الميل الجنسي


قسم فقدان الميول الجنسية - الميل الجنسي
D.munthir 09:29 AM 05-02-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

[justify] من الصفات الفاضلة والملكات الإنسانية القيمة : العفة. إنها تدعو الفرد إلى الإتزان في الإستجابة لميوله الجنسية، وتحفظه من التلوث الإنحرافات المختلفة. على الوالدين أن بنميّا هذه الفضيلة الخلقية في الطفل، يوهتما بنشوئه على ذلك في كل مرحلة من مراحل حياته.
في قبال ذلك نجد أن الغريزة الجنسية تعتبر من أقوى الغرائز عند الإنسان. إن المآسي والمشاكل التي تصيب الفرد من هذا الطريق والميول المكبوتة والرغبات التي تصيب الفرد من هذا الطريق والميول المكبوتة والرغبات التي لم تلاق استجابة صحيحة تستطيع أن تولد في النفس الإنسانية عقداً عظيمة ، وتؤدي الى مفاسد وانحرافات ، وجرائم وخيانات وحوادث قتل وغارت... وفي بعض الأحيان تتسبب في ظهور مرض روحي أو تنتهي الى الجنون.
إن مسألة الإستجابة للغريزة الجنسية وكيفية إرضاء الميول المتعلقة بها من أهم المسائل العلمية والدينية. لقد أدلى علماء البشرية على مر القرون الطويلة، نظريات مختلفة حول هذا الموضوع، وقد ارتطم بعضهم بمشكلة الافراط أو التفريط في أفكاره. تتميز الأمم والشعوب في اعالم بأساليب خاصة في الاستجابة للغريزة الجنسية، وتختص بعدات مختلفة في ذلك. أما في العصر الحديث فقد اتخذ الميل الجنسي لوناً جديداً، وحصل على أهمية أكبر من السابق. إن الطبقة الواعية تعتبر هذه المسألة من مسائل العلوم الحياتية، والإجتماعية ، والنفسية، والطب النفسي، والتربية والتعليم وتجري البحوث العميقة حولها.
... وللإسلام نظرته الخاصة في هذه الغريزة القوية، منهجه الفريد في الإستجابة لها، وقد استوعب ذلك عشرات التعليمات والوصايا المهمة في كيفية الإتزان في إرضاء الميل الجنسي، والوصول الى الأسلوب الأمثل الذي يجنب صاحبه الإنحراف.
إن البحث التفصيلي الكامل في هذا الموضوع يحتاج الى وقت طويل ويستغرق عدة محاضرات، ولما كان يحتل مكانة سامية في تربية الطفل من الناحيتين : الدينية والعلمية، فسنخصص محاضرتنا هذه بذلك، متطرقين الى أمهات القضايا بصورة مضغوطة.
الغرائز والحرية المطلقة :
يعترف جميع العلماء من مختلف الأمم والشعوب بضرورة تعديل الميول والغرائز لضمان النظام الاجتماعي واستمراره على أسس من التعاون والإنسجام ويؤمنون بأن استجابة كل فرد لميوله ورغباته يجب أن تكون محدودة وتابعة لمقياس صحيح.
هناك تضاد حتمي بين الميول النفسانية والمصالح الإجتماعية في كثير من الأحيان، ولا طريق لإستمرار المدنية وحفظ النظام الإجتماعي بغير التخلي عن الميول اللامشروعة. إن الإنسان مضطر الى التخلي عن فكرة الحرية المطلقة. تجاه رغباته وأهوائه في الحياة الإجتماعية، ويرى نفسه مندفعاً بصورة تلقائية ـ الى جعل استجابته لغرائزه محدودة بإطار المصلحة العامة للأفراد الذين يعيشون معه في المجتمع. تزكية النفس :
ترى المدينة الإسلامية أن الناس مقيدون في إرضاء غرائزهم والإستجٍابة لميولهم ، كما ترى المدنيات المادية ذلك، مع فارق كبير هو أن المدنيات المادية تهدف الى ضمان الإستقرار المعيشي للإنسان، ولذلك فإن ترك الحرية في الإستجابة للغرائز إنما يتحدد بإطار المصالح المادية، والحفاظ على النظام الإجتماعي... في حين أن المدينة الإسلامية تهدف الى امرين : أحدهما الحفاظ على النظام في الحياة المادية، والآخر الوصول الى الكمالات الروحية وإحراز الصفات الإنسانية العليا.
إن إحراز المقام الشامخ في الإنسانية لا يتيسر بضبط النطام المادي في المجتمع. فمن يرغب في الوصول الى هذا الهدف العظيم عليه أن يهتم بتزكية نفسه وتطهيرها من الجرائم والآثام، ويعمل على بلوغ الدرجة التي يستحق معها إعتباره إنساناً واقعياً في ظل الإيمان بالله وإلتزام المثل العليا. وكما إن استقرار النظام الإجتماعي وضمان حقوق الآخرين يتطلب من الإنسان أن يقيد غرائزه، كذلك الوصول الى الكمال الإنساني وبلوغ مرحلة القيم والفضائل فإنه لا يتيسر إلا بتقييد هوى النفس والتخلي عن الرغبات اللامشروعة.

الدين والمدنية :
إن التضاد الذي قد يلحظ أحياناً بين التعاليم الدينية والمدنية المعاصرة ناشيء من هذا الاختلاف في الهدف. فالتعاليم الدينية ترى أن كل عمل يخالف المصلحة الإجتماعية أو يتنافى والسعادة الفردية فهو محرّم، وبعبارة أخرى لا يجوز لأي فرد أن يقوم بعمل من شأنه الإضرار بمصلحة المجتمع أو يتصادم مع سعادته الفردية. أما في المدنية المعاصرة فإن كل فرد يعتبر حراً في الأفعال التي لا تتصادم مع النظام الإجتماعي ولا تتضمن الإضرار بالآخرين والتجاوز على حقوقهم، حتى لو كان ذلك العمل مضراً بسعادته كشرب الخمر، والقمار، والزنا، والإنتحار. هذه الحرية هي التي سببت المآسي والمشاكل في عالم الغرب.
وبهذه المناسبة يقول الدكتور ( الكسيس كارل ) :
« يجري كل فرد في حياته حسب ذوقه الخاص. إن هذا الميل فطري في الإنسان، ولكنه في الدول الديمقراطية قد بلغ أشد ما يمكن حتى أدى إلى نشوء أضرار كثيرة. إن فلاسفة عصر النور هم الذين وضعوا أساس هذه الحرية المطلقة في أوروبا وأمريكا، وسخروا من المنطق وأصوله بإسم المنطق وأعتبروا كل إلزام أو تقييد أمر غير معقول. ومن هنا بدأت المرحلة الأخيرة من الحرب ضد القواعد والأسس التي كان يجري عليها أسلافنا في حياتهم، والتي كان يلزم بها الأفراد جميعاً طيلة آلاف الأعوام حسبما توصلوا إليه من تجاربهم وعلى ضوء الأخلاق والآداب الدينية » (2).
الأحرار :
لا شك أن الغريزة الجنسية تتطلب الإستجابة لها وإرضاءها كسائر الغرائز، وعلى كل فرد أن يشبع هذه الغريزة وفقاً لقانون الخلقة. ولكن النقطة الجديرة بالإهتمام هي أن الشهوة يجب أن تكون مسخرة للإنسان، لا أن يكون الإنسان مسخراً لشهوته.
إن الذي ينقاد لرغباته وأهوائه ليس حراً، بل هو عبد ذليل لشهوته. إن الأحرار هم الذين يستطيعون السيطرة على حب المال والجاه والشهوة بقوة الإيمان والعقل، وفي ظل الأخلاق والفضائل.
وفي هذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
1 ـ « من ترك الشهوات كان حراً » (3).
2 ـ « عبد الشهوة أقل من عبد الرق » (4).
3 ـ « أعدى عدوّ للمرء غضبُه وشهوتُه. فمن ملكهما عظمت درجتُه وبلغ غايته » (5).
العفة الجنسية :
والعفة الجنسية من الميول الإنسانية العليا، التي يتعهد المربي بتنميتها في نفس الإنسان حسب الأساليب التربوية الصحيحة. إن أثر هذه الفضيلة الحقيقية هو الرقابة على الغريزة الجنسية فعندما تطغى الشهوة وتحاول أن تدفع الفرد اإلى الإعتداء والإنحراف، تقف العفة كسد محكم في قبالها وتمنعه عن الإنزلاق في المهواة السحيقة، فينجو عن الإنهيار الحتمي والإنحراف الخلقي أما الأفراد المحرومون من هذه الفضيلة السامية فإنهم معرضون للسقوط والإنهيار في كل لحظة، وإذا دفعتهم حوادث الدهر إلى شفا جرف من الفساد والضلال فقلما يستطيعون إنقاذ موافقهم، وتدارك الأخطار المحتمة التي ستصيبهم.
إن أساس العفة يجب إن يصب كسائر الميول الفطرية عند الإنسان منذ دور الطفولة. على الوالدين أن يستفيدا من هذا الدور، ويوجدا هذه الفضيلة في ضمير الطفل قبل أيام البلوغ.
إن السلوك الممتاز للوالدين العفيفين، وكذلك العوامل المساعدة التي يقومان بتهيئتها في جو الأسرة للأطفال لغرض تنشئهم على العفة، أحس السبل لترسيخ هذه الفضيلة في نفوسهم.
لقد اهتم الإسلام بهذه القاعدة الخلقية في منهاجه التربوي اهتماماً بالغاً. ولأجل أن ينشأ الأطفال المسلمون على العفة والطهارة أوصى الوالدين بتعليمات قيمة. وسنتعرض في هذه المحاضرة الى طائفة منها إن شاء الله، ولكن من المناسب أن نوجه أذهان القراء الكرام إلى نموذج من البحوث العلمية للعلماء حول أص الميل الجنسي.
ينبوع الحب :
لا شك في أن الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز البشرية. ليس المراد من الغزيزة الجنسية في الإصطلاح العلمي الحديث هو الميل للإتصال الجنسي بين الرجل والمرأة فقط ، بل المقصود من ذلك معنى أوسع لا يعتبر الميل للإتصال الجنسي إلا مظهراً من مظاهره.
يرى العلماء أن الغزيزة الجنسية بمنزلة ينبوع للحب والحرارة، خُلق في باطن الإنسان منذ البداية. ففي أيام الطفولة والأعوام التي قبل البلوغ يجري هذا الينبوع في بعض المجاري الدقيقة، ويبدي شيئاً من الحرارة الكامنة فيه. أما في أيام البلوغ فإنه يظهر باندفاع أشد، وحرارة أقوى فتضطرم نيران الغريزة الجنسية في مزاج الشاب، وتؤدي الى تحول عظيم في روحه وجسمه.
تنمية مواهب الطفل :
يتولد الطفل من أمه وهو يملك موهبة التكلم، والتفكير. ولأجل التنمية الصحيحة لهاتين الموهبتين يجب إلتزام منهجين كاملين: أحدهما المنهج الطبيعي، والآخر المنهج التربوي.
أما في المنهج الطبيعي فلا بد من كون جميع عوامل نمو الطفل سالمة حتى يستطيع اللسان والمخ من مواصلة سيرهما التكاملي في ظل نشاطات تلك العوامل، وبذلك تتفتح المواهب الكامنة وتخرج الى حيز الوجود. فإن توقف اللسان أو المخ عن النمو على أثر مرض أو علة أخرى فإن الطفل يبقى أبكم وغير قادر على التفكير.
أما في المنهج التربوي فتحتاج التنمية الصحيحة لموهبة التكلم و التفكير الى مرب قدير يراقب لسان الطفل و مخه و يهديهما نحو الطريق الصحيح فيجنب لسانه عن الباطل و الكلام البذئ، و يصون مخه عن الانحراف في التفكير، و طروّ العقائد الخرافية عليه.
كذلك الاستعداد للنشاط الجنسي موجود في الطفل منذ البداية. ولا بد من وجود عوامل طبيعية تنمي هذه الغريزة طبقاً لسنن الخلقة، وتخرجها الى حيز الوجود بالتدريج. كما انه لا بد من عوامل تربوية تقود تلك الغريزة نحو الطريق الصحيح وتحفظها بمنجى عن الإنحراف والفساد.
إن الأبوين الفاقدين للعفة، واللذين لا يتورعان عن التكلم بالعبارات البذيئة أمام طفلهما، أو يرتكبان الأفعال المنافية للعفة أمامه بوقاحة، يقودانه نحو الإنحراف والفساد، ويعودانه على الاستهتار واللامبالاة منذ الصغر.
الإنسجام بين التربية والطبيعة :
إن القاعدة الأساسية في التربية الصحيحة عبارة عن الإنسجام التام بين المناهج التربوية والقوانين الطبيعية. على الآباء والأمهات أن يسيروا حسب قوانين الفطرة في تربية اطفالهم خطوة خطوة، ويربّوا الطفل على الأسس الفطرية. فمثلاً يختلف الغذاء المناسب للطفل قبل ظهور الأسنان في فمه عنه بعد ظهورها. وعلى المربي أن يسير في أسلوب تغذية الطفل ونوع الطعام الذي يلائمه وفقاً لقانون الخلقة، ويثبت منهاجه الغذائي على الموازين الطبعية والتكامل التدريجي للطفل. إن الرغبة في اللعب من الأمور الفطرية عند الطفل. وعلى المربي أن يجعل منهاجه التربوي منسجماً وهذا الميل الفطري فيعوّده على الألعاب السليمة والبعيدة عن الأخطار.
والغريزة الجنسية من أهم الأمور الفطرية عند الطفل. هذه الغريزة تسلك طريق تكاملها ونموها في ظل سلسلة من القوانين والقواعد الطبيعية الدقيقة، وتمر بمراحل عديدة وفقاً لمنهاج الفطرة حتى مرحلة البلوغ.
ولكيلا يصاب الأطفال بالإنحراف الجنسي، بل ينشأوا على العفة والنزاهة، يجب على الآباء والأمهات أن يخضعوا أطفالهم الى رقابة واعية بواسطة منهاج تربوي سليم يتماشى والمنهاج الفطري... وبذلك يستطيعون أن يقودوهم نحو الطريق المستقيم المؤدي الى السعادة والفلاح.
« لقد بات من الأمور المتسالم عليها في الآونة الأخيرة أن النشاط الجنسي عند الأطفال يظل جامداً بين السادسة والثانية عشرة من أعمارهم، وكما يقول علماء التحليل النفسي فإن هذه الفترة هي فترة ضمور. في هذه الفترة تحصل علاقات بين الأولاد والبنات أو بين الأطفال من جنس واحد، قائمة على الحب ولكنها بعيدة كل البعد عن الشهوة. أما القوة الجنسية المحركة فإنها تستيقظ في مرحلة البلوغ بأقوى ما يمكن. وقيل هذه المرحلة فإن هذه النار بالرغم من وجودها ، مختفية تحت الرماد ، لكنها منذ هذه المرحلة تأخذ بالاندلاع وإبداء مظاهرها المختلفة » (6).

نلاحظ في هذه الفقرة المقتبسة ثلاث نقاط جديرة بالإنتباه :
الأولى ـ أن الفترة الواقعة بين السادسة والثانية عشرة عند الأطفال فترة خاصة من الناحية الجنسية.
الثانية ـ أن الغريزة الجنسية في هذه الفترة كالنار المستورة بالرماد، أما في دور البلوغ فإن الرماد يتنحى وتندلع ألسنه النار.
الثالثة ـ إن قانون الخلقة يقضي بأن يكون النشاط الجنسي جامداً ومضمراً في الأعوام الواقعة بين السادسة والثانية عشرة.
هذه النقاط الثلاث مما تعترف بها المدرسة الفرويدية، ويذعن لها سائر العلماء والباحثين. وإذا عدنا الى ما ذكرناه آنفاً من ضرورة انسجام الأساليب التربوية مع القوانين الطبيعية، فإن أفضل المناهج التربوية في كيفية توجيه الغريزة الجنسية في الفترة الواقعة ببين السادسة والثانية عشرة هو المنهج الذي ينسجم وضمور النشاط الجنسي، حيث تكون علاقات الحب بين الأطفال منزهة من شائبة الميل الجنسي.
وبعبارة اوضح: فإن المنهج الطبيعي في الأعوام السابقة على البلوغ يقضي بإختفاء الميل الجنسي وجموده... إذن يجب أن يكون المنهج التربوي منسجماً مع قانون الطبيعة، ويساعد على هذا الجمود والضمور في سبيل تربية الطفل تربية صحيحة.
المنهج الإسلامي :
لقد أولى الإسلام في منهاجه التربوي عناية فائقة للفترة الواقعة بين السادسة والعاشرة من عمر الأطفال، فقد أورد جميع التعاليم الضرورية في مراقبة الميل الجنسي واإيجاد ملكة العفة، في خصوص هذه الفترة.
لقد راعى الإسلام في منهاجه التربوي الإنسجام الكامل بين قوانينه التشريعية والقوانين التكوينية، وحقق بذلك الوسائل الممهدة لجمود الميل الجنسي عند الأطفال في الفترة المذكورة. فقد جنّبهم عن كل عمر مثير يؤدي الى نضج النشاط الجنسي قبل أوانه ، واوجب على الأباء والأمهات اهتمامهم بإيجاد الجو المناسب لبقاء هذا النشاط مجمداً حتى يحين موعد نضجه.
وفي هذا المعنى روايات كثيرة، نكتفي بذكر نبذة منها:
1 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « الصبي والصبي، والصبي والصبية، و الصبية و الصبية يُفرّق بينهم في المضاجع لعشر سنين » (7).
2 ـ عن ابن عمر، قا: قال النبي صلّى الله عليه وآله: « فرّقوا بين أولادكم في المضائجع إذا بلغوا سبع سنين » (8.
3 ـ وفي حديث آخر: « روي أنه يفرّق بين الصبيان في المضاجع لست سنين » (9).
4 ـ وعن الإمام موسى بن جعفر قال : « قال علي عليه السلام: مرّوا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين » (10).
في هذه الأحاديث نجد أن الإسلام يساير قانون الفطرة والخلقة فيأمر بالتفريق بين مضاجع الأطفال الذين يتجاوزون الست سنوات حتى يمنع من اتصال أجسامهم بشكل مثير للغريزة الجنسية في حين أن قانون الخلقة يقضي بجمود هذه الغريزة في الفترة التي هم فيها.
5 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إذا بلغت الجاريةُ ستّ سنين فلا يقبّلها الغلام، والغلام لا تقبّله المرأة إذا جاوز سبع سنين » (11).
6 ـ وعن أبي الحسن عليه السلام: « إذا أتت على الجارية ستّ سنين لم يجز أن يقبّلها رجل ليست هي بمحرم له، ولا يضمّها إليه » (12).
7 ـ قال علي عليه السلام : « مباشرةُ المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنين شعبةٌ من الزنا » (13 والمقصود من المباشرة هنا مسّ عضوها الخاص.
إن التقبيل، والمعانقة، والتضاجع، ومسّ العضو الخاص للطفل كل ذلك من الأمور المثيرة للميل الجنسي، ولكي يبقى النشاط الجنسي عند الأطفال من السادسة فما فوق مجمداً، أوصى الإسلام بالحذر عن القيام بتلك الأمور.
المناظر المثيرة :
لقد اهتم الإسلام كثيراً بمنع الكبار من القيام بما من شأنه إثارة الميل الجنسي عند الأطفال وفي هذا يقول القرآن الكريم :
1 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (14) .
إن الله تعالى يأمر المسلمين في هذه الآية الكريمة بضرورة استئذان عبيدهم وأطفالهم غير البالغين عليهم قبل دخول الغرفة في ثلاث أوقات هي: قبل النهوض لصلاة الصبح، وعند الظهر حيث يتخفف الإنسان من ملابسه، وبعد صلاة العشاء حيث يستعد للنوم. فهذه الأوقات الثلاثة عورة للمسلمين، ولا يجوز للاطفال الدخول على أبويهم فيها لأنهم في الغالب متخففون عن ملابسهم، وقد يكونون عراة.
2 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي أمرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامه ونفسهما ما فلح أبدا، إن كان علاماً كان زانياً أو جاريةً كانت زانية » (15).
4 ـ وعن الإمام الباقر عليه السلام : « إيّاك والجماع حيث يراك صبي بان يحسن أن يصف حالك » (16).
لقد أوصى الإسلام في منهاجه التربوي الآباء والامهات بالامتناع عن إثارة الغريزة الجنسية عند الأطفال بالمناظر المهيجة والعبارات المشينة، ويهدف من وراء ذلك كله الى مسايرة قانون الفطرة وضمور الميل الجنسي عند الأطفال حتى يحين وقت نصوجه. وقد عرفنا أن المنهج التربوي الصحيح هو الذي يساير الفطرة في قوانينها، ويساعد على ابقاء الميل الجنسي عند الأطفال محمداً ومستوراً. وقد روعي هذا الأمر في الروايات المتقدمة مراعاة تامة. فقد أمر الأئمة عليهم السلام المسلمين ببذل مزيد من الدقة في مرقبة أوضاع أطفالهم، وإيجاد العوامل المساعدة لبقاء الميل الجنسي مضمراً عندهم والحذر عما من شأنه إثارة الشهوة فيهم.
هذا الدور لا يستطيع القيام به إلا الآباء والأمهات العفيفون الذين يحذرون من القيام بالأعمال المنافيه للنزاهة في أقوالهم وأفعالهم، في حضور الأطفال أو غيابهم.
هورمونات البلوغ :
تؤدي هورمونات البلوغ الى تحول عظيم في هيكل الطفل، فينمو بصورة طفرة وفي أشد السرعة، ويخرج من الصورة الطفولية في فترة وجيزة فيكتسب جميع ميزات الإنسان الراشد. إن النقطة الجديدة بالإنتباه هي جسم الطفل يجب أن يكون قد تلقى قدراً كافياً من النمو قبل ذلك حتى لا يحصل اضطراب على أثر إفراز هورمونات البلوغ.
« مهما كان عمل الهورمونات مهماً فإنها لا تستطيع أن توضح بوحدها جميع جوانب الطفرة البدنية، فعندما تندثر الهورمونات أو تفرز اكثر من المقدار الإعتيادي يحصل اضطراب في عمل النمو. فوجودها إذن ضروري ولكن العمل المحرك لها يحتاج الى ظروف مساعدة، وأهمها استكمال الأعضاء والأنسجة نحوها بالمقدار اللازم حتى تستطيع اعضاء الجسم مواصلة نموها بصورة مطردة وبعبارة اخرى فإنه لا بد من انسجام خاص بين عمل الهورمونات والظروف التي تستفيد فيها الأعضاء والأنسجة من تلك الهورمونات » (17).
أما البلوغ المبكر فإنه عبارة عن إفراز الغدد الجنسية هورموناتها في جسد الطفل قبل أن يستكمل نموه الطبيعي ويستعد لتقبيل البلوغ... وهذا يؤدي الى النضج الجنسي قبل أوانه.
« يتقدم سن البلوغ في النضج الجنسي السابق لأوانه عن العمر الاعتيادي ( وهو الذي يتراوح بين 12 و17 سنة ) أي أن الغدد الجنسية تبدأ بالعمل قبل السنة العاشرة، وبذلك يتقدم النمو الطولي... هؤلاء المرضى يتقدمون على أقرانهم من حيث النمو لمدة وجيزة، ولكن لما كانت الطبقة الغضروفية تزول بعد فترة النمو الطولي السريع مباشرة فإن فترة نمو هؤلاء المرضى قصيرة، إذ لا يلبثون أن يتأخروا عن أقرانهم فيما بعد » (18).
