أن الحرية المطلقة مستحيلة بيولوجياً، فالإنسان مضطر، على الأقل أن يبقي نفسه حياً، حيث يسعى (في ظل حرصه على فطرته) إلى تحصيل حريته النسبية بقبول الضروري والواقع، وقبول قوانينهما. فحيث تتفق الإرادة الذاتية مع العالم الحقيقي كما هو عليه، لا يعود هناك مجال للحديث عن قهر الحرية والجبر. أما المواد النفسية (أو الاعتمادات البديلة) فتسعى لحرية من نوع آخر، هي حرية عدم الاضطرار إلى خوض مصاعب قبول العالم كما هو عليه، والتكيف معه بكل مطالبه وتحدياته، إلى حرية الابتعاد عن هذه المطالب وعدم الشعور بثقلها.
وقد يكون هذا التفسير مقبولاً لارتباط كثير من موجات المخدرات (في العالم الغربي خاصة). بموجات الرجوع إلى الطبيعة البدائية، وموجات التحرر المفرط، وموجات انتشار أديان تسعى إلى نشوة التحرر من كل قيد. وهي حالة قد تشبه حالة النشوة الصوفية وإن خالفتها في أوجه كثيرة مما سيأتي ذكره. ويعود هذا الارتباط إلى أن المادة النفسية هي التي توفر هذا الشعور بالنشوة والتخلص من أعباء وقيود المجتمع الذي يرونه ضد فطرتهم وضد حريتهم، والتي هي في منظورهم الفطرة. وهي تفعل ذلك في خطوة واحدة سهلة.
إن المتعاطي يشعر بالحرية، بمعنى السيطرة وعدم الذل، أما ذل المادة له فهو أخف وأقل إيلاماً لحريته من إذلال العالم الخارجي والآخرين له. إنه ذل يحفظه بينه وبين نفسه، ويتصور أنه يسيطر عليه، بما أنه يستطيع أن يحصل عليه ويتعاطاه، ويتخطى بذلك كل المصاعب والقيود نحو حرية تأتي في لحظة واحدة.
وكذلك الاعتماد المرضي على أشياء جانبية (ومن بينها المواد النفسية) هو اعتماد مبطل حيث يجعل موضوع الحياة هو هذه الأشياء الجانبية، دون الحياة نفسها. ومن الممكن استدعاء نماذج من الأشخاص (أو المواقف). لا يقتصر علاقتهم بالمأكل والمشرب والمال وغير هذا من الضرورات على مستوى الضرورة، بل تتحول لديهم هذه الموضوعات إلى غايات في حد ذاتها. وكثيراً ما يدركون عن أنفسهم ويدرك عنهم، أن علاقتهم بهذه الأشياء ترتبط بمستويات من التوتر أو القلق أو الاكتئاب وأنها علاقة مشوهة، تؤدي ببعضهم إلى متاعب جسمانية كبيرة. وفي عيادات التخسيس مثال واضح، وفي حجم المبالغ المصروفة على الأدوية المهدئة والمنومة في العالم الذي سادت فيه القيم المادية في أقصى صورها فجاجة (الولايات المتحدة الأمريكية) مثال أوضح.
وليس المأكل وما يمثله إلا مثالاً، فمن الممكن الحديث بنفس المنطق عن الاعتماد على عادات سلوكية يرتبط بها الشخص ارتباطاً شديداً، يعطله عن أداء وظائفه وتوفيه مطالبه بكفاءة. حينئذ قد تبلغ هذه العادات مستوى ما يسمى بالوساوس.
وبالرغم من أهمية المدخل الظاهراتي في فهم ماهية الاعتماد، إلا أنه بالنظر إلى صعوبة تحويل مفاهيمه، إلى إجراءات وقياسات إمبريقية يمكن الاعتماد المعياري عليها في الممارسات العلمية والعلاجية، فإن هذه الأهمية لم تترجم إلى مساع علمية (بحتة أو تطبيقية) على مستوى أغلب الممارسات السائدة، التي تسعى إلى الواضح السائد المصطلح عليه.


[/justify]


في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.


الرقية الشرعية هي استخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية المأثورة والأذكار الشرعية في علاج الأمراض الروحانية والنفسية والجسدية، وذلك بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتعتبر الرقية الشرعية أسلوبا معتمدا وفعالًا للتداوي والحماية والتحصين من الامراض الروحانية مثل السحر والحسد والعين والمس، والكثير من الاضطرابات النفسية.