الدعارة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية


قسم الامراض النفسية الاخرى - الدعارة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية
الطب البديل 03:03 PM 15-09-2011

بسم الله الرحمن الرحيم

[justify]
تقضي الفطرة السليمة، أن يكون إشباع الغريزة الجنسية، من خلال علاقة ارتباط عاطفي حلالٍ ومباح، كالزواج مثلاً. فالجنس الكامل هو الذي يبدأ في العقل، كتخيل للاقتراب من جسد المحبوب، ويكون التلامس الجسدي إكمالاً للعملية العقلية، المفعمة بمشاعر الحب ورغبة الاقتراب. أما الممارسة دون عاطفة، وفي صورة سلعة لها مقابل، فهذا لا شك، مؤشر إلى خلل نفسي، خاصة لدى من يحترفه كمهنة، وإلاّ لماذا اختار تلك المهنة دون غيرها؟! إنه الاختيار المَرضي، الذي يكمن في داخله. وفي هذا المبحث نبدأ بتقسيم أطراف الدعارة، ثم نبين الخلل النفسي، الذي قد يوجد لدى كل من تلك الأطراف.

الداعرة (أو الداعر)، ويصح القول عنهما معاً (الدّاعر).منظم لقاءات الدعارة (أو مدير الشبكة ومن يعاونه).المنتفع بسلعة الدعارة.1. الداعرة (أو الداعر)
من يقدم نفسه، امرأة أو رجلاً، جسداً أو مشاعرَ أو صوتاً، كسلعة للمنتفع بها. ومن لم يكن مرغماً على أداء هذا العمل، يكن مريضاً نفسياً. وقد يأخذ المرض النفسي أحد الأشكال الآتية:

أ. التخلف العقلي: وهو نقص قدرة الفهم، والتكيف، والتعامل، مع المواقف الجديدة، بوسائل التفكير الهادف. وهذا النقص يبدأ في الطفولة، أي قبل عمر الثامنة عشرة. ولنقص قدرة الفهم والتمييز بين النافع والضار، يقع المتخلف عقلياً فريسة لمن يديرون شبكات الدعارة، فتكون المتخلفة عقلياً، بصفة خاصة، صيداً سهلاً لهم، فيوظفونها في أغراض الدعارة، دون أن يكلفهم الأمر عناءً مادياً أو غيره، ثم يحركونها، بعد ذلك، كما يريدون.

ب. الخرف:وهو نقص الذكاء بعد عمر الثامنة عشرة. ويترتب عليه نقص الفهم أيضاً، الذي يجعل المصاب به فريسة لمن يوظفونه في الدعارة. وضحايا الخرف، غالباً، ما يكون لديهم تلف شديد في الدماغ، هو الذي أحدث نقص الذكاء.

ج. الهوس:وهو مرض عقلي، يتميز بالمرح المَرضي وزيادة الطاقة، الجسدية والعقلية، التي تتمثل في زيادة الحركة، والكلام، والرغبة الجنسية، ويصاحبها سوء الحكم على الأمور، وسوء التصرفات، وقلة الحاجة إلى النوم، والاندفاع في تصرفات طائشة، دون تقدير نتائجها. وتحت تأثير الاندفاع، وسوء الحكم على الأمور، وزيادة الطاقة الجنسية، يحترف الشخص الدعارة. ولكن حين تتحسن حالة الهوس لديه، وهو غالباً ينتابه في صورة نوبات، فإنه يعود إلى رشده، بل يندم على ممارسته الدعارة، وغالباً ما يصاب بالاكتئاب من جراء الشعور بالذنب ، وحينئذ، يثور على من يديرون شبكة الدعارة، وقد يقتلهم وينتحر، وهم (أي من يديرون هذه الشبكات)، لكي يضمنوا عدم ثورة المصاب بالهوس، وعدم إفاقته، يعطونه مواد مخدرة، ويجعلونه مدمناً، ليظل خاضعاً لإرادتهـم، دون ثورة، ولكي يقتلوا فيه الإرادة المستقلـة، التـي قـد يستعيدها يومـاً ما، بعد أن يفيق من الهوس.

د. الفصام العقلي:وهو مرض يصيب الإرادة والتفكير، ويفكك من قوى العقل، والشخصية. وتصبح السيطرة على المصاب به سهلة، بل إن بعضهم يتميز بالطاعة للآخرين، التي تصل إلى درجة الآلية، وذلك يجعل من هؤلاء المرضى أفراداً مطيعين في مهنة الدعارة.

هـ . البرود الجنسي Frigidity:وهو اضطراب نقص الإثارة الجنسية لدى الأنثى، الذي يدفعها إلى التماس الإثارة من خلال احتراف الدعارة.