الاختلالات الهورمنية :
« بما أن البلوغ المبكر ناشيء من الأختلال الشديد في افراز الهورمونات، فبالإمكان تقديم يد العون الى اكثر هؤلاء المرضى، خصوصاً وأن قصر القامة ليس العارضة الوحيدة للبلوغ المبكر، بل إن الأختلالات التي تؤدي الى النضج الجنسي السابق لأوانه خطيرة جداً » (19).
وقد يظهر الميل الجنسي عند الإنسان قبل موعده المقرر ولا يكون مستنداً الى مرض، بل يعود الى الإثارات التافهة والمناظر المهيجة التي نفذت الى روح الطفل وسببت النضج الجنسي المبكر.
« يقول موريس دبس: إن العوامل الروحية من قبيل مطالعة القضايا المثيرة أو مشاهدة المناظر المهيجة تبكر في ظهور بوادر اليأس عند النساء » (20).
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي الى الإثارات الروحية عند المراهقين، وتسبب النضج الجنسي المبكر عندهم. إن قراءة القصص المثيرة للشهوة، ومشاهدة المناظر المهيجة، والتعانق مع الآخرين وتقبيلهم، والاضطجاع على فراش واحد بحيث يحصل الاحتكال والاتصال... والأعمال المشابهة لذلك، تؤدي الى الإثارات الجنسية والبلوغ المبكر.
إن الآباء والأمهات الذين يرغبون في أن يكون نمو أطفالهم مسايراً لقانون الفطرة والأشخاص الذين يريدون أن يطوي أولادهم مرحلة الطفولة بسلام ويبلغوا بصورة طبيعية ، عليهم أن ينفذوا تعاليم الإسلام بصدد إبقاء الميل الجنسي عند الأطفال مجمداً ، ويبعدوهم عن القضايا المثيرة للشهوة.

الإنحراف الجنسي :
الإنحراف الجنسي من الصفات الذميمة عند الإنسان، والتي لا تنسجم والمقاييس الفطرية، ولا تتلاءم مع الفضائل والآداب. إن الطريق الصحيح لاإضاء الميل الجنسي في قانون الطبيعة والشريعة عبارة عن اكتفاء الرجال البالغين، واكتفاء البالغات بالبالغين، ويشبع كل غريزته الجنسية بواسطة الطرف الآخر. قد ينحرف بعض الأفراد في طريق إشباع رغباتهم الجنسية عن صراط الفطرة المستقيم، ويستجيبون لميولهم الجنسية بطرق غير طبيعية... هؤلاء هم الذين سماهم القرآن الكريم بالعادين ( أي المتجاوزين ).
( ... والذين هُم لِفروجهم حافظون. إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهُم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك همُ العادون ) (21).
المناظر المنافية للعفة :
من العوامل التي تؤدي الى انحراف الميل الجنسي عن الصراط المستقيم للفطرة ، الخواطر المستهجنة الحادثة في دور المراهقة، ومشاهدة المناظر المنافية للعفة. إن الغريزة الجنسية للشاب غير البالغ مجمدة بصورة طبيعية. فإن انسجمت التربية العائلية التي يتلقاها وهذاب الجمود، ولم يواجه الطفل المناظر المثيرة، فما بصورة طبيعية بعيداً عن الاضطرابات الجنسية. وعندما يبلغ ويظهر فيه الميل الجنسي فإنه يوجّه نحو الطريق الطبيعي المعدّ له، أي أن الفتاة تتجه نحو الشاب، والشاب يتجه نحو الفتاة، ولا يبقى مجال للشذوذ الجنسي بعد ذلك.
« عندما تستيقظ غريزة الالتذاذ في مرحلة البلوغ بعد أن كانت راقدة ، وتتجه الى العالم الخارجي تجاول أن تتشبث بشيء حتى تجد به منفذاً لقدرتها الباطنية. في هذه اللحظة الحاسمة تعمل الإرادة الواعية الطبيعية على إرشاد هذه الغريزة الى طريق سليم هو التكاثر والتناسل. ومن علائم إرشاد الطبيعة أن الرجل والمرأة يشعران بتغير محسوس في أعظائهما التناسلية. إن الطبيعة تريد بهذه العلائم أن تفهم الطرفين بضرورة سلوك الطريق الفطري السليم الذي هو عبارة عن التناسل ».
« فإذا أدرك الشخص هذا القنون وانقاد إليه ، أي أن الرجل اقترب من المرأة ، والمرأة اتجهت نحو الرجل حتى يبادر الى عملهما الفطري والمنتج ، فإنه يمكن القول بأن النمو الشهواني قد سار في طريق مستقيم ومنظم ، وصرفت القدرة الغريزية في طريق طبيعي واعتيادي ، إن ملايين الاشخاص يسلكون هذا الخط المنظم والطبيعي ، والذي يسميه فرويد بالانسجام المزدوج » (22).
الميول المكبوتة :
والمظهر الآخر من عوارض الإثارة الجنسية عند الأطفال قبل بلوغهم، العقد التي تنشأ عند الكبار بسبب من كبت الميول في أيام الطفولة.
إن الطفل حر في أقواله وأفعاله قبل البلوغ، لا يحاسبه القانون ولا المجتمع على سلوكه. فإن كان أبواه عفيفين وكان المحيط التربوي طاهراً تربى على أحسن ما يرام، وعبر مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ بإستقامة وسلام. أما إذا كان المحيط التربوي فاسداً وكان أبواه غير عفيفين فإنه يتعرض للأخطار والمشاكل العديدة.
إنه يتأثر بمشاهدة الأعمال الفاسدة والحركات المنافية للعفة الصادرة من أبويه أو مـَن حوله، فينشأ على الرذيلة والإنحراف، وسيكون إصلاحه بعد البلوغ صعباً جداً... عند ذاك يكون معرضا للتلوث بالذنوب والجرائم والسيئات الخلقية.
ثم إن الأعمال المثيرة الصادرة من أبويه، وكذلك المحيط الفاسد الذي يعيش فيه تؤدي الى إثارة الميل الجنسي عنده وهو بعد لم يبلغ... وطفل كهذا عندما يبلغ ويصبح عضواً مستقلاً في المجتمع يلاقي مشاكل وصعوبات كثيرة، ويواجه عقداً نفسيه عديدة...
فمن حيث أنه نشأ على التربية الفاسدة في طفولته يرغب في أن يكون حراً في الإستجابة لميوله وأهوائه، لكن القيود الإجتماعية التي تلزمه بمراعاة المصالح العامة وإتباع المقررات العقلية تجبره على التخلي عن ميوله المنحرفة، ولا شك أن هذا الفشل في تحقيق حريته يؤدي إلى نشوء عقدة جنسية في روحه.
ومن جهة أخرى فإن إنساناً كهذا يتألم من الأعمال القبيحة التي أرتكبها قبل بلوغه، ولذلك يصاب بعقدة الحقارة... إنه يشعر بالضعة والدونية عندما يتذكر ما جرى عليه، ولذلك فهو يحاول التخلص من تلك الخواطر قدر المستطاع.
نستنتج من موضوعنا هذه أن الميل الجنسي للأطفال في الاعوام السابقة على البلوغ تعيش في حالة من الجمود والضمور بصورة طبيعية. وعلى الوالدين أن ينقادا في منهجهما التربوي لقانون الفطرة، ويوجدا الظروف الصالحة لتربية الطفل بصورة تساعد على إبقاء الغريزة الجنسية جامدة ومضمرة.
إن الأطفال الذين لاقوا إثارات فاسدة لغرائزهم الجنسية قبل دور البلوغ على أثر انحراف البيئة التي عاشوا فيها يصابون بالعقد النفسية، والمشاكل الروحية، والإنحرافات الخلقية العديدة بعد البلوغ[/justify]


في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.


الرقية الشرعية هي استخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية المأثورة والأذكار الشرعية في علاج الأمراض الروحانية والنفسية والجسدية، وذلك بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتعتبر الرقية الشرعية أسلوبا معتمدا وفعالًا للتداوي والحماية والتحصين من الامراض الروحانية مثل السحر والحسد والعين والمس، والكثير من الاضطرابات النفسية.