و. الغلمة النسوية (السـودة Nymphomania): وهي وجود رغبة مَرضية في الجماع لدى الأنثى، ونهم جنسي لا يرتوي. وأغلب المصابات بهذا الداء لديهن فقْد الذروة الجنسية Orgasm، أي غياب هزة الجماع والشعور باللذة، كما يوجد لديهن خوف شديد من فقْد الحب، الذي يفتقدنه فعلاً من خلال الدعارة، فيعوضنه بتكرار الممارسة غير المشبعة معنوياً لهن. وهناك قصة تحكي عن فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، كانت أمها متوفاة منذ عدة أعوام، ووالدها متزوجاً بأخرى، وكانت تعاني حرماناً عاطفياً شديداً، وتمرداً داخلياً، أخرجتهما في صورة زيادة الرغبة الجنسية، وإغواء الرجال لمواقعتها *بصورة متكررة، ودون ارتواء أو إشباع جنسي حقيقي.

2. منظم لقاءات الدعارة (مدير شبكة الدعارة أو مَن يعاونونه)
وهو صاحب المصلحة الرئيسي من تلك التجارة. فهو يدبر اللقاء بين السلعة (الداعرة) والمنتفع بها، لقاء أجر، ويطلق عليه اسم (قواد). وهو شخص خطير، يتميز بقدرة ذكائية عالية، يستغلها في السيطرة على الآخرين، وإخضاعهم لسيطرته، واستخدامهم لأغراضه المادية. وهو في الوقت نفسه، ليس سوياً من الناحية النفسية. فهو إمّا شخصية "مضادة للمجتمع"، أو أنه يعاني شذوذاً جنسيا ً Sexual Deviation Paraphilias وفي السطور التالية، نفصل وصف الحالتين:

أ. الشخصية "المضادة للمجتمع[1]: وهو الشخص الذي يستغل الآخرين لمصلحته، ويوجهه إلى ذلك أنانيته الشديدة، وعدوانه تجاه الآخرين. فلا يضيره أن يدمرهم لمصلحته، أو حتى يدمر المجتمع. ويحكمه مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان). فليس لديه ضمير يحكمه، أو جهاز قِيم داخلي يردعه. ومن ثم، فهو يستخدم الأَعْراضَ تجارة له، دون أدنى لوم للنفس.

ب. المصاب بشذوذ جنسي: وهذا الشخص لديه ميول جنسية مثلية (جنوسية)، ولكنه لا يمارسها. وهي كامنة في داخله، تدفعه إلى استبدال امرأة بنفسه، يقدمها إلى آخر ليضاجعها، فيشعر هو بالراحة والرضا، وكأنما أشبعه هذا الفعل، وكلما كرر هذا العمل، حقق إشباعاً أكثر. وهذا يذكرني بالسيدة، التي كان زوجها يعاني ضعفاً جنسياً، ولكنه كان يقدمها إلى أصدقائه، ويلح عليها في إرضائهم، ويتركها معهم لساعات طويلة، ويدفعها إلى ارتداء الثياب التي تعري أجزاء كبيرة من جسدها. ويُسَر جداً، عندما تلفت انتباه الرجال الآخرين، ويتركها لهم، كلما سنحت له الفرصة لذلك.

وهناك نوع آخر من الشذوذ، أن يكون شخص ما مولعاً بمشاهدة مَن يمارسون العلاقة الجنسية، إلى درجة أنه يرتب لهم هذه اللقاءات، وكل متعته، هي مشاهدة الفعل الجنسي، والتيسير له، فهذا يحقق له الإثارة الجنسية، التي يفتقدها في ما دون ذلك من أفعال جنسية.

3. المنتفع بسلعة الدعارة
وهو الشخص الذي يشبع غريزته من طريق الدعارة. وهو، عادة، يدفع المقابل إلى من يقدمون إليه سلعة الدعارة، سواء كان المقابل مادياً أو خلافه، من مصالح متنوعة. وهو، غالباً، كما أسلفنا، يسعى إلى تأكيد رجولته، أي أنه يشك في فحولته، ويسعى، من خلال ممارسة الدعارة إلى التحقق منها أو تأكيدها، أو أنه يعاني مشكلات الضعف الجنسي، أو يعاني مشكلات زوجية، أو أنه يخاف من الارتباطات العاطفية، والعلاقات الحميمة. ونذكر بعض التفصيل لكل من هذه الاضطرابات النفسية فيما يلي:

أ. الشك في الفحولة
حالة تنتاب غالباً، المراهقين، الذين قد يشْكون بعض الأمراض المتعلقة بأعضائهم التناسلية. وقد يسعون إلى أطباء الأمراض التناسلية، بحثاً عن الطمأنة أو العلاج، أو يبحثون عن الداعرة للتأكد من سلامة فحولتهم. وقد يكون ذلك وبالاً عليهم.

ب. مشكلات الضعف الجنسي
وأهمها العُنَّةُ، وهي الارتخاء الجنسي، أو عدم القدرة على الانتصاب، في وجود مثير مناسب، مع حدوث ذلك بصورة ثابتة أو متكررة. وقد تكون العُنَّةُ أولية، إذ لم ينجح الشخص في الجماع إطلاقاً، وقد تكون ثانوية، إذ يكون قد نجح قبل ذلك، ولكنه أصبح أخيراً غير قادر، وأحياناً، تكون العُنَّةُ انتقائية، إذ ينجح أحياناً، ويفشل أحياناً أخرى، مثل مَن ينجح مع داعرة، ويفشل مع زوجته.
وقد يكون سبب العُنَّةُ أمراضاً جسمانية (أو الوسائل والعقاقير المستخدمة لعلاجها). وكان الاعتقاد السائد، أن المسبب الرئيسي للعنة هو التغيرات النفسية Psychological Changes، ولكن الاعتقاد الآن، أن الأمراض العضوية سبب رئيسي في حدوث هذا المرض. وهذه الأمراض متعددة، ومتفاوتة في تأثيرها، مثل:

(1) أمراض الغدد الصمّاء:
ـ فشل الخصيتين Testicles، في إفراز هرمون الذكورة Testosterone.
ـ بعض أمراض الغدة النخامية Pituitary Gland، التي تفرز هرمونات تنظم وظائف الخصيتين وتنشطهما، إذ تساعد على النمو الطبيعي لهما، وكذلك تكون الحيوانات المنوية ونموها وإفراز هرمون الذكورة.

ـ خلل في إفرازات الغدة الدرقية Thyroid Gland، سواء بالزيادة أو النقصان Hyper or Hypothyroidism.

ـ أمراض الغدة الكظرية Suprarenal Gland، مثل مرض أديسون Addison's Disease[2]، وهو ينتج من نقص إفرازات هرمون الكورتيزول Cortisol، ومرض (مركب) كوشنج Cushing's Syndrome"[3].

ـ مرض البوال السكري Diabetes Mellitus، الذي ينجم عن نقص أو عدم كفاءة هرمون الإنسولين Insulin، الذي يفرزه البنكرياس.

ـ التهاب الغدة النكفية Parotitis، إذ تصاب الخصيتان بالفيروس نفسه.
(2) أمراض الجهاز العصبي المركزي والذاتي Central and Autonomic Nervous System، مثل:

ـ مرض التصلب المتناثر Disseminated Sclerosis، وهو تليف في أجزاء متناثرة من الجهاز العصبي.

ـ أمراض الحبل الشوكي Spinal Cord، حيث توجد بعض مراكز التحكم في وظائف الأعضاء التناسلية.
ـ بعض أمراض الأعصاب الطرفية مثل التهابات الأعصاب Peripheral Neuropathy.
ولكل من البوال السكري والزهري[4] دور مهم في تلك الأمراض، إذ يؤثران في أكثر من موقع من الجهاز العصبي.

(3) العمليات الجراحية، التي قد يصاحبها تهتك في الأعصاب المتحكمة في الأعضاء التناسلية، مثل:
ـ استئصال البروستاتا الجراحي Total or Radical Prostatectomy.

أمّا استئصال البروستاتا بالمنظار Transurethral Prostatectomy، فلا يؤدي إلى العُنّة.
ـ استئصال المثانة البولية Cystectomy.

ـ جراحات المستقيم Rectosigmoid Operations.

(4) العلاج بالإشعاع Radio Therapy، نتيجة للتأثير الضار على خلايا الخصيتين.

(5) الأمراض المزمنة، مثل: فشل وظائف القلب Heart Failure، والفشل الكلوي Renal Failure، وتليف الكبد Liver Cirrhosis and/or Fibrosis، وحالات الضعف العام والهزال الشديد General Weakness and Severe Emaciation، ونقص التغذية Under nutrition.

(6) العقاقير، ومنها المستخدم في علاج بعض الأمراض مثل: مضادات الاكتئاب Antidepressant ، وعقاقير الأمراض النفسية Antipsychotics ، والعقاقير المهدئة، مثل الليثيوم Lithium ، والليبريم Librium ، والمطمئنات العظمى Major Tranquilizer. وبعض مضادات ارتفاع ضغط الدم Antihypertensives. وعقاقير الادمان والتعود، مثل: الكحوليات Alcohols ، والمورفين Morphine ، والكوكايين Cocaine ،والهيروين Heroin ، والأمفيتامين Amphetamines ( أدوية منشطة، تستخدم في حالات الاكتئاب).

وقد يكون السبب نفسياً، مثل: عدم قدرة الشخص على إطلاق غرائزه، من كبت جهاز القِيم لديه، أو الشعور بالدونية مع الأنثى، أو صراع بين مشاعر الحب، والرغبة لدى الرجل، أو عدم الشعور بالأمان، أو استشعار التوتر، أو رفض الأنثى التي يمارس معها الاتصال الجنسي.

ج. المشكلات الزوجية
ويقصد بها كل المشكلات، التي تدفع بالزوج إلى البحث عن إشباع غريزته مع داعرة، أو خارج *إطار الزواج الشرعي. وهي متنوعة، فقد تكون مادية أو عاطفية، أو ناجمة عن سوء التواصل وعدم الحوار، أو عن مشاكل في العلاقة الجنسية.

د. الخوف من الزواج (الخوف من العلاقات الحميمة)
هناك كثير من الشباب، ذكوراً وإناثاً، يخافون من الارتباط في علاقة دائمة، مثل الزواج، على الرغم من ميولهم الطبيعية، تجاه الجنس الآخر، ولكنْ لديهم خوف لاشعوري، من الارتباط الدائم، يرجع إمّا إلى الخوف من العلاقة الجنسية، لاشعورياً، وإمّا إلى الخوف من سيطرة شخص آخر وتسلطه، ورغبة في استمرار الحرية. وغالباً ما تعود هذه العقد إلى الطفولة، وسوء التعامل بين الوالدين الذي عاناه الشخص عندما كان طفلاً. ومثل هذه المخاوف لا تحلها الدعارة، ولكنها تحتاج إلى علاج نفسي.

[1] 'تتميز بالسلوك المضاد للمجتمع، المستمر بدءاً من الطفولة، أو بداية المراهقة، وتظل إلى الحياة البالغة. وعلاماتها في الطفولة، هي الكذب والسرقة، والهروب من البيت أو المدرسة، وانتهاك حقوق الآخرين، والشجارات، والاعتداء الجسماني على الآخرين. ويستمر النمط `المضاد للمجتمع` في الكبر، إذ يفشل الشخص في العيش شريفاً، كأب أو مسؤول، كما يفشل في المحافظة على عمله وفي الخضوع لقوانين المجتمع، فيكرر الأفعال `المضادة للمجتمع`، ومن ثمّ يكون عرضة للمساءلة القانونية.

[2] كان مرض "الدرن"، من أهم أسباب حدوثه في الماضي. أمّا الآن فإن تكون الأجسام المضادة للغدة الكظرية، ومهاجمتها لها، يؤدي إلى ضمورها، وهو السبب الرئيسي لحدوث المرض. ويعاني المريض مجموعة من الأمراض المتفاوتة الشدة، منها الهزال الشديد، والضعف العام، وانخفاض ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم (عند الصيام)، مع ظهور بقع جلدية، وعدم قدرة المريض على مواجهة المواقف، التي يصاحبها زيادة في الجهد، مثل: حالات التوتر النفسي، والجهد الجسماني، مثل التعرض للبرد الشديد والجراحات والعدوى بالأمراض المختلفة، وقد يؤدي إلى الغيبوبة والوفاة، في الحالات الحادة، إذا لم يُسعف المريض، في الوقت المناسب.

[3] ينتج هذا المرض من زيادة إفرازات الغدة الكظرية، الناجمة عن فشلها في إفراز هرمون الكورتيزول، إمّا لسبب في الغدة نفسها (فشل أولي) أو نتيجة لنقص هرمونات الغدة النخامية، المنشطة لوظائف الغدة الكظرية (فشل ثانوي)، أو نتيجة لتناول المريض لهرمون الكورتيزول، لفترات طويلة. ويعاني المريض عدة أمراض (عكس ما يظهر في مرض أديسون)، منها: السمنة المفرطة التي تصيب بعض أجزاء من الجسم دون الأخرى، وارتفاع ضغط الدم، وظهور مرض البوال السكري، في بعض الحالات، وكذلك منها هشاشة العظام وسهولة الإصابة بالالتهابات نتيجة لنقص المناعة، وينتج من زيادة إفرازات هذه الغدة.

[4] مرض الزهري Syphilis ، وهو مرض ينتج من الإصابة بميكروب يسمى Treponema Pallidum ، وينتقل من طريق الاتصال الجنسي ونقل الدم. ويصيب الأعضاء التناسلية في مراحله الأولى، ثم الجهاز العصبي وبقية أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى الجنون، نتيجة إصابة مناطق معينة من المخ، وتدمير خلاياها. وكذلك، قد يصيب مناطق من النخاع الشوكي، مما يؤثر على قدرة الإنسان على الإحساس. كما قد ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها.


ثانياً: الدعارة وعلاقتها بالاضطرابات النفسيةثانياً: الدعارة وعلاقتها بالاضطرابات النفسية
تقضي الفطرة السليمة، أن يكون إشباع الغريزة الجنسية، من خلال علاقة ارتباط عاطفي حلالٍ ومباح، كالزواج مثلاً. فالجنس الكامل هو الذي يبدأ في العقل، كتخيل للاقتراب من جسد المحبوب، ويكون التلامس الجسدي إكمالاً للعملية العقلية، المفعمة بمشاعر الحب ورغبة الاقتراب. أما الممارسة دون عاطفة، وفي صورة سلعة لها مقابل، فهذا لا شك، مؤشر إلى خلل نفسي، خاصة لدى من يحترفه كمهنة، وإلاّ لماذا اختار تلك المهنة دون غيرها؟! إنه الاختيار المَرضي، الذي يكمن في داخله. وفي هذا المبحث نبدأ بتقسيم أطراف الدعارة، ثم نبين الخلل النفسي، الذي قد يوجد لدى كل من تلك الأطراف.

الداعرة (أو الداعر)، ويصح القول عنهما معاً (الدّاعر).منظم لقاءات الدعارة (أو مدير الشبكة ومن يعاونه).المنتفع بسلعة الدعارة.1. الداعرة (أو الداعر)
من يقدم نفسه، امرأة أو رجلاً، جسداً أو مشاعرَ أو صوتاً، كسلعة للمنتفع بها. ومن لم يكن مرغماً على أداء هذا العمل، يكن مريضاً نفسياً. وقد يأخذ المرض النفسي أحد الأشكال الآتية:

أ. التخلف العقلي: وهو نقص قدرة الفهم، والتكيف، والتعامل، مع المواقف الجديدة، بوسائل التفكير الهادف. وهذا النقص يبدأ في الطفولة، أي قبل عمر الثامنة عشرة. ولنقص قدرة الفهم والتمييز بين النافع والضار، يقع المتخلف عقلياً فريسة لمن يديرون شبكات الدعارة، فتكون المتخلفة عقلياً، بصفة خاصة، صيداً سهلاً لهم، فيوظفونها في أغراض الدعارة، دون أن يكلفهم الأمر عناءً مادياً أو غيره، ثم يحركونها، بعد ذلك، كما يريدون.

ب. الخرف:وهو نقص الذكاء بعد عمر الثامنة عشرة. ويترتب عليه نقص الفهم أيضاً، الذي يجعل المصاب به فريسة لمن يوظفونه في الدعارة. وضحايا الخرف، غالباً، ما يكون لديهم تلف شديد في الدماغ، هو الذي أحدث نقص الذكاء.

ج. الهوس:وهو مرض عقلي، يتميز بالمرح المَرضي وزيادة الطاقة، الجسدية والعقلية، التي تتمثل في زيادة الحركة، والكلام، والرغبة الجنسية، ويصاحبها سوء الحكم على الأمور، وسوء التصرفات، وقلة الحاجة إلى النوم، والاندفاع في تصرفات طائشة، دون تقدير نتائجها. وتحت تأثير الاندفاع، وسوء الحكم على الأمور، وزيادة الطاقة الجنسية، يحترف الشخص الدعارة. ولكن حين تتحسن حالة الهوس لديه، وهو غالباً ينتابه في صورة نوبات، فإنه يعود إلى رشده، بل يندم على ممارسته الدعارة، وغالباً ما يصاب بالاكتئاب من جراء الشعور بالذنب ، وحينئذ، يثور على من يديرون شبكة الدعارة، وقد يقتلهم وينتحر، وهم (أي من يديرون هذه الشبكات)، لكي يضمنوا عدم ثورة المصاب بالهوس، وعدم إفاقته، يعطونه مواد مخدرة، ويجعلونه مدمناً، ليظل خاضعاً لإرادتهـم، دون ثورة، ولكي يقتلوا فيه الإرادة المستقلـة، التـي قـد يستعيدها يومـاً ما، بعد أن يفيق من الهوس.

د. الفصام العقلي:وهو مرض يصيب الإرادة والتفكير، ويفكك من قوى العقل، والشخصية. وتصبح السيطرة على المصاب به سهلة، بل إن بعضهم يتميز بالطاعة للآخرين، التي تصل إلى درجة الآلية، وذلك يجعل من هؤلاء المرضى أفراداً مطيعين في مهنة الدعارة.

هـ . البرود الجنسي Frigidity:وهو اضطراب نقص الإثارة الجنسية لدى الأنثى، الذي يدفعها إلى التماس الإثارة من خلال احتراف الدعارة.

و. الغلمة النسوية (السـودة Nymphomania): وهي وجود رغبة مَرضية في الجماع لدى الأنثى، ونهم جنسي لا يرتوي. وأغلب المصابات بهذا الداء لديهن فقْد الذروة الجنسية Orgasm، أي غياب هزة الجماع والشعور باللذة، كما يوجد لديهن خوف شديد من فقْد الحب، الذي يفتقدنه فعلاً من خلال الدعارة، فيعوضنه بتكرار الممارسة غير المشبعة معنوياً لهن. وهناك قصة تحكي عن فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، كانت أمها متوفاة منذ عدة أعوام، ووالدها متزوجاً بأخرى، وكانت تعاني حرماناً عاطفياً شديداً، وتمرداً داخلياً، أخرجتهما في صورة زيادة الرغبة الجنسية، وإغواء الرجال لمواقعتها *بصورة متكررة، ودون ارتواء أو إشباع جنسي حقيقي.

2. منظم لقاءات الدعارة (مدير شبكة الدعارة أو مَن يعاونونه)

وهو صاحب المصلحة الرئيسي من تلك التجارة. فهو يدبر اللقاء بين السلعة (الداعرة) والمنتفع بها، لقاء أجر، ويطلق عليه اسم (قواد). وهو شخص خطير، يتميز بقدرة ذكائية عالية، يستغلها في السيطرة على الآخرين، وإخضاعهم لسيطرته، واستخدامهم لأغراضه المادية. وهو في الوقت نفسه، ليس سوياً من الناحية النفسية. فهو إمّا شخصية "مضادة للمجتمع"، أو أنه يعاني شذوذاً جنسيا ً Sexual Deviation Paraphilias وفي السطور التالية، نفصل وصف الحالتين:

أ. الشخصية "المضادة للمجتمع[1]: وهو الشخص الذي يستغل الآخرين لمصلحته، ويوجهه إلى ذلك أنانيته الشديدة، وعدوانه تجاه الآخرين. فلا يضيره أن يدمرهم لمصلحته، أو حتى يدمر المجتمع. ويحكمه مبدأ (أنا ومن بعدي الطوفان). فليس لديه ضمير يحكمه، أو جهاز قِيم داخلي يردعه. ومن ثم، فهو يستخدم الأَعْراضَ تجارة له، دون أدنى لوم للنفس.

ب. المصاب بشذوذ جنسي: وهذا الشخص لديه ميول جنسية مثلية (جنوسية)، ولكنه لا يمارسها. وهي كامنة في داخله، تدفعه إلى استبدال امرأة بنفسه، يقدمها إلى آخر ليضاجعها، فيشعر هو بالراحة والرضا، وكأنما أشبعه هذا الفعل، وكلما كرر هذا العمل، حقق إشباعاً أكثر. وهذا يذكرني بالسيدة، التي كان زوجها يعاني ضعفاً جنسياً، ولكنه كان يقدمها إلى أصدقائه، ويلح عليها في إرضائهم، ويتركها معهم لساعات طويلة، ويدفعها إلى ارتداء الثياب التي تعري أجزاء كبيرة من جسدها. ويُسَر جداً، عندما تلفت انتباه الرجال الآخرين، ويتركها لهم، كلما سنحت له الفرصة لذلك.

وهناك نوع آخر من الشذوذ، أن يكون شخص ما مولعاً بمشاهدة مَن يمارسون العلاقة الجنسية، إلى درجة أنه يرتب لهم هذه اللقاءات، وكل متعته، هي مشاهدة الفعل الجنسي، والتيسير له، فهذا يحقق له الإثارة الجنسية، التي يفتقدها في ما دون ذلك من أفعال جنسية.

3. المنتفع بسلعة الدعارة
وهو الشخص الذي يشبع غريزته من طريق الدعارة. وهو، عادة، يدفع المقابل إلى من يقدمون إليه سلعة الدعارة، سواء كان المقابل مادياً أو خلافه، من مصالح متنوعة. وهو، غالباً، كما أسلفنا، يسعى إلى تأكيد رجولته، أي أنه يشك في فحولته، ويسعى، من خلال ممارسة الدعارة إلى التحقق منها أو تأكيدها، أو أنه يعاني مشكلات الضعف الجنسي، أو يعاني مشكلات زوجية، أو أنه يخاف من الارتباطات العاطفية، والعلاقات الحميمة. ونذكر بعض التفصيل لكل من هذه الاضطرابات النفسية فيما يلي:

أ. الشك في الفحولة
حالة تنتاب غالباً، المراهقين، الذين قد يشْكون بعض الأمراض المتعلقة بأعضائهم التناسلية. وقد يسعون إلى أطباء الأمراض التناسلية، بحثاً عن الطمأنة أو العلاج، أو يبحثون عن الداعرة للتأكد من سلامة فحولتهم. وقد يكون ذلك وبالاً عليهم.

ب. مشكلات الضعف الجنسي
وأهمها العُنَّةُ، وهي الارتخاء الجنسي، أو عدم القدرة على الانتصاب، في وجود مثير مناسب، مع حدوث ذلك بصورة ثابتة أو متكررة. وقد تكون العُنَّةُ أولية، إذ لم ينجح الشخص في الجماع إطلاقاً، وقد تكون ثانوية، إذ يكون قد نجح قبل ذلك، ولكنه أصبح أخيراً غير قادر، وأحياناً، تكون العُنَّةُ انتقائية، إذ ينجح أحياناً، ويفشل أحياناً أخرى، مثل مَن ينجح مع داعرة، ويفشل مع زوجته.

وقد يكون سبب العُنَّةُ أمراضاً جسمانية (أو الوسائل والعقاقير المستخدمة لعلاجها). وكان الاعتقاد السائد، أن المسبب الرئيسي للعنة هو التغيرات النفسية Psychological Changes، ولكن الاعتقاد الآن، أن الأمراض العضوية سبب رئيسي في حدوث هذا المرض. وهذه الأمراض متعددة، ومتفاوتة في تأثيرها، مثل:

(1) أمراض الغدد الصمّاء:

ـ فشل الخصيتين Testicles، في إفراز هرمون الذكورة Testosterone.
ـ بعض أمراض الغدة النخامية Pituitary Gland، التي تفرز هرمونات تنظم وظائف الخصيتين وتنشطهما، إذ تساعد على النمو الطبيعي لهما، وكذلك تكون الحيوانات المنوية ونموها وإفراز هرمون الذكورة.

ـ خلل في إفرازات الغدة الدرقية Thyroid Gland، سواء بالزيادة أو النقصان Hyper or Hypothyroidism.

ـ أمراض الغدة الكظرية Suprarenal Gland، مثل مرض أديسون Addison's Disease[2]، وهو ينتج من نقص إفرازات هرمون الكورتيزول Cortisol، ومرض (مركب) كوشنج Cushing's Syndrome"[3].

ـ مرض البوال السكري Diabetes Mellitus، الذي ينجم عن نقص أو عدم كفاءة هرمون الإنسولين Insulin، الذي يفرزه البنكرياس.

ـ التهاب الغدة النكفية Parotitis، إذ تصاب الخصيتان بالفيروس نفسه.
(2) أمراض الجهاز العصبي المركزي والذاتي Central and Autonomic Nervous System، مثل:

ـ مرض التصلب المتناثر Disseminated Sclerosis، وهو تليف في أجزاء متناثرة من الجهاز العصبي.

ـ أمراض الحبل الشوكي Spinal Cord، حيث توجد بعض مراكز التحكم في وظائف الأعضاء التناسلية.
ـ بعض أمراض الأعصاب الطرفية مثل التهابات الأعصاب Peripheral Neuropathy.
ولكل من البوال السكري والزهري[4] دور مهم في تلك الأمراض، إذ يؤثران في أكثر من موقع من الجهاز العصبي.

(3) العمليات الجراحية، التي قد يصاحبها تهتك في الأعصاب المتحكمة في الأعضاء التناسلية، مثل:

ـ استئصال البروستاتا الجراحي Total or Radical Prostatectomy.
أمّا استئصال البروستاتا بالمنظار Transurethral Prostatectomy، فلا يؤدي إلى العُنّة.

ـ استئصال المثانة البولية Cystectomy.

ـ جراحات المستقيم Rectosigmoid Operations.

(4) العلاج بالإشعاع Radio Therapy، نتيجة للتأثير الضار على خلايا الخصيتين.

(5) الأمراض المزمنة، مثل: فشل وظائف القلب Heart Failure، والفشل الكلوي Renal Failure، وتليف الكبد Liver Cirrhosis and/or Fibrosis، وحالات الضعف العام والهزال الشديد General Weakness and Severe Emaciation، ونقص التغذية Under nutrition.

(6) العقاقير، ومنها المستخدم في علاج بعض الأمراض مثل: مضادات الاكتئاب Antidepressant ، وعقاقير الأمراض النفسية Antipsychotics ، والعقاقير المهدئة، مثل الليثيوم Lithium ، والليبريم Librium ، والمطمئنات العظمى Major Tranquilizer. وبعض مضادات ارتفاع ضغط الدم Antihypertensives. وعقاقير الادمان والتعود، مثل: الكحوليات Alcohols ، والمورفين Morphine ، والكوكايين Cocaine ،والهيروين Heroin ، والأمفيتامين Amphetamines ( أدوية منشطة، تستخدم في حالات الاكتئاب).

وقد يكون السبب نفسياً، مثل: عدم قدرة الشخص على إطلاق غرائزه، من كبت جهاز القِيم لديه، أو الشعور بالدونية مع الأنثى، أو صراع بين مشاعر الحب، والرغبة لدى الرجل، أو عدم الشعور بالأمان، أو استشعار التوتر، أو رفض الأنثى التي يمارس معها الاتصال الجنسي.

ج. المشكلات الزوجية
ويقصد بها كل المشكلات، التي تدفع بالزوج إلى البحث عن إشباع غريزته مع داعرة، أو خارج *إطار الزواج الشرعي. وهي متنوعة، فقد تكون مادية أو عاطفية، أو ناجمة عن سوء التواصل وعدم الحوار، أو عن مشاكل في العلاقة الجنسية.

د. الخوف من الزواج (الخوف من العلاقات الحميمة)
هناك كثير من الشباب، ذكوراً وإناثاً، يخافون من الارتباط في علاقة دائمة، مثل الزواج، على الرغم من ميولهم الطبيعية، تجاه الجنس الآخر، ولكنْ لديهم خوف لاشعوري، من الارتباط الدائم، يرجع إمّا إلى الخوف من العلاقة الجنسية، لاشعورياً، وإمّا إلى الخوف من سيطرة شخص آخر وتسلطه، ورغبة في استمرار الحرية. وغالباً ما تعود هذه العقد إلى الطفولة، وسوء التعامل بين الوالدين الذي عاناه الشخص عندما كان طفلاً. ومثل هذه المخاوف لا تحلها الدعارة، ولكنها تحتاج إلى علاج نفسي.

[1] 'تتميز بالسلوك المضاد للمجتمع، المستمر بدءاً من الطفولة، أو بداية المراهقة، وتظل إلى الحياة البالغة. وعلاماتها في الطفولة، هي الكذب والسرقة، والهروب من البيت أو المدرسة، وانتهاك حقوق الآخرين، والشجارات، والاعتداء الجسماني على الآخرين. ويستمر النمط `المضاد للمجتمع` في الكبر، إذ يفشل الشخص في العيش شريفاً، كأب أو مسؤول، كما يفشل في المحافظة على عمله وفي الخضوع لقوانين المجتمع، فيكرر الأفعال `المضادة للمجتمع`، ومن ثمّ يكون عرضة للمساءلة القانونية.

[2] كان مرض "الدرن"، من أهم أسباب حدوثه في الماضي. أمّا الآن فإن تكون الأجسام المضادة للغدة الكظرية، ومهاجمتها لها، يؤدي إلى ضمورها، وهو السبب الرئيسي لحدوث المرض. ويعاني المريض مجموعة من الأمراض المتفاوتة الشدة، منها الهزال الشديد، والضعف العام، وانخفاض ضغط الدم، ومستوى السكر في الدم (عند الصيام)، مع ظهور بقع جلدية، وعدم قدرة المريض على مواجهة المواقف، التي يصاحبها زيادة في الجهد، مثل: حالات التوتر النفسي، والجهد الجسماني، مثل التعرض للبرد الشديد والجراحات والعدوى بالأمراض المختلفة، وقد يؤدي إلى الغيبوبة والوفاة، في الحالات الحادة، إذا لم يُسعف المريض، في الوقت المناسب.

[3] ينتج هذا المرض من زيادة إفرازات الغدة الكظرية، الناجمة عن فشلها في إفراز هرمون الكورتيزول، إمّا لسبب في الغدة نفسها (فشل أولي) أو نتيجة لنقص هرمونات الغدة النخامية، المنشطة لوظائف الغدة الكظرية (فشل ثانوي)، أو نتيجة لتناول المريض لهرمون الكورتيزول، لفترات طويلة. ويعاني المريض عدة أمراض (عكس ما يظهر في مرض أديسون)، منها: السمنة المفرطة التي تصيب بعض أجزاء من الجسم دون الأخرى، وارتفاع ضغط الدم، وظهور مرض البوال السكري، في بعض الحالات، وكذلك منها هشاشة العظام وسهولة الإصابة بالالتهابات نتيجة لنقص المناعة، وينتج من زيادة إفرازات هذه الغدة.

[4] مرض الزهري Syphilis ، وهو مرض ينتج من الإصابة بميكروب يسمى Treponema Pallidum ، وينتقل من طريق الاتصال الجنسي ونقل الدم. ويصيب الأعضاء التناسلية في مراحله الأولى، ثم الجهاز العصبي وبقية أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى الجنون، نتيجة إصابة مناطق معينة من المخ، وتدمير خلاياها. وكذلك، قد يصيب مناطق من النخاع الشوكي، مما يؤثر على قدرة الإنسان على الإحساس. كما قد ينتقل من الأم المصابة إلى جنينها.

[/justify]


في عالمنا اليوم، يعتبر السحر والحسد والمس وسحر تحقير شأن الإنسان من المواضيع التي تثير فضول الكثيرين. ويعتبر البعض أن هذه الظواهر والامراض تحمل في طياتها آثارا سلبية تؤثر على حياة الأفراد والصحة الجسدية والنفسية. هناك العديد من الطرق والتقاليد التي تعنى بعلاج هذه الامراض، سواء كانت عبر الطب الروحاني، أو الطب البديل، أو الطب النفسي. يمكن العثور على بعض النصائح والطرق الفعالة في التخلص من تأثيرات هذه الامراض عبر زيارة مواقع إلكترونية متخصصة، مثل:

1- علاج السحر: تفصيل حول الطرق التقليدية والروحانية لعلاج تأثيرات السحر.
2- علاج الحسد: نصائح وأساليب للوقاية من الحسد وكيفية علاجه والتعامل معه.
3- علاج المس: استعراض للطرق التي يمكن أن تساعد في التخلص من تأثيرات الشياطين والمس الشيطاني.
4- علاج سحر تحقير شأن الإنسان: نصائح حول كيفية التغلب على تأثيرات وعلاج سحر التحقير الذي يستهدف شأن الإنسان.
5- أخطر أنواع السحر: استعراض لأنواع السحر الأكثر خطورة وكيفية التصدي لها.


الرقية الشرعية هي استخدام القرآن الكريم والأدعية النبوية المأثورة والأذكار الشرعية في علاج الأمراض الروحانية والنفسية والجسدية، وذلك بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، وتعتبر الرقية الشرعية أسلوبا معتمدا وفعالًا للتداوي والحماية والتحصين من الامراض الروحانية مثل السحر والحسد والعين والمس، والكثير من الاضطرابات النفسية